بيروت - ''الاتحاد'': اتهم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس الأمين العام لـ''حزب الله'' حسن نصرالله ''بالتحضير لانقلاب أوعلى الأقل التهديد بالانقلاب''، رداً على خطاب نصرالله الذي هاجم فيه الحكومة·
وقال السنيورة في كلمة أمام وفود شعبية زارته في السراي الحكومي: ''إن نصرالله يحاول القيام بانقلاب أو يهدد بانقلاب، وإن لهجته تحمل كل التهديد وبذور الشقاق بين اللبنانيين''· واعتبر أن خطاب نصرالله بث ''أجواء مشحونة''، وساده ''التوتر والغضب والصلف''· كما اتهم السنيورة نصر الله بتنصيب نفسه وصياً على لبنان ليعين رئيس الحكومة ويشكلها، ويتنبأ بأن الأغلبية ستتحول إلى أقلية ويلزم اللبنانيين بمن سينتخبونه·
وأضاف رئيس الوزراء أن ''أسلوب التهديد والوعيد لا ينفع، وأسلوب الفرض ووضع الناس على أعصابهم وتدمير الاقتصاد كله يسبب مشكلات''، مضيفاً: ''نحن نعرف أن هذا البلد بلد التوافق والحوار بتركيبته وعائلاته وتراثه وتاريخه''·
وتابع قائلاً: ''إن هذا الأسلوب لا ينفع في أي مكان، وهذا من ضمن ما يؤدي إلى أن يخسر نصرالله والمقاومة كل رصيدها عند العرب والمسلمين في العالم''· وانتقد رئيس الوزراء اللبناني ما سماه ''أسلوب التخوين'' في خطاب نصرالله، متسائلاً: ''من عيّن من ديانا على الآخر ليصنف هذا وطنياً وهذا غير وطني؟''·
وتابع ''حرام أن نوجه تهماً باطلة للآخرين''، مضيفاً ''كنت أتمنى لو تروى السيد حسن بكلامه، خاصة أنه يعلم ما قام به فؤاد السنيورة ليحمي المقاومة'' خلال الحرب بين اسرائيل وحزب الله في يوليو·
وذكر السنيورة بالجهود التي بذلها مع المجتمع الدولي من أجل وقف الحرب في لبنان·وسأل ''هل شوارع بيروت هي للمقاومة؟ هل نقاتل اسرائيل في بيروت؟''·
وقال من جهة أخرى: ''إيماننا أن هذه أزمة وستنقضي وسنعبر هذه الأزمة إلى المستقبل الذي يريده كل اللبنانيين''، مضيفاً ''نحن دعاة وفاق وتعاون، لن نبني خنادق في بيروت بل سنبني جسور محبة بين اللبنانيين''·
وكرر السنيورة رفضه للثلث المعطل في الحكومة، مؤكداً على الاقتراح الذي تقدم به سابقاً والذي ينص على تشكيل حكومة وفاق وطني يعطى فيه للأقلية الثلث وللأكثرية الثلثان، مع وزيرين لا يحق لهما الاستقالة، وبذلك تؤخذ بعين الاعتبار هواجس الفريقين، واقترحنا أن تشكل الحكومة من ثلاثين وزيراً 19 للأكثرية و9 للأقلية ووزيرين مستقلين·
وتطرق الرئيس السنيورة إلى مسألتي بلدة الغجر ومزارع شبعا، وسأل هل تخلى السيد حسن عنهما ولم يبق لديه قضية إلا في شوارع بيروت؟ وهل أصبح استرجاع الغجر ومزارع شبعا تواطؤاً مع اسرائيل؟ وأكد أن مزارع شبعا خط أحمر بالنسبة إلى اللبنانيين، وهذا ما قاله في الأمم المتحدة قبل الحوار، بالرغم من المشكلة المتعلقة بهذه المزارع، وقال: ''لدي إحساس بأن كثيرين لا يريدون تحريرها''، لافتاً إلى رفض سوريا تقديم المستندات المتعلقة بلبنانية هذه المزارع، وكشف أن وزير خارجية إيران منوشهر متكي يريد إبقاء مزارع شبعا تحت الاحتلال الاسرائيلي· قائلاً: إن متكي عارض طرحاً يقضي بانسحاب اسرائيل من مزارع شبعا ووضعها في عهدة الأمم المتحدة·
وأكد أن المملكة العربية السعودية ومصر وغيرهما من الدول العربية تقوم بجهد بناء للمساعدة على معالجة الأزمة، مستغرباً كيف أن نصرالله يطالبهم بعدم وقوفهم إلى جانب طرف ضد آخر· وأكد بأنه سيبقى يحب كل البلدان العربية وسوريا والشعب السوري وقال: ''نحن أقوياء بعروبتنا''·
عدد اليوم
