الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوحش القادم من الذاكرة

6 سبتمبر 2012
يده أحرقت شرشفي، وحلمي الأخير. لم أكن أدري كيف تفعل النار ببقايا خيالي. حاولت أن أنهض، أن أرفع راية من عصافير، لكن الحقيقة دائما تنعس في اللحظات المصيرية. القدوة أن تأخذ شهيقا، وقليلا من النساء. من يمنع الموت غيرهم؟ ماذا افعل بهذا الوحش القادم من ماوراء الذاكرة، كيف سأفض خطواته في نقيع دمي؟ لحظات أمرر دمعي على أجفان اللظى. لتحترق أيها النشيج عاليا، كنشيد وطني. سآخذ قليلا من شهوتي وأغطسها بالنبع الذي يعرف مجراه. العبير والحرب. هل تستطيع أن تشم الرائحة من منبعها. أتستطيع مع كل هذه الجثث المستباحة؟ سأنتظر نقمة أخرى لأخسر محبتي في وطني. عندها سأختار ما يحيا في النشيد: حبيبتي التي خسرت نشيدها في أول رصاصة، تنتظر أن أؤلف وطنا جديدا في الآخرة. هناك من رفع شجرة، وهناك من رفع امرأة، وهناك من رفع بندقية. كان على الذي يرفع شيئا، أن يكون بلا ذراعين، هناك ما يرفع بالقلب. من لديه قلب يرفع الوطن. هل تجدون مصيركم في رقعة شطرنج. مصيري لاحدود له، إنه يجري فوق ماء النهر. أخيرا أنعم بإرادة الروح. أما للروح إرادة، وكيف لا؟ أليس الوطن روح الأقارب تحوم في كل مكان؟ مشيت كثيرا بعيني، وعرفت ان الذي لا يحب نفسه لن يحب أحدا. لا تضحكوا أيها العائمون على سطح الخيانة. أجدكم لاتحبون أحدا، حتى أنفسكم. لعنة أخرى تحول لرفع الحياة إلى الجحيم. سنوات وأنا مصلوب على مجرة الأحلام، ولا أحد منكم خلصني من جاذبية الاصطدام بالمجهول. لا أحد فكر أن يرفع يده ليكنس عني النيازك واللهاث الغباري والضباب والموت. أنتم من يقتل الله كلما استيقظ. ألا تعرفون سر الوردة التي تموت عندما تفقد عطرها. لقد فقدت الإنسان فيكم. هل تجددون ورقة روحكم، إن تعرى الموت فجأة، أمام سبابة المسدس؟ لماذا لا يأخذ الحب خارج الحدود. الحدود حرية، ومن لم يتجاوز حدود نفسه، فلن يعرف حدود الآخرين. قليلا من التوصية، قليلا من تسريح النار والريح في براري بعيدة. ما أجمل أن تسمع، وأنت نائم هسيس صوتك!. صدى الهسيس وهشيم الروح. ليكن الموت آخر الخطايا. ليكن الحب أول الضحايا. إلى ماذا تفتقر، وأنت تبعد عنك محاصيل اللهب. فكر، إنك كل ليلة تسرق مناهج الأحلام، وتسير مغمض العينين إلى مملكة أخرى، ليست موجودة في أي مكان، سوى نفسك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©