الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشروع «سكر» يستهدف تخزين ثاني أكسيد الكربون في المحيطات

مشروع «سكر» يستهدف تخزين ثاني أكسيد الكربون في المحيطات
17 سبتمبر 2011 02:32
من المتوقع أن تصبح هيدرات الميثان أحد المصادر المهمة للطاقة في المستقبل، لكن العلماء الألمان يطمحون في أكثر من ذلك، فهم لا يسعون إلى استخراجه من قاع البحر فحسب، ولكن أيضا إلى تخزين غاز ثاني أكسيد الكربون مكانه. وتوجد كميات ضخمة من هذا الغاز الطبيعي متجمدة تحت قاع البحر. ويقدر الخبراء احتياطي هيدرات الميثان تحت قاع محيطات وبحار العالم بنحو 3000 جيجاطن، أي حوالي 3 مليار كيلوجرام. وهذا يعادل ضعف احتياطيات الطاقة المتوفرة في جميع المصادر التقليدية كالفحم والنفط والغاز الطبيعي. لذا تتجه بعض الدول مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند والبرازيل والولايات المتحدة، إلى استخراج هيدرات الميثان من أعماق البحار لسد حاجتها المتزايدة من الطاقة. ولكن البروفيسور كلاوس فالمان، من معهد لايبنتز لعلوم البحار (IFM Geomar) في مدينة كيل، أوضح أن ألمانيا لا تملك مخزونا من هيدرات الميثان، لأن بحر الشمال ضحل ويفتقر إلى العمق المناسب، وهذا ينطبق أيضا على بحر البلطيق. لأن احتمال العثور على هيدرات الغاز غير وارد في البحار التي يقل عمقها عن حوالي 350 مترا. فبدءا من ذلك العمق يكون الضغط مرتفعا ودرجات الحرارة منخفضة بما فيه الكفاية، لتفاعل غاز الميثان والماء في التجاويف الموجودة في قاع البحر، وإلى تشكل هيدرات الميثان بشكلها المتجمد. إلا أنه يمكن لألمانيا رغم عدم وجود هيدرات الميثان في بحارها، أن تشارك في السباق على مصادر هذه الطاقة الواعدة بصورة غير مباشرة. أي بالخبرات العلمية فضلا عن التكنولوجيا المتقدمة وبرمجيات الحاسوب المتطورة. لذا بدأ في عام 2008 مشروع (Submarine Gashydrate Reservoirs) المعروف اختصارا باسم SUGAR (سكر) تدعمه الحكومة الألمانية بحوالي 10 مليون يورو. ويقوم البروفيسور فالمان وفريقه بتنسيق العمل بين الشركاء المختلفين. ويبنى هؤلاء العلماء تصورهم على رؤية، تستند على إتقان الجوانب التقنية، ومن ثم المساهمة في تشكيل المستقبل. وقال فالمان “نحن نراقب عن كثب ومنذ فترة طويلة هنا في المعهد التغير المناخي وتبعاته، ونحن نرى كل يوم الآثار السلبية لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون على النظم الإيكولوجية البحرية، ولهذا السبب نحن لم نقصر جهودنا على السعي لتوفير مصدر إضافي للطاقة بخلاف الوقود الأحفوري، لكننا نسعى كذلك لإيجاد تقنية جديدة يمكن من خلالها مستقبلا خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون”. وتقوم الفكرة على إحلال الغازات الدفيئة مكان هيدرات الميثان، إذ بالتوازي مع العمل على استخراج هيدرات الميثان من قاع البحر، يتم العمل على تخزين ثاني أكسيد الكربون على شكل متجمد في ذات المكان، أي في قاع البحر. ويحظى ذلك بالتأكيد بتأييد المجلس الدولي للمناخ، لذا دعم المجلس ما يعرف بتكنولوجيا ?CCS?، وهي التكنولوجيا الخاصة بتجميع ثاني أكسيد الكربون وتخزينه في أعماق الأرض. وهذه العملية تتطلب توفر تقنيات عالية وهي لا تخلو كذلك من المخاطر. والسيطرة على تلك المخاطر يعد جزءا هاما من مشروع ?SUGAR?. فما الذي سيحدث على سبيل المثال، إذا تمكن غاز ثاني أكسيد الكربون المخزن من النفاذ مرة أخرى إلى الجو بعد تخزينه في أعماق البحار؟ إن الكميات التي ستنفذ إلى الجو في تلك الحالة، كما يقول الدكتور ماتياس هيجل عالم الكيمياء الجيولوجية في معهد لايبنتز لعلوم البحار (?IFM Geomar?)، ستكون في كل الأحوال أقل من الكميات التي تنبعث إلى الغلاف الجوي، كما يحدث في الوقت الراهن.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©