الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تقرير اخباري

تقرير اخباري
22 فبراير 2008 23:27
استمر النفط الخام ''يشعل'' التاريخ المعاصر للبشرية منذ أن حفرت أول بئر حديثة في بنسلفانيا في عام ·1859 وعلى كل فمن ضمن جميع أنواع الوقود الأحفوري فإن الخام قد اقترب من مرحلة النضوب بعد أن لم يتبق سوى 40 عاماً من الاحتياطي بمعدلات الانتاج الحالية وفقاً لاحصائيات نشرة مراجعة الطاقة العالمية الخاصة بشركة بريتش بتروليوم· وعلى الرغم من تواتر العديد من التقارير التي أشارت في السابق إلى اقتراب الخام من مرحلة النضوب وبخاصة في حقبة السبعينيات بعد أول أزمة نفطية فإن الارتفاعات الحالية في الأسعار وتناقص الانتاج في بعض المناطق التقليدية الراسخة مثل الاسكا وبحر الشمال أخذت تعيد اثارة هذه المخاوف بوتيرة متنامية· وبالاضافة لذلك فقد مضت الشركات متعددة الجنسيات مثل توتال وشيفرون تحذر طوال العامين الماضيين من صعوبات جمة تواجهها في الاستمرار في زيادة الانتاج بحيث يواكب النمو المتسارع في الطلب· وكما ورد في صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' فقد كتبت شركة شيفرون في إحدى حملاتها الإعلانية الدولية تقول: ''بينما ما زالت الإمدادات متوفرة حتى الآن إلا أنها لن تبقى إلى ما لا نهاية''· وتشير احصائيات شركة شيفرون نفسها إلى أن انتاج النفط بات إلى انخفاض في 33 من اجمالي أكبر 48 دولة منتجة للنفط في العالم، ناهيك عن ارتفاع الطلب على الطاقة في جميع أنحاء العالم بفضل النمو والتطور الذي استمرت تشهده معظم الاقتصادات· وفي إحدى التوقعات الأكثر تشاؤماً أشار كريستوف دي مارجري الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية إلى أنه سوف يصبح من الصعوبة بمكان استخراج 100 مليون برميل من النفط في كل يوم في المستقبل القريب، وهو رقم يقل بكثير عن السقف الرسمي الذي سيحتاجه العالم من النفط في فترة الـ25 عاماً المقبلة· أما وكالة الطاقة الدولية فقد ذكرت في أحد تقاريرها مؤخراً أن الإمدادات النفطية سوف تصل إلى 116 مليون برميل يومياً بحلول العام 2030 أي أكثر من المستوى الحالي المقدر بحوالى 85 مليون برميل يومياً· ولدى الحكومة الأميركية تنبؤات مماثلة تبلغ 118 مليون برميل يومياً في عام 2030 بمن فيها مساهمة صغيرة نسبياً من الوقود الحيوي· ويعود دبي مارجري ليؤكد علي صدق تنبؤاته قائلاً: ''إنها ليست رؤيتي الشخصية وإنما رؤية الصناعة أو رأي الأشخاص الذين يرغبون في التحدث بكل وضوح وإخلاص وليس لمجرد إرضاء الآخرين''· على أن المشكلة أكثر حدة وتفاقماً في خارج منظمة الدول المصدرة للبترول ''أوبك'' حيث يتجه انتاج النفط الخام التقليدي في المتوسط إلى بلوغ ذروته بحلول منتصف العقد القادم قبل أن يتجه المنحنى إلى التراجع والانحدار بعد ذلك· وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن ''انتاج النفط الخام التقليدي في غير دول أوبك سوف يبلغ الذروة بمستوى بحوالى 52 مليون برميل يومياً بحلول العام ·''2015 وفي الوقت الذي سوف يبلغ فيه نفط الدول خارج أوبك مستوى الاستقرار والتسطح في العقد القادم فإن الاقتصاد العالمي سوف يتعين عليه الاعتماد بشكل أكبر على نفط الأوبك والتي تهيمن على 43 في المائة من الانتاج المحلي الحالي، إلا أن هناك شكوكا في أن تتمكن الدول الأعضاء في المنظمة وبخاصة العراق وايران وفنزويلا ونيجيريا من إمداد العالم بكميات النفط التي باتت تأمل في ضخها في عام ·2030 وعلى الرغم من أن معظم التنفيذيين في الصناعة بالاضافة إلى البنوك والمتعاملين متفقون على أن هناك مشكلة في الاستمرار في زيادة الانتاج فإنهم ما زالوا مختلفين على جذور المشكلة فيما يبدو· ففي الوقت الذي يدعي فيه بعض المتشككين المدافعين عن نظرية ''ذروة النفط'' أن الموارد النفطية قد اقتربت من النضوب إلا أن معظم الأطراف الأخرى في الصناعة لا تتفق مع هذا الرأي، وتشير من جانبها إلى أنه لا توجد طريقة على الاطلاق تؤكد تطور كمية النفط التي ما زالت تستلقي تحت الأرض· ويضيف هؤلاء أن الأسعار والتقدم التكنولوجي باتت تعني أن بعض الاحتياطيات التي تعتبر غير تجارية سوف تصبح تجارية بمرور الوقت· والمشكلة كما يقول هؤلاء لا تتعلق بتدني الاحتياطيات أو حجمها وإنما تختص بكيفية الدخول وسرعة تطوير هذه الاحتياطيات· وقال نابو تاناكا المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية انه واثق من أن الاحتياطيات سوف تصبح كافية لتلبية احتياجات النفط الخام حتى نهاية العام 2030 وما بعده ولكنه حذر من أنه أقل ثقة من أن هناك استثمارات كافية سوف يتم إنفاقها· والآن فإن العديد من الاحتياطيات الواعدة كتلك التي في منطقة الشرق الأوسط أصبحت مغلقة أمام شركات النفط العالمية والتي باتت مجبرة على استكشاف النفط في مناطق في ذات تضاريس أكثر صعوبة وقسوة مثل المياه العميقة في خليج المكسيك· وكما يقول دي مارجري فإن الصناعة قد أساءت فيما يبدو فهم السياسات الطويلة المدى للدول المنتجة إذ أن بعض هذه الدول وبخاصة تلك الأعضاء في منظمة أوبك باتت ترغب في الاحتفاظ ببعض أفضل حقولها النفطية لأجيالها المستقبلية، بينما تقوم الحقول الأصغر حجماً والأكثر صعوبة في التنقيب إلى المستثمرين الأجانب، وبالنسبة للاقتصاد العالمي فإن احتفاظ دول اوبك بنفطها للجيل القادم وتزامن ذلك مع انخفاض الانتاج في مناطق أخرى من العالم هو الأمر الذي من شأنه أن يشكل أصعب السيناريوهات المحتملة والمتمثلة في المزيد من الارتفاع في أسعار النفط والذي ربما يصل إلى مستوى 150 دولاراً للبرميل كما يشير بعض اقتصاديي الطاقة العالميين· نقلاً عن فاينانشيال تايمز
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©