خالد الحميري
الصباح ذلك الكائن الدافئ
غلائل من نور وأنسام حياة جديدة
رائحة الخبز المحمص والقهوة تشيع في كل ركن
ومع الصباح يتجدد كل شيء
صراخ أطفال وتنحنح الشيوخ وصراخ الأمهات يختلط بدعائهن
نهاية هم صارعته طوال الليل
فأصابني في مقتل
لا تزال خيول الليل تحمحم، تأبى أن تنسحب مهزومة
أذيالها غيمات سوداء تحجب نور الشمس
تنازع الصباح سلطانه
غصة في الحلق والقلب والروح
وأنا صريع في ساحة المعركة
ملقى الفظ أنفاسي أو أجمعها
ما عاد لي ساعدان أتشبث بهما بالحياة
أو قدمان أقف عليهما لأبدأ من جديد
أو قلب ينبض على إيقاع الروح
أو عين أخاطب بها الدنيا والأشياء
هذا هو صباحي
أشلاء رجل أو قل بقايا رجل
كثمالة يابسة تركتها في قعر الفنجان
تبقى محافظة على رطوبتها ورائحتها ونكهتها لساعات
ولكن الزمن يعمل فيها بصروفه فلا يخلف منها سوى شيء قاتم يابس
لا يحمل طعماً ولا رائحة ولا معنى لحياة
هل ترى قدّراً عليّ أن أتصارع مع الزمن
ومن صارع الزمن غلبه؟
هكذا هذا صباحي
هو للكون بداية وللبائسين أمثالي هو نهاية
بداية حياة جديدة وصفحة بكر بيضاء
لم يفضضها الزمن بدقائقه وساعاته
أما لي فهو نهاية