الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مدارس بغداد معطلة حتى إشعار آخر

9 ديسمبر 2006 01:42
بغداد - رويترز: ينتظر أحمد خارج أبواب المدرسة في صباح يوم بارد في منتصف الاسبوع وهو يمسك بكتبه الدراسية· لكن لان غالبية الطلبة والمدرسين لم يأتوا الى المدرسة أجل الطالب البالغ من العمر 18 عاما والذي يدرس بالسنة النهائية في المرحلة الثانوية، الدراسة لمدة يوم آخر· ووقال ''لقد حضر 15 طالبا فقط من بين 200 طالب في هذه السنة الدراسية''· منذ ثلاث سنوات وبعد سقوط صدام حسين كان الطلبة والمدرسون يتحدثون بشغف عن حذف الصفحات الاجبارية الخاصة بالدكتاتور من كتبهم الدراسية وتحرير الدراسة الاكاديمية من تدخل حزب البعث الحاكم· والان سم الطائفية ضرب بعمق في قلب النظام التعليمي في العراق فيما يهاجم متشددون من جماعات سنية وشيعية المدارس والجامعات والأفراد· كما ان الفوضى الطائفية سممت المجتمع وجلبت العنف العشوائي الى حجرات الدراسة على نحو لم يشاهد من قبل· وحكى محمد وهو طالب بمدرسة في حي الكرادة بوسط بغداد هذا الاسبوع كيف تسلق حائطا ليهرب عندما جذب رجال ميليشيا ناظر المدرسة الذي أخذ يتوسل اليهم حتى لا يقتلوه في فناء المدرسة للانتقام من اهانة مزعومة· ويقول أبو عبد الله الذي كان مدرسا بمدرسة القدس الثانوية في بغداد انه ترك عمله بعد ان جلب طالب ضبطه وهو يحاول الغش في امتحان عصابة الى المدرسة للاعتداء عليه· وقال ''عندما منعناه من الغش ترك المدرسة وعاد مع 15 صديقا يمسكون بسكاكين· مزقوا وجه زميل بسكين طويل وضربوني''· وقال أبو عبد الله ان المتشددين قتلوا أيضا منذ اسبوعين مدرس اللغة العربية هادي فرحان وهو من زملائه الشيعة وكان يشتهر بصراحته· وقال ''حذرناه لكي يكف عن الحديث في السياسة· قتله أثر على المدرسة حيث لم يعد يعمل بهذه المدرسة سوى 14 مدرسا من بين 42 مدرسا· وقالت طالبة عمرها 16 عاما ان المدرسين في مدرستها يأمرون الطالبات بانتظام بالخروج الى طرقات المبنى عندما تسقط قذائف المورتر على مقربة وان بعض المدرسين يحثون الطالبات الان على البقاء بعيدا عن حجرات الدراسة· وقالت ''عدد صغير جدا من الطالبات يأتي الى المدرسة''· واضافت ''وطلب أحد المدرسين منا ان نتفق فيما بيننا على عدم الحضور حتى يتمكن المدرسون من البقاء في منازلهم في هذا الوقت العصيب''· وسعاد زوجة تقيم في بغداد وتحتجز طفليها اللذين يبلغان ست وثماني سنوات في المنزل طوال الوقت بعد ان اصابها الرعب وأصبحت تخشى من تكرار ما حدث في يوم في الاونة الاخيرة عندما وصلت في نهاية الدراسة لتجدهما منكمشين في أحد اركان حجرة الدراسة مع حفنة من الاطفال الاخرين بعد ان هرب المدرسون والطلبة الاخرون قبل ساعات عندما انتشرت شائعات بأن جماعة متشددة على وشك شن هجوم على المدرسة· وقال مسؤول بوزارة التعليم ان ''الموقف مروع· هذه كارثة عظمى''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©