عواصم- وكالات الأنباء: أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أن بضع مئات من المدنيين قتلوا في إقليم دارفور غرب السودان خلال الأسابيع القليلة الماضية مع تدهور الأوضاع الأمنية هناك·
وأعرب عنان عن قلق عميق إزاء الوضع الأمني المتدهور في دارفور وتداعياته على الإقليم الأوسع الذي يشمل تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى· والتقى عنان مع أعضاء مجلس الأمن لبحث الموقف في دارفور وقال للصحفيين إنه سيواصل الضغط على الحكومة السودانية لقبول ما وصفه بالقوة المختلطة للمنطقة والمكونة من قوات الاتحاد الأفريقي وقوات تابعة للأمم المتحدة· وقال عنان: ''سنواصل العمل مع المجتمع الدولي وزعماء المنطقة لنشر هذه القوات''، مشيراً إلى أن مجلس الأمن سيتحمل تكاليف نشر القوات المختلطة إذا ما تمكنت من أن تكون فعالة في التعامل مع الموقف في دارفور·
وأضاف أن السكان المدنيين في دارفور يعانون من آثار الدمار التي سببها العنف، ودان بشدة الهجمات الأخيرة والدمار الذي لحق بقرى بأكملها في دارفور· وقال: ''إن أكثر من 80 ألف شخص فقدوا منازلهم على مدار الأسابيع الستة الأخيرة منهم خمسون ألفاً في دارفور والباقي في تشا''د· وفي بيانه أشار عنان إلى أن بضع مئات من المدنيين من بينهم نساء وأطفال وكبار السن قتلوا وأن هناك تقارير مقلقة تفيد بحدوث عمليات اغتصاب جماعية وانتهاكات أخرى خطيرة لحقوق الإنسان·
وناشد عنان جميع الأطراف بأقوى العبارات بالكف عن الأعمال العدائية فوراً ووقف جميع الهجمات ضد المدنيين·
وحث الأمين العام للأمم المتحدة الحكومة السودانية على إعادة إرساء القانون والنظام في مناطق تخضع لسيطرتها بدارفور لاسيما منطقتي الفاشر والجنينة·
وقد رفض الرئيس السوداني عمر حسن البشير انتقادات عنان أمس قائلا: ''إن الأمم المتحدة تقدم مطالب غير معقولة وتغض الطرف عن أنشطة متمردي دارفور''·و قال البشير:''إن جبهة الإنقاذ الوطني مسؤولة عن الاضطرابات الأخيرة في دارفور التي ازدادت سوءا، بالرغم توقيع اتفاق جزئي للسلام في نيجيريا في مايو''·
في تطور آخر هددت حركة تحرير السودان أمس بالعودة إلى الحرب في دارفور متهمة حكومة السودان بخرق اتفاق السلام الذي وقع في مايو الفائت·
وقال عبد العزيز سام ممثل زعيم الفصيل الرئيس لحركة تحرير السودان ميني ميناوي: ''سنعود للحرب وكل الخيارات أصبحت مفتوحة بعدما نسفت حكومة الخرطوم اتفاق السلام بشن ميليشيا الجنجويد هجوماً على الفاشر وقتلها المواطنين العزل وإحراقها القرى الآمنة''· وأضاف سام أن ميناوي اتصل بالرئيس السوداني وأبلغه احتجاجه الشديد، إلا أن الأخير اعتبر ما حصل مشكلة قبلية تحل على مستوى القبائل، لكن ميناوي رفض هذه المبررات·
واتهم الحكومة السودانية بأنها تريد أن تحول الصراع الدائر من صراع سياسي إلى صراع قبلي لتؤكد أنها ليست طرفاً في الصراع في دارفور·
إلى ذلك رفض الاتحاد الأفريقي أمس الدعوة التي تقدمت بها افريقيا الوسطى لتوفير حماية أمنية دولية لحدودها مع إقليم دارفور· وقال الاتحاد الافريقي: ''إنه سيؤيد طلب الحصول على مساعدات، ولكنه لن يؤيد طلب نشر قوات تابعة للأمم المتحدة على الحدود مع السودان''·
عدد اليوم
