أجنحة للحفاظ على التراث وتأصيل القيم

شهدت أجنحة المعرض الدولي للصيد والفروسية التي تعكس التقاليد التراثية الإماراتية، إقبالا جماهيريا كبيرا أمس من قبل الزائرين من مختلف الأعمار. وأقامت كل من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ونادي تراث الإمارات أجنحة شعارها الحفاظ على التراث وتأصيل القيم التراثية والعادات والتقاليد الأصيلة في الدولة. ونجحت أجنحة المعرض التي تركز على التراث في إعادة الزائر إلى الماضي الذي يعتز به أبناء الإمارات، حيث تضمنت الأجنحة الحوشا من السعف وخياماً من الشعر مع كل مستلزماتها من براجيل ومطابخ وخرائج الماء، ومجموعة من الدكاكين التي تحتوي على الأدوية الشعبية والحلوى والحدادة والأواني الفخارية والنحاسية، إلى جانب دكاكين للسخام والحطب والقصابة والخناجر والسيوف وتصليح البنادق. ويمكن لزائري أجنحة تراث الإمارات مشاهدة العديد من النشاطات التي كانت سائدة ويعتمد عليها في الإمارات قديماً كالصيد والأدوات المستخدمة في هذا المجال، والتي ما يزال استخدامها شائعا إلى الآن ومنها القراقير والألياخ إلى جانب الأدوات التي استخدمها البدو في حلهم وترحالهم مثل مواقد النار ودلال القهوة وفولات التمر. وتعكس أجنحة التراث الإماراتي الواقع المعيشي لمواطني الإمارات بكل تفاصيله خلال السنوات التي سبقت اكتشاف النفط، والذي يدل على عمق الأصالة وعراقة التاريخ وكرم الضيافة. وتضمنت الأجنحة سيدات يقمن بعمل الفنون الحرفية كالتطريز والفلكلور المتمثل في المنسوجات والأفراح، والأكلات الشعبي. وانشغلت في هذه الأجنحة عدد من السيدات الإماراتيات في تزيين الأثواب “بالتلي” والتي تشهد إقبالا على شرائها من قبل المواطنات اللواتي اعتدن في المناسبات على لبس الأثواب والخلق التي تتزين بالتلي التي ترفع من سعر الثوب ليكون أقل شيئ 500 درهم. وأوضحت أم أحمد، أحد السيدات المشاركات في هذه الأجنحة، إنه التلي حرفة نسائية منتشرة في الإمارات بشكل كبير جدا بين النساء، لافتة إلى أن التلي هو شريط مزركش بخيوط ملونة، لون أبيض أو لون أحمر وخيوط فضية متداخلة بعضها في بعض وتستخدم “الكجوجة” في عمل التلي، وهي الأداة الرئيسة للتطريز، وتتكون من قاعدة معدنية على شكل قمعين ملتصقين من الرأس وبها حلقتين على إحدى القواعد لتثبيت وسادة دائرية تلف عليها خيوط الذهب والفضة للقيام بعملية التطريز. وشهدت أروقة المعرض العديد من السيدات اللواتي كن يصنعن التلي، إلى جانب صناعة المنتجات التراثية والمأكولات الأخرى، حيث يهدف المعرض إلى تعزيز التواصل المجتمعي وتبادل الثقافة المحلية بين الأسر في الدولة.