الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حب القراءة قيمة تُحلق بالصغار في سن مبكرة

حب القراءة قيمة تُحلق بالصغار في سن مبكرة
5 سبتمبر 2012
أطلق مجلس أبوظبي للتعليم هذا الأسبوع واحدة من أهم المبادرات الأكاديمية والتعليمية بعنوان «أبوظبي تقرأ»، وهي المبادرة الأولى من نوعها التي يتم تنفيذها على مستوى رياض الأطفال بمشاركة شخصيات مجتمعية بارزة بهدف غرس المفاهيم الإيجابية عن القراءة لدى الأطفال في مرحلة عمرية مبكرة، في إطار مباحثات عدة أطلقت لتشجيع القراءة لدى أولياء الأمور والطلاب والمعلمين، بهدف تعزيز الأفكار المبتكرة، وتطوير مشروعات متميّزة ومفيدة للتشجيع على القراءة، وتدريب المعلمين على تطوير مهارات التعلم والقراءة. وتشير الدراسات التربوية كافة إلى أن أفضل وأجدى الطرق التربوية للتشجيع على القراءة، تبدأ منذ فترة الطفولة، بإكساب الطفل الاتجاه الإيجابي نحو الكتاب وحب القراءة والمطالعة، وأن هذا الاتجاه المبكر من شأنه أن يتحول إلى مهارة مكتسبة بتقدم الطفل في العمر. ما أهمية حب القراءة عند الأطفال؟ وما السبيل لإنماء وتشجيع الصغار على القراءة؟ في استطلاع رأي سابق لـ«الاتحاد» شمل مائة من أولياء أمور الطلاب والجمهور، أشار 92% منهم إلى أن أبناءهم لا يشغلون أوقات فراغهم خلال العطلة الصيفية بعد الانتهاء من عامهم الدراسي بالقراءة على الإطلاق، بينما أرجع 84% منهم إلى أن السبب يعود إلى عدم تشجيع الأسرة والمدرسة للصغار على الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية والإنترنت، وعزا 66% منهم إلى أن السبب يرجع إلى محتوى ومضمون المناهج الدراسية كـ»سبب أول». بينما أشار 20% منهم إلى أن السبب الأول «ضعف مستوى تعليم اللغة العربية»، بينما أرجع 14% منهم أن الســـبب الأول يكمن في أن اهتمام الأبناء باللغة العربية اهتماماً ثانوياً، ولمصلحة اللغة الإنجليزية لعـوامل وأسباب متعددة. بينما أشـار 37% منهـم إلى عدم الاهتمام والمتابعة الأسرية الفاعلة، وعدم تشجيع الأسرة للأبناء في سن مبكرة نظراً لعدم إمكانية الأب أو الأم من تقديم الدعم اللازم لأسباب متعددة. التأسيس المبكر تشير رافدة السهلي «مدرسة برياض الأطفال» إلى أسباب تراجع عدم الاهتمام بالقراءة لدى قطاع كبير من الأبناء ترجع إلى عوامل عديدة فرضتها العولمة، والاهتمام بالإنترنت والقراءة والكتابة الإلكترونية، وفقدان الإحساس بأهمية الكتاب، ولا بد من صحوة حقيقية لتصحيح الأوضاع وإصلاح ما يمكن إصلاحه، ولنبدأ في المدارس بتعديل المناهج وتطويرها وتحديثها، وإعادة الهيبة للكتاب وقيمته من خلال استراتيجية وطنية شاملة، وإيجاد حالة من الوعي المجتمعي لنشر ثقافة القراءة، والتشجيع عليها، والاهتمام بالمكتبات العامة، وتنظيم مهرجانات للقراءة لكل الأعمار. وتلفت السهلي إلى أهمية التعليم المبكر للتلميذ الذي يجب أن يراعى فيه بكل اهتمام مرحلة الصفين الأول والثاني الأساسيين، فهي مرحلة تأسيس المهارات