بروز ظاهرة شراء الأصوات في الموصل

برزت ظاهرة شراء أصوات الناخبين في الموصل عاصمة محافظة نينوى شمالي العراق أمس مع انطلاق الحملات الدعائية للانتخابات العامة العراقية المقرر إجراؤها في السابع من شهر مارس المقبل. وقال رئيس فرع “المفوضية العليا المستقلة للانتخابات” العراقية في الموصل عبد الخالق الدباغ في تصريح صحفي “ان المفوضية وضعت عقوبات صارمة بحق الأحزاب والكيانات السياسية التي تعمل على تقديم الرشوة للناخبين في أي مكان في مدينة الموصل والأقضية التابعة لها وستعمل على طرد الكيان السياسي أو تغريمه أو حبس مسؤولين فيه”. وأضاف “هناك لجنة في المفوضية تضم قانونيين للتحقق من صحة الشكاوى حول هذا الموضوع ونحن نتعامل مع المرشحين بشكل واحد ولا نميز أي كيان على الآخر وعلى الجميع الابتعاد عن تقديم الرشوة للناخبين”. وخلال جولة استطلاعية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في المدينة، سجلت مشاهدات حول وسائل المرشحين لجذب اصوات الناخبين من خلال تقديم هدايا متنوعة إلى الاهالي في اطار الحملة الدعائية استعدادا للانتخابات المقبلة. وقال الناخب سعدون أحمد (43 عاماً) في حي البكر “عند خروجي من منزلي للذهاب إلى مكان عملي شاهدت جمعاً من الاهالي في الحي الذي اسكن فيه وهم منتظمون في طابور لتسلم 40 لتراً من النفط مجاناً دون ورقة تسلم شهري او مبلغ، وعندما اقتربت الى صاحب صهريج النفط قال لي: اذهب واجلب لي الاسطوانات الفارغة لكي اقوم بتعبئتها، فهذه هدية مجانية من احد الاحزاب المتنافسة وذكر اسمه الصريح”. وقالت مديرة “مدرسة الوطن” الثانوية في حي الإخاء مي نور الدين (44 عاما) للوكالة ذاتها “إن المدرسة تسلمت يوم الاثنين الماضي كمية كبيرة من القرطاسية والدفاتر والحقائب المدرسية غالبيتها أجنبية المنشأ، ويوجد فوق كل صندوق يضم تلك المواد ورقة صغيرة مكتوب عليها هدية من الحزب الفلاني وطبعا هذا مقابل شراء الناخبين”. وذكر الأهالي في ناحية برطلة ذات الأغلبية المسيحية (30 كيلومتراً شرقي الموصل) أن تيارات سياسية غير مسيحية قامت بتوزيع مواد غذائية ومبالغ مالية عليهم. وقال القس في إحدى الكنائس هناك متي جرجيس “إن الكنائس الأربع الموجودة في ناحية برطلة تسلمت من أحد الاحزاب مواد غذائية طلب من الكنائس توزيعها على اهالي المنطقة ومع كل صندوق يضم كميات من الطحين والأرز والسكر والشاي، هناك مبالغ إضافة أخرى”. وأضاف “نحن بدورنا سلمنا المواد الغذائية الى الاهالي في الحي ونعلم ايضا ماهو سر هذا التوزيع في كل انتخاب سواء انتخاب المجالس او البرلمان ولكن لا نستطيع رفضه لاسباب أمنية خوفا على اهالي المنطقة”. وقالت الناخبة سميرة خديدا (35 عاماً) في ناحية بعشيقة ذات الأغلبية الأيزيدية على بُعد 20 كيلومتراً شمالي الموصل “هناك منظمات من الأحزاب الكردية بدأت منذ اكثر من 5 أيام توزيع المواد الغذائية والمدافئ الكهربائية والطباخات الغازية والبطانيات على أهالي الناحية بحجة انها مكرمة، لكن الأسباب واضحة تماما من الغاية لهذا التوزيع الذي يفتقده اهالي الناحية في كل الازمات الأمنية وغيرها إلا في أوقات الانتخابات”.