الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آلام التراث..

آلام التراث..
6 سبتمبر 2012
صدر، قبل أيام، الديوان الثامن للشاعر محمود قرني عن «دار الأدهم للنشر والتوزيع» تحت عنوان «لعنات مشرقية». يتألف الديوان من قصيدة واحدة طويلة تقع في ثلاثة وأربعين مقطعا، تدور في أجواء سردية معتمدة علي دراما المشهد الشعري الذي يمتح من مناطق غير مألوفة في التراثين العربي والعالمي. فاللعنات التي يتوقف أمامها الديوان، ليست إلا فردوسا مفقودا يحاول الشعر استعادته، عبر رموز للمعرفة الإنسانية وخلال تمثيلات الثقافة الشرقية التي تستقطرها التجربة عبر قصة الأميرة «أنس الوجود والأميرة الورد في الأكمام..». ويبدو الديوان معنيا، في المقام الأول، بالكشف عن منطقة نادرة في الثقافة الشرقية تحيلها الأدبيات المستقرة، لا سيما أدبيات الاستشراق، إلى أصداء غير قابلة للاستعادة، باعتبارها ماضيا يؤكد ثقافة المنتصرين، ويحتقر آلام المهزومين. وتتعزز هذه التمثيلات بقوة الشعرية المعتدة بطاقاتها الجمالية عبر اسكتشافات سردية وتاريخية من خلال صورة الأميرة العربية في الليالي الألف، وكذلك عبر صورتها منتصرة ومنهزمة في الحروب العربية، ثم صورتها في العصور الحديثة عبر نماذج تعبيرية متعددة شرقا وغربا. وتتداخل وسط هذه السرود نماذج معرفية ذات صبغة إنسانية عمقت علاقاتها بالروحية الشرقية مثل الشاعر الهندي رابندرانات طاغور، خورخي لويس بورخيس، والشاعر الألماني جوته. وقد حاول الشاعر محمود قرني في ديوانه الجديد «لعنات مشرقية» استعادة التراث العربي كمرجعية معرفية وروحية في الآن نفسه، بعد أن ظل مطرودا من فردوس النثرية الجديدة التي بدت في العديد من مفاصلها متهمة بالتغريب وباحتقار الرموز المحلية والعمل علي الخفض من شأنها تلبية لمعايير مابعد حداثية كانت ولا زالت تعبر، في موطنها، عن إشكاليات سياسية لا ثقافية. أصدر الشاعر محمود قرني العديد من الدوواين منها «حمامات الإنشاد» هيئة قصور الثقافة 1996، «خيول عليى قطيفة البيت» دار الأحمدي للنشر 1998، «هواء لشجرات العام» هيئة الكتاب 1998، «طرق طيبة للحفاة» هيئة قصور الثقافة 2000، «الشيطان في حقل التوت» دار ميريت للنشر 2003، «الشيطان في حقل التوت ط 2» مكتبة الأسرة 2009، «أوقات مثالية لمحبة الأعداء» ميريت 2006، «قصائد الغرقي» التلاقي 2008، «قصائد الغرقي ط 2» خاصة 2010. وقد كانت دواوين الشاعر موضع درس نقدي من العديد من النقاد والكتاب والمبدعين مثل: صبحي حديدي، وائل غالي، إبراهيم عبد المجيد، والروائي والقاص الراحل محمد مستجاب، محمود العشيري، جورج جحا، بهاء جاهين، أحمد الشيمي، شريف رزق، محمد السيد اسماعيل، أمجد ريان وآخرون. يقع الديوان الجديد لمحمود قرني في مئة وعشرين صفحة وقد أخرجته وصممت غلافه التشكيلية هند سمير، وصدر عن دار الأدهم للنشر التي يديرها الشاعر فارس خضر. وفي ما يلي بعض المقاطع من ديوان «لعنات مشرقية» للشاعر محمود قرني: في مثل هذه الساعة قبْلَ مئات السنين تحدثَتْ «ورد الأكمام» إلى حيواناتها الأليفة ثم حَكَتْ قصةَ الثعلب الذي خدع الحمار وعبَر النهر فوق ظهره، مضطجعًا، وبين يديه السيجار كما تحدثَتْ عن الغراب الذي ظل يُلقي بالحصى المسموم في صَحن قائد الجيش معتقدا أنه سيرث بَزَّته لذلك فكَّرَتْ في القديسين والأشقياء الذين مرَّوا من هنا وصاروا مجرد نِكاتٍ تتداولها الذئاب. في غرفة النوم تحدثتِ الأميرةُ إلي حكمائها.. قال حكيم: تخيَّري نجما نبعثُ في طَلَبِه مع المسافرين وسأدفعُ له ما يريد قال آخر: لا تنشغلي بالموتى الذين انحشروا في جوف السهل ولا بهؤلاء النائمين مثل جرَّةٍ فارغة إنني أملك ضيعتين وقنطارا من النبيذ وقال الثالث: معذرة أيتها الملاكة لا أكاد أشعر بشيء مما تقولين لقد سُرِقَ قلبي في حادث سطو لابد أن أستشير طبيبا هكذا نظَرتِ الملاكة إلي إفريزها
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©