الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لون التفاح

6 سبتمبر 2012
قاسم سعودي قريباً جداً وأسرع من صفعة خاطفة سيخبرنا العمر بأن الرجل القابع في زاوية الغرفة يشبهنا في المركبة التي تجوب أطلس المدينة دون ذاكرة مضادة للألم دقائق من زجاج أبكم دقائق من وطن أعمى دقائق من ضوء على عكاز دقائق من ورد الخشب دقائق من خبز وخطوات على سفح المقهى العالق في حوصلة أنثى البريد في قيلولة بعيدة الأمد.. تسمى فسحة المعارك في لون التفاح الذي يشبهكِ دون هوادة دون مراسيم عزاء تجتاح الطرق النحيفة ولا موسيقى جامدة أو عقبات تُثقب أحلامنا لحظة بدانة الأمل دون رصاص وفي يعرفنا وقت بخار الحرية حيث الأصابع مجرد وثن أليف على الخاتم الذي لا يجد زفافاً قريباً في عشبة الفم المحشو بأعصاب الأفعى رجل ضائع وامرأة تخلت عن أنوثتها في زاوية الخزانة خزانة لجمع قمامة القلب خزانة لتكميم الفساتين الجريئة خزانة لأحلام من صوف الجسد في البراري المغلقة ثمة دخان ثمل يغطي وجه الوقت نافذة النظرات الجريئة وحدها تكبر في الطريق الذي لا طريق له هناك ثمة فسحة للبهجة الناصعة الغريبة حين توصي لنا الأكاذيب بوليمة من فرح خالد فرح لا يخطئ دفتر العائلة ولا أشكالنا المربعة ولا حتى أرقام هواتفنا المستيقظة ساعة يتقاذف الورد نفسه قرب مشيمة البساتين نراوغ جوف الأجنحة ماسكين الحزن من رأسه العنيد غير آبهين بالذي مضى ولم نفعله للجسد القابع في زاوية الغرفة. الهدهد كل شيء ثقيل هذا الصباح لم يكن بوسعه الكلام أكثر ومثل شلال وقور يلاحق حديقة هاربة تكاثرت على أزهاره الساخنة مفقودات الأمس وذلك الشيء الذي يسمى بلبل الشقاوة صار هدهداً ميتاً وضع قدميه على مقبض القلب نام مع الخضروات القليلة في وريد الربيع وقرب فحولة البرد تناول الوهم طازجاً قبل أن يستيقظ في حضن المرأة التي أمست ظلاً على لوح الباب إنه خفيف هذا الصباح وكل شيء من حوله يبدو ثقيلاً مثل دمعة جامدة على ظهر هدهد لم يكن بوسعه الكلام أكثر لم يكن بوسعه السكوت أكثر لم يكن بوسعه. الدبابة الساذجة الدبابة الساذجة أخطأت أصابع الأطفال على سور المدرسة أخطأت الساق الأولى للحب أخطأت حياتنا الكاملة هل حقاً أخطأت؟ تلك هي المعجزة فثمة هناك ثلج واسع يقترب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©