الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معاهد أميركا الدينية والإسلام

10 ديسمبر 2010 20:03
منذ قرون عديدة تواجدت المعاهد والجامعات الدينية، حيث يقوم أساتذة العلوم الدينية والقادة الدينيون بتدريب تلاميذهم ليصبحوا رجال دين في الولايات المتحدة. كان التنوع الديني في المعاهد الدينية الأميركية يعني منذ عقود عديدة استقبال طلبة من طوائف مسيحية متعددة. ثم بدأ اليهود بالذهاب إلى، بل وحتى إنشاء مدارس دينية بارزة. إلا أنه -وباستثناء مثير للانتباه لمركز ماكدونالد لدراسة الإسلام في معهد هارتفورد الديني- قليلة هي المعاهد الدينية الأميركية التي طورت تاريخياً برامج تركّز على دراسة الإسلام. وكان الجمهور الإسلامي وبشكل درامي أقل تمثيلاً مما يجب، ولم تبدأ هذه التوجهات بالتغيّر إلا في السنوات العشر الماضية، وبدأ ظهور تركيز أكبر على تدريس الدراسات الإسلامية في المؤسسات اليهودية والمسيحية واعتماد الفكرة، التي بدأت تبرز بشكل متزايد بأن الوقت قد حان ليؤسس المسلمون الأميركيون مدرسة دينية خاصة بهم. وأظهرت السنتان الأخيرتان حركة مميزة ونمواً بارزاً وعملية بناء مؤسسات داخل الجالية الأميركية المسلمة. جاء في البداية تأسيس كلية الزيتونة كامتداد لمؤسسة الزيتونة عام 2009، والتي صممت لتصبح جامعة كاملة لطلبة البكالوريوس والدراسات العليا من المسلمين في أميركا. وفي أكتوبر الماضي أبرزت ورشة عمل شكلت معلماً مهماً عنوانها "اليهودية والإسلام في أميركا" برعاية مشتركة بين مدرسة العلوم الدينية اليهودية Jewish Theological Seminary ومدرسة هارتفورد الدينية Hartford Seminary والجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية، أبرزت نقاشاً حول إنشاء معهد ديني أميركي يقتصر على تدريب الأئمة وعلماء الدين المسلمين. ورغم أن مشروعاً كهذا قد يكون على بعد سنوات عديدة، فإن الإثارة المحيطة بفكرة إنشاء معهد ديني أميركي إسلامي يعكس حاجة متنامية لتدريب رجال دين مسلمين متمرسين في النصوص التقليدية يفهمون السياق الأميركي الذي سيعملون فيه. إلا أنه حتى مع بقاء مؤسسة تدريب رجال الدين المسلمين الأميركيين موضوع نقاش فحسب، يصبح الطلبة المسلمون الآن مشاركين أساسيين لهم قيمة أساسية في برامج الدراسات الدينية والدراسات العليا عبر الولايات المتحدة. والواقع أن عدداً من الشراكات الجديدة برزت اعترافاً بالحضور المتنامي للمسلمين والدراسات الإسلامية في المدارس الدينية. فمنذ عام 2008 على سبيل المثال، تشاركت كلية الاتحادية العبرية وجامعة جنوب كاليفورنيا مع مؤسسة عمر بن الخطاب، وهي منظمة خيرية مركزها لوس أنجلوس تعمل على دعم منظمات مسلمة أخرى، لإنشاء مركز المشاركة بين المسلمين واليهود. وتشعر المنظمات الثلاث أن المركز يحمل قدرة كامنة مهمة، مع الأخذ بالاعتبار نجاح برامج دراسات النصوص عبر الديانات. وقد تواجدت مراكز أخرى مثل مركز "المشاركة المسلمة المسيحية من أجل السلام والعدالة" في الكلية اللوثرية للدراسات الدينية بشيكاغو منذ فترة أطول. وقد ركز المركز بشكل واسع على حث الخريجين المسيحيين من المعهد الديني، على أن يكونوا على علم بالإسلام حتى تتسنى لهم المشاركة مع المنظمات المسلمة ورجال الدين المسلمين خلال مستقبلهم العملي. لكن ما أثار الإعجاب بشكل أكبر هو الإعلان في فترة مبكرة من هذه السنة بأن كلية "كليرمونت" لدراسات العلوم الدينية في جنوب كاليفورنيا، وهي مؤسسة مرتبطة بالكنيسة المنهجية المتحدة، مستعدة لإضافة برامج متكاملة لإعداد رجال الدين الطلبة المسلمين واليهود الذين يسعون ليصبحوا رجال دين في جالياتهم. ويعتبر هذا واحداً من المجالات الوحيدة للمسلمين الأميركيين ليصبحوا أئمة معتمدين، والمؤسسة الوحيدة في العالم التي تقدم كذلك برامج إعداد رجال دين موازية لرجال الدين اليهود والمسيحيين. ورغم أن هذه التحولات المؤسسية المعمّقة قد تبدو ظاهرة أكثر، فإن التحولات الثقافية في المعاهد الدينية جارية وبسرعة كذلك. عندما تكلمت للمرة الأولى مع زملاء حول احتمالات إنشاء مدوّنة "حالة تكوين" (www.stateofformation.org) وهي مدونة لكبار القادة الدينيين والأخلاقيين الناشئين عبر أميركا، كان السؤال الأول الذي طرحه الكثيرون، هو ما إذا كنت سأعمل على تجنيد الطلبة المسلمين. ما كان لذلك أن يحصل قبل خمس سنوات، وهو يشكل مؤشراً على أن الطلبة المسلمين ليسوا مجرد طلبة نحتمل وجودهم في المعاهد الدينية الأميركية وإنما نرحّب بهم بنشاط. جوشوا.م.زي. ستانتون المحرر المشارك لمجلة «حوار الأديان» ينشر بترتيب مع خدمة "كومون جراوند"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©