القرائية والكتابية، ثم الصفين الثالث والرابع وهما مرحلة تثبيت مهارات القراءة والكتابة، ومن الصف الخامس تبدأ مرحلة الانطلاق في القراءة والكتابة، ومن ثم يجب اعتماد المناهج الحديثة في التربية من خلال توفير الكوادر المؤهلة والقادرة على ترغيب وتحبيب وتحفيز الأطفال على حب القراءة، والاستعانة بالوسائل التعليمية والتكنولوجية الحديثة في التعليم، والاعتماد على صيغ تربوية فاعلة بتشجيع الأطفال على التحدث بلغتهم الأم، والاستعانة باللعب وبمسرح العرائس وتشجيع لعب وتمثيل الأدوار والحوار والتحفيز». وتكمل فاطمة القدومي «منسقة اللغة العربية بمدرسة النهضة الوطنية»: «من الأهمية بمكان، إعادة النظر في المناهج المدرسية، بدءاً من رياض الأطفال والمرحلة التأسيسية، وتطوير وتحديث هذه المناهج بما يحقق حالة من حب الكتاب الورقي، والإقبال عليه، والاهتمام بنوعية الكتب وطباعتها، بحيث تحقق للصغار عنصر التشويق والألفة والمتعة، وزيادة الحصص المقررة للمكتبات والمطالعة الحرة، وتنظيم مسابقات للقراءة، ورفع كفاءة وتدريب معلمي اللغات، وتطوير وتفعيل الأنشطة المدرسية اللاصفية، وإيجاد سبل وطرق أكثر إيجابية لتفعيل التواصل والمتابعة بين المدرسة والأسرة». يؤكد غالب شوكت «موظف» أهمية القراءة باعتبارها وسيلة مهمة من وسائل تحقيق الثقافة والمعرفة والتقدم الحضاري، لأنها تسهم في نمو العقل ونضج الفكر، وتكون مفاهيم الإنسان الصحيحة، وتساعد على تشكل سلوكياته بشكل سليم وصحي، ويجب علينا كأولياء أمور وآباء أن نشجع الصغار على حب القراءة منذ وقت مبكر، وأن نعلمهم عندما نقرأ كيف لنا أن نحدد الأفكار واستخلاصها وأن نميز بين الرأي والحقيقة، ونعلمهم ونساعدهم على كيفية اختيار ما يقرأون من كتب علمية أوثقافية أو كتب التاريخ والجغرافية، وكيف يقرأون، وأهمية إتاحة المناخ المناسب للقراءة في البيت، وأهمية زيارة المكتبات العامة، فالتوسع في المكتبات العامة يسهم في نشر عادة وثقافة القراءة في المجتمع». أهمية القراءة أما الكاتب عبدالهادي الخلاقي، فيقول: «ما من أحد يستطيع إنكار أهمية القراءة في حياة الإنسان وتكوين ثقافته، وليست العبرة باقتناء الكتب في المكتبات وتصفيفها في الأدراج، لكن العبرة بالفهم والمطالعة فيها معرفة محتواها من فوائد علمية واجتماعية وثقافية وشرعية ومما تحتويه هذه الكتب من شتى المجالات التي تخدم الإنسان في حياته العلمية والعملية. فمع الأسف، أهمل الآباء دور الكتاب وأهميته في حياة أبنائهم، فاهتموا بتسلية الأبناء وترفيههم وإلباسهم أحدث الملابس وشراء أحدث الألعاب التي تنمي النزعة العدوانية لديهم وتبعدهم عن حب المطالعة ومصاحبة الكتب وإهمال القراءة والاطلاع، فالأسرة هي المحرك الأساسي والدافع لغرس حب القراءة وتقديسها في نفوس الأبناء منذ الصغر، مع الأسف فإن فاقد الشيء لا يعطيه فكثير من البيوت لا يوجد بها كتاب واحد وليس في أولويات هذه الأسرة اقتناء الكتب بينما كثير من الأسرة تجد ألعاب