الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الخارجية الأميركية» لـ « الاتحاد »: التعاون العسكري والأمني مع الإمارات عميق

«الخارجية الأميركية» لـ « الاتحاد »: التعاون العسكري والأمني مع الإمارات عميق
11 سبتمبر 2013 23:54
محمود خليل (دبي) - أكدت دونا لاي هوبكينز، منسقة مكافحة القرصنة وأمن البحار في وزارة الخارجية الأميركية، أن العلاقات والتعاون العسكري والأمني بين الإمارات والولايات المتحدة في مجال مكافحة القرصنة البحرية عميق ومتين. وأشادت هوبكينز بالدور الكبير الذي تقوم به دولة الإمارات في مكافحة القرصنة البحرية على صعيد العالم، وقالت لـ «الاتحاد» على هامش مشاركتها في مؤتمر القرصنة البحرية الذي بدأ فعالياته أمس بدبي بحضور عدد من وزراء الخارجية ومعالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي، إن الولايات المتحدة الأميركية تقدر قيادة الإمارات، وتثمن دورها الرائد في استضافة المؤتمر، مشددة على أن الإمارات أثبتت بالدليل الملموس والعملي أنها من الشركاء الأساسيين والمهمين للمجتمع الدولي في مكافحة القرصنة البحرية. وتابعت: تعد الإمارات واحدة من أكبر الداعمين لمجموعة الاتصال المتعلقة بمكافحة القرصنة البحرية قبالة السواحل الصومالية، مشيرة إلى أنها عضو فاعل بهذه المجموعة منذ تأسيسها قبل 5 سنوات. وقالت دونا لاي هوبكينز إن مؤتمر مكافحة القرصنة البحرية في الصومال، الذي عمدت الإمارات على تنظيمه للسنة الثالثة على التوالي، بمثابة نافذة كبيرة لدول العالم لتقديم المساعدة للحكومة الفيدرالية الصومالية، معربة عن تقدير بلادها بانعقاد المؤتمر، وهو ما يتجلى من خلال الاهتمام بالمشاركة الأميركية الفاعلة فيه سنوياً. وقالت رداً على سؤال حول التعاون بين الإمارات والولايات المتحدة في مكافحة القرصنة، إن تعاوناً كبيراً وقوياً أثبت فاعليته بين الإمارات والولايات المتحدة على مستويات عدة، وأضافت أن هناك اهتمامات مشتركة بين الجانبين، مشيرة إلى الجهود المشتركة للعمل معاً من أجل تأمين الخطوط الملاحية الخاصة بالطاقة والتجارة، لتبقى ممرات الملاحة سالمة وآمنة، لافتة إلى أن العلاقات والتعاون العسكري والأمني بين البلدين في هذا المجال عميق ومتين. وأعربت المسؤولة الأميركية عن تثمين بلادها للمساعدات التي تقدمها الإمارات للصومال، مشيدة بالجهد الإماراتي بإصلاح المؤسسات السياسية والأمنية والشرطية الصومالية. وحول مساهمة بلادها بمكافحة القرصنة البحرية في الصومال قالت: تنفق الولايات المتحدة سنوياً مئات الملايين من الدولارات في هذا الجانب، موزعة بين تدريب وتقديم مساعدات إنسانية مباشرة واستثمارات في الصومال. وقالت، إن أميركا تقوم باستثمارات كبيرة في الصومال، علاوة على أن البعثات الدبلوماسية الأميركية على مستوى العالم تقدم خدمات للصومال. واعتبرت أن مشكلة القرصنة البحرية في الصومال معقدة باعتبار هذا البلد يشهد حرباً أهلية منذ أكثر من 30 عاماً، وحلها يتطلب وقتاً طويلاً، مشيرة إلى أن المؤتمر يعطي قوة دفع قوية من أجل تنفيذ كل التوصيات المتعلقة بإعادة تأهيل وبناء المؤسسات الصومالية. إلى ذلك، أشاد مشاركون في المؤتمر الدولي الثالث لمكافحة القرصنة البحرية الذي افتتح أعماله بدبي أمس، بدور الإمارات في مكافحة القرصنة البحرية، ومساعدتها للجهود الدولية في القضاء على الظاهرة، من خلال خلق شراكات فاعلة في هذا المجال، مشددين على أهمية تضافر الجهود الدولية للقضاء على الظاهرة التي تستنزف موارد الدول، مؤكدين أن القراصنة يستنزفون موارد الدول. وأكد المشاركون، أن الأمن يعتبر محط اهتمام رئيسي وأولوية بالنسبة للحكومات في مختلف دول العالم، معتبرين أن المشاركة الكبيرة في المؤتمر، خير دليل على اهتمام دول العالم بمكافحة ظاهرة القرصنة البحرية. وأشاد فرانس تيمرمانز وزير خارجية هولندا، بالدور الإماراتي في مكافحة القرصنة البحرية، ودعا إلى المزيد من التعاون في سبيل معالجة الظاهرة واجتثاثها من جذورها عن طريق تقديم المساعدات المتعلقة بتوفير فرص عمل بالدول التي تعاني هذه الظاهرة. وأكد استمرار الحكومة الهولندية في تقديم الدعم للمساهمة في القضاء على الظاهر، عن طريق التنسيق مع الجهات العالمية المختلفة، التي تدعم معالجة ظاهرة القرصنة البحرية، التي تهدد السلم العام وتستنزف الموارد. من جهته، توجه البروفيسور جي أل بيريز وزير الشؤون