تحرص حكومة الإمارات على تسليط الضوء على البيئة والاهتمام بها ورعايتها، لضمان تحقيق مفهوم الاستدامة، مع التطوير ومواكبة المستقبل الذي ينتفض مسرعاً بعجلته التنموية.
والبيئة هي كل ما يحيط بالإنسان من ماء وهواء وكائنات حيّة ونباتات وأشجار، وغيرها من النعم الطبيعية التي خلقها الله وسخرها للبشر، فهيأ المجال والمكان للإنسان ليمارس حياته ونشاطاته المختلفة.
وبسبب الكثير من الممارسات الخاطئة مع بداية عصر الصناعة، عبثت يد الإنسان بكل ما هو جميل على هذا الكوكب الفريد في هذا الكون الفسيح، وأدّى هذا العبث إلى ظهور مشاكل كثيرة، أبرزها مشكلة التلوّث البيئي والضرر الكبير الذي أثر على كوكب الأرض وما يحيط به.
أدركت دولتنا الحبيبة هذه الحقيقة، وحملت على عاتقها مواجهتها وإيجاد طرق فعالة وإيجابية في محاربة التلوث البيئي والحد منه، فقد حظيت البيئة برعاية واهتمام كبيرين منذ قيام اتحاد دولة الإمارات من لدن المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث برز اهتمامه، رحمه الله، في قضايا حماية البيئة وتنميتها منذ مدة طويلة.
وواصل على النهج نفسه سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أوصانا بأن نأخذ من بيئتنا قدر حاجتنا، وأن نحافظ على توازنها، ونترك فيها ما تجد فيه الأجيال القادمة مصدراً للخير ونبعاً للعطاء.
ويعكس الاحتفاء في 4 فبراير سنوياً بـ «يوم البيئة الوطني»، التزاماً وطنياً وأخلاقياً بالمحافظة على مواردنا الطبيعية وتنميتها، وهذا يؤكد حرص الدولة على مستقبل الأجيال المقبلة، من خلال حماية واستثمار نصيبها من الموارد الطبيعية الحالية.
وقد أولت القيادة الرشيدة اهتماما بالغاً، فقد أنشأت وزارة التغير المناخي والبيئة بهدف رسم الاستراتيجيات البيئية، وتحديد أولويات العمل البيئي، وحماية الموارد الطبيعية. وعكست هذه التطورات مراحل الاهتمام بالقضايا البيئية محلياً ودولياً من جهة، وتطور النظرة إلى قيمة البُعد البيئي في التنمية الشاملة بدولة الإمارات من جهة أخرى، من خلال المحافظة على المحميات البيئية والأمثلة كثيرة منها: محمية صير بني ياس، محمية صير أشجار القرم كلباء، محمية القرم خور رأس الخيمة، ومحمية رأس الخور في دبي، وغيرها الكثير من المعالم البيئية التي تعد ثروة طبيعة للوطن. وفي هذا الصدد، أصدرت الإمارات العديد من القرارات، واتخذت العديد من الإجراءات الصارمة في مجال المحافظة على البيئة ومعاقبة المخالفين، وشملت الإجراءات كل مناحي البيئة من صحارى وبحار ومسطحات خضراء، وغيرها.
كيف لا نحافظ على بيئتنا، وقد حولها والدنا الشيخ زايد من صحراء قاحلة صفراء إلى جنة خضراء، إن المحافظة على البيئة هي أمانة للأجيال القادمة، فيجب علينا تسليمها من جيل إلى جيل، زاهية ملونة بكل ألوان الورد، ويكسوها اللون الأخضر خلفية لهذه اللوحة المشرقة.
علي الحوسني - أبوظبي
عدد اليوم