الأطفال بمختلف أنواعها والألعاب بجميع الألوان والأشكال، مدعين أن الطفل يجب أن يتمتع بحياته وبطفولته، بينما نعلم وتعلمنا منذ صغرنا وحفظنا المثل القائل «العلم في الصغر كالنقش في الحجر». مصدر المعرفة خولة المرزوقي، مسؤولة مركز رعاية الطالبات المبدعات مدرسة المواهب الثانوية، تشير إلى أهمية القراءة كمصدر للمعرفة، وتقول: «علينا جميعاً كآباء وأمهات وتربويين أن ندرك جيداً ونعي أن القراءة هي وسيلة اتصال رئيسية للتعلم والتعرف إلى الثقافات والعلوم المختلفة، وهي المصدر الرئيسي للنمو اللغوي للفرد ومصدر لنمو شخصيته، بما يكسبه القدرة على استيعاب العالم من حوله الظواهر وإدراك العلاقات فيما بينها. فالقراءة من أهم مجالات النشاط اللغوي في حياة الفرد والجماعة، باعتبارها من الأدوات المهمة في اكتساب المعرفة والثقافة، والاتصال بما أنتجه العقل البشري، ولأنها وسيلة مهمة تصل الإنسان بالمصادر التي سيأخذ منها علمه وثقافته، وتزيد من قدرته على التفكير والنقد فتنمي فكره وعواطفه، وتثري خبراته، وتعينه على التعامل مع مشكلات الحياة المختلفة، وتمده بأفكار وحقائق وآراء، كما تساعده في تنمية شخصيته، وميوله، واتجاهاته، وتعمل على تأسيس مفاهيمه المختلفة، وعن طريق القراءة يستطيع الفرد أن يمتلك مهارة «التعلم الذاتي» التي أصبحت ضرورة من ضرورات الحياة إذا بدونها لا يمكن مواكبة التطور العلمي والفني والتقني. وحين يجيد الفرد القراءة، ويتمكن من مهارتها، فإنه يتفهم أوضاع مجتمعه، ويستجيب لمطالبه، وعمل على حل مشكلاته، ويسهم بفاعلية في تقدم المجمع وتنميته. وعلى صعيد التعليم، تعمل القراءة في التربية المعاصرة على توثيق الصلة بين التلميذ والكتاب، وتجعله يقبل عليه برغبة، وتهيئ الفرص المناسبة له كي يكتسب الخبرات المتنوعة، وتكسبه ثروة من الكلمات والجمل والعبارات والأساليب والأفكار، لكن الأهم أن ندرك كيفية إكساب الطفل حب الكتاب، وأهمية القراءة، والإقبال عليها منذ وقت مبكر من عمره، وهي مسؤولية مشتركة بين البيت والمدرسة». قضية تستحق التأمل والبحث الاهتمام بالقراءة قضية ثقافية وتربوية تدعو إلى الدراسة، وتستحق التأمل والبحث بجدية، بل هي بحاجة إلى تكاتف كل الجهود المجتمعية المعنية بالثقافة والفكر والتربية والتعليم، لإيجاد الحلول العملية الناجحة لها من خلال معرفة الدافع والأسباب التي تقف وراء تراجع وإهمال اقتناء الكتب. ومما لاشك فيه أن للأسرة دور كبير في تقدم المجتمع في شتى المجالات كمدرسة للأجيال الأولى، ولا بد من البدء في إعادة إحياء القراءة في منازلنا ومجتمعاتنا العربية، فإنه من الأولى أن نبدأ من الأسرة التي هي نواة المجتمع فدور الأهل في جعل أبنائهم يحبون القراءة وإرشادهم إلى فوائد ومتعة القراءة دور مهم وأساسي جداً لننتج جيل متعلم مثقف ولا سبيل للعلم والثقافة إلا من خلال الكتب بما تحتويه من شتى العلوم والثقافة في مختلف المجالات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©