الخارجية في سيرلانكا، بالشكر إلى دولة الإمارات لاستضافتها المؤتمر، ودورها الفاعل في المساهمة في القضاء على القرصنة البحرية، ودورها البارز في مساعدة مختلف الدول للقضاء على الظواهر السلبية فيها، ومنها القرصنة البحرية. وأكد أن سيرلانكا ستعمل على لعب دور حيوي، خلال الفترة المقبلة، في المساعدة على القضاء على القرصنة البحرية، في المنطقة، حيث أن ما يقارب من ثلث السفن الناقلة للنفط تمر عبر السواحل القريبة من شواطئها، ما يستدعي المزيد من العمل من أجل تأمين المنطقة، والقضاء على القرصنة. وأكد جويل مورغان وزير الشؤون الداخلية والنقل في سيشل أن بلاده شريكا في دعم القضاء على القرصنة البحرية، من خلال دعم الجهود المتعلقة بالقضاء على الظاهرة، بكافة السبل المتاحة، كون حفظ الأمن محط اهتمام رئيسي لحكومته، وأن تحقيق الأمن البحري بطريقة فاعلة يقع على عاتق الدول الإقليمية كافة. وقال ألبرت ف. ديل روسايو، وزير خارجية الفلبين، إن بلاده تشعر بالقلق من وقوع العاملين بالبحار في أيدي القراصنة، خاصة انه ما يزال 5 بحارة فلبيين في قبضة القراصنة، حيث عقدت حكومته جلسات توعية للبحارة تتعلق بكيفية تعاملهم مع القراصنة، مشيراً إلى أن هناك 120 سفينة مسجلة 80% منها تذهب بالطرق عالية الخطورة. وأضاف أن الحكومة الفلبينية أقرت برنامجاً تدريبياً لمكافحة القراصنة، كما أنها تشارك في القوات الدولية مثل الناتو وغيرها لوضع حد للقراصنة، إلا أن هذه الأعمال تكلف مبالغ طائلة، وتهدد مستقبل الأعمال البحرية، فعلى سبيل المثال تبلغ تكلفة مكافحة القراصنة في الولايات المتحدة الأميركية 80 مليون دولار سنويا. من جانبه، شدد عارف سيد حسن، وزير خارجية جزر القمر على ضرورة تأمين الممرات الدولية لتفويت الفرصة على القراصنة الذين يهددون عمق البحار، مشيراً إلى أن حكومة جزر القمر وبالرغم من مواردها المحدودة تحاول أن تكون على مستوى التحديات. استعرض تجربته أمام المؤتمر جاويد خان .. رهينة خلصته زوجته من قبضة القراصنة دبي (الاتحاد) - استعرض القبطان جاويد س. خان، قائد سفينة “إم في ألبيدو”، الذي وقع في قبضة القراصنة، تجربته الشخصية حول الثمن الحقيقي للقرصنة، مشيراً إلى أنه أبحر في نوفمبر من عام 2010 برفقة طاقمه المكون من 22 بحاراً من ميناء جبل علي بدبي على متن سفينة الشحن “ألبيدو” الحاملة للعلم الماليزي متوجها إلى مومباسا، وكان من المفترض أن تكون هذه آخر رحلة يقوم بها بعد تقاعده، خاصة أنه أمضى أكثر من 40 عاماً في البحر، إلا أنه وبعد أسبوع من إبحاره وقعت سفينته ضحية لعملية قرصنة على بعد حوالي 900 ميل بحري إلى الشرق من مقديشو، وطالب القراصنة بدفع فدية عدة ملايين من الدولارات. وأضاف أن صاحب السفينة لم يكن قادراً على دفع المبلغ المطلوب، لذا قامت زوجته وابنتاه مع عائلات الرهائن من البحارة الباكستانيين الآخرين بإطلاق حملة لجمع الأموال لإخلاء سبيل الطاقم، وبعد أشهر من المفاوضات مع القراصنة وإطلاق حملة وطنية مستعينة بمساعدة لجنة الاتصالات بين الشرطة والمواطنين ورجال الأعمال الباكستانيين ومجموعات من فاعلي الخير، استطاعت تأمين أكثر من مليون دولار من التبرعات. وأوضح أنه لقاء هذا المبلغ تم إطلاق سراحه مع 6 رهائن من البحارة الباكستانيين، في شهر أغسطس من عام 2012، بعد أن أمضوا 21 شهراً في الأسر، وقد رفض القراصنة إخلاء سبيل البحارة الـ15 الآخرين، وهم 7 بنجلاديشيين و6 سريلانكيين وهندي واحد وإيراني واحد، لعدم قدرة صاحب السفينة على دفع المبلغ المتبقي. وأضاف: في يوليو الماضي غرقت السفينة “ألبيدو”، التي كانت لا تزال تحت سيطرة القراصنة المسلحين على مقربة من السواحل الصومالية جراء البحر الهائج، ولا يزال 11 بحاراً من البحارة الرهائن في قبضة القراصنة، ولا يمكن التحقق من مكان البحارة الأربعة الآخرين. وقال جاويد س. خان إنه محظوظ لإطلاق سراحه والسماح له بالعودة إلى منزله، ولكن هناك بحارة لم يحالفهم الحظ، وهناك بحارة يتم نسيانهم عدة أشهروربما يمتد النسيان لسنوات لسنوات، مطالباً المجتمع الدولي بالنظر إلى محنة البحارة الذين يخاطرون كل يوم بحياتهم أثناء تأديتهم لعملهم، مؤكداً أنه على المجتمع بذل جميع الجهود الممكنة لمساعدة البحارة، الذين ما زالوا محتجزين من قبل القراصنة، والعمل على منعهم من احتجاز المزيد من الرهائن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©