الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النوم القهري «نوبات نعاس» يستحيل مقاومتها

5 سبتمبر 2012
أبوظبي (الاتحاد) - يشكو كثيرون في أوقات متباينة وظروف مختلفة من الأرق الذي يصيبهم، أو معاناتهم لاضطراب وعدم انتظام نومهم بصورة كافية، أو شكوى أولئك الذين يعانون من ضيق الوقت بما لا تكفي ساعات اليوم من النوم بما فيه الكفاية لراحة أجسادهم، ونادراً ما نسمع شكوى الذين يعانون من كثرة النوم. لكن في المقابل قد يصادفنا شخصاً نائماً في حافلة لنقل الركاب، أو في طائرة، أو في أي مكان للانتظار، ولو سألناه وتحرينا حالته لوجدناه ينام في اليوم أكثر من ساعات استيقاظه! أو نجد كثيرين ممن يعانون غلبة النوم أثناء القيادة ولا سيما خلال المسافات الطويلة، ويعتمدون على المنبهات للحفاظ على حالة اليقظة، ولمقاومة النوم القهري، أو نوبات النعاس الدائمة التي تسيطر عليهم! هل يعتبر النوم القهري مرضاً، أم أنه ظاهرة طبيعية؟ وهل هي حالة عارضة أم أنه عرض لمرض يصيب الجهاز العصبي ويرافق الشخص مريض مدى الحياة؟ الدكتور ناجي ألفونس، أخصائي الجهاز العصبي، يوضح أن النوم القهري عبارة عن نوبات شديدة من النعاس أو الحاجة القهرية للنوم ولا يمكن مقاومتها، وهي حالة موجودة عند واحد من كل ألف من الناس من كلا الجنسين. ويمكن أن تظهر أعراض النوم القهري في أي عمر ولكنها تظهر في معظم الحالات في بداية سن المراهقة. وهو غالباً مرض عضوي ينتج عن نقص مادة أوركسين «هيبوكريتين» في الجهاز العصبي، وفي الغالب ترجع لأسباب وراثية. ولأن الحالة لا يغلب عليها صورة أو أعراض الأمراض المعتادة، فإن الأشخاص المصابين بهذا المرض يعانون الكثير قبل أن يتم تشخيصهم. وعادة ما يصور الناس الشخص المصاب بالنوم القهري في صورة الشخص الكسول أوالخامل، مما ينعكس سلبا على نفسية المريض ويقلل من ثقته بنفسه ويخلق له مشاكل كثيرة في المدرسة والعمل». يشير الدكتور ألفونس إلى أربعة أعراض رئيسية للمرض، تتمثل في زيادة النعاس أثناء النهار، في نوبات لا يمكن مقاومتها، ويمكن أن تحدث في أي وقت ودون سابق إنذار. وقد تحدث هذه النوبات في أوقات وأوضاع غير مناسبة. فقد تحدث أثناء قيادة السيارة أو بعض الأعمال التي تحتاج إلى التركيز، مما قد ينتج عنه عواقب وخيمة. وقد يستمر النوم من لحظات إلى أكثر من ساعة ويشعر بعدها المريض بالنشاط. وهذا العرض هو أكثر الأعراض شيوعا ويصيب جميع المرضى. أو الشلل المفاجئ أثناء اليقظة، وهذا العرض هو العرض المميز للنوم القهري، وخلاله يحدث شلل أو ضعف في عضلات الجسم كلها أو بعضها كأن يكون هناك ضعف في عضلات مفصل الركبتين أو عضلات العنق التي تحمل الرأس أو عضلات الفك السفلي أو عضلات الذراعين أو عضلات التحدث، مما يجعل الكلام غير واضح، وفي بعض الحالات يكون هناك شلل كامل في الجسم، وقد يسقط المريض على الأرض ويظهر وكأنه مغمى عليه، ولكنه في واقع الأمر في كامل وعيه. وعادة ما يكون هذا الضعف للحظات قليلة، ولكنه في بعض الحالات قد يستمر لدقائق. وثم شلل النوم، وهو عدم القدرة على تحريك الجسم أو أحد أعضائه عند بداية النوم أو عند الاستيقاظ. وتستغرق أعراض شلل النوم من ثوان إلى عدة دقائق، وأخيراً الهلوسة التي تسبق النوم، وهي أحلام تشبه الحقيقة تحدث عند بداية النوم ويصعب أحيانا تفريقها عن الواقع. وهناك أعراض أخرى قد يعاني منها المصابون بهذا المرض، منها النوم المتقطع خلال الليل، والحركات الذاتية اللاإرادية، حيث إن نوبة النوم قد تحدث خلال قيام المريض ببعض الأعمال الروتينية فيستمر المريض في عمل ما كان يقوم به قبل النوبة دون وعي منه ولا يتذكر أنه فعل ذلك عند استيقاظه. وهذه الظاهرة قد تكون خطيرة إذا كان المريض يقوم ببعض الأعمال التي تحتاج إلى التركيز كالقيادة مثلا. المرضى المصابون بالنوم القهري يدخلون مرحلة الأحلام مباشرة عند نومهم. وحيث إن الشخص لا يكون قد استغرق في النوم بعد، فإنه يشعر أن الحلم أكثر حيوية وقد لا يستطيع تفريقه عن الواقع. وحيث أن المرضى المصابون بهذا المرض لديهم زيادة كبيرة في نسبة مرحلة الأحلام، فإن هذه المرحلة من النوم أو جزء منها قد تحدث للمريض وهو مستيقظ وهذا ما يفسر زيادة النعاس خلال النهار و الشلل المفاجئ أثناء اليقظة. يضيف الدكتور ألفونس:» هذا المرض لا يؤثر بصورة مباشرة على الذكاء أو القدرات العقلية ولكنه قد يؤثر بصورة غير مباشرة على التحصيل العلمي نتيجة للنوم الزائد ونقص ثقة المريض بنفسه. لذلك يجب التعرف على المرضى بأسرع وقت وبدء علاجهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©