172 ألف سيدة يستفدن من خدمات البرنامج الوطني لاكتشاف أورام الثدي

نفذ البرنامج الوطني للاكتشاف المبكر لأورام الثدي الفحص المجاني والتوعية لحوالي 172 ألف سيدة في خمسة مراكز منتشرة على مستوى الدولة، في الوقت الذي يستعد فيه مسؤولو وزارة الصحة لافتتاح مركز جديد للكشف المبكر لأورام الثدي في مدينة خورفكان. وقالت الدكتورة هاجر الحوسني مديرة الإدارة المركزية لرعاية الأمومة والطفولة والصحة الإنجابية بوزارة الصحة: “إن البرنامج حقق العديد من الخطوات الإيجابية خلال العقد الماضي تحديداً منذ عام 1999 وحتى عام 2009”، مشيرة إلى التوسع في إنشاء خمس وحدات في أبوظبي والعين ودبي والشارقة وأم القيوين وعجمان. وأضافت في تصريحات لـ”الاتحاد” أن عدد النساء المستفيدات من الكشف والفحوص الإكلينيكية والإشعاعية بلغ حوالي 72 ألف سيدة، في الوقت الذي فاق فيه عدد النساء 100 ألف سيدة اللائي تدربن على مهارات الفحص الذاتي للثدي وتم توجيه التوعية والتثقيف الصحي لهن بشأن أهمية الفحص المبكر لاكتشاف أورام الثدي. وأشارت إلى أن البرنامج نفذ 34 حملة توعية وتثقيف صحي من خلال رسائل التوعية في الإذاعة والصحف، علاوة على إصدار مطويات باللغتين العربية والإنجليزية ومواد تثقيفية من خلال أفلام تسجيلية قصيرة، بغية التأكد من الاستمرارية والتواصل مع السيدات لتوعيتهن بأهمية الكشف المبكر لأورام الثدي. ولفتت إلى أن القائمين على البرنامج الوطني بالتعاون مع خبراء من مركز نوتنجهام لفحص الثدي بالمملكة المتحدة، حيث قاموا بتدريب ما يزيد على 740 طبيباً وممرضة والعاملين بالكوادر الطبية في مراكز البرنامج، إضافة إلى تدريب 37 فني أشعة و14 اختصاصي أشعة على مهارات “الماموجرام”. يذكر أن المعدل العام لاكتشاف السرطان في دولة الإمارات يبلغ 6 سيدات مصابات لكل ألف سيدة، حيث تحتل مركزاً متقدماً على المستوى العالمي مقارنة بالمملكة المتحدة التي يبلغ معدل الكشف فيها 6,8 في الألف وإسبانيا 4,27 في الألف في الوقت الذي تتراوح النسبة في كندا بين 5 - 9 في الألف. ويعتبر سرطان الثدي من أكثر الأورام السرطانية التي تصيب النساء ومن الأسباب الرئيسة التي تؤدي لوفيات السيدات في الدولة. وتكمن أعلى نسب الإصابة في الفئة العمرية للسيدات من 45 - 54 عاماً، إلا أن أهمية برنامج الكشف تأتي من النسبة المرتفعة للشفاء، حيث تصل إلى 98% في حال الكشف المبكر عن الأورام في مراحلها الأولى. مركز جديد بخورفكان وعلى صعيد التوسع، في إنشاء مراكز جديدة، قال الدكتور محمد عبد اللطيف اختصاصي الأشعة التشخيصية لبرنامج الاكتشاف المبكر لأورام الثدي والقارئ المرجعي الثاني لدولة الإمارات لـ”الاتحاد”: “إن مدينة خورفكان ستشهد قريباً افتتاح مركز جديد تابع للبرنامج للكشف المبكر لأورام الثدي ليخدم أهالي هذه المنطقة من المواطنات والمقيمات”. وأضاف أنه يجري الآن تدريب أطباء بالمركز الجديد الجاري الإعداد لإنشائه في خورفكان، علاوة على تدريب ثلاثة فنيات متخصصات في الأشعة للعمل على جهاز “الماموجرام” في مركزي الشارقة وأبوظبي. وأشار الدكتور عبداللطيف إلى أن السيدات اللائي تخطين سن الأربعين عليهن إجراء الفحص الذاتي بعد كل دورة شهرية، ثم الكشف الشعاعي على الثدي والذي يتم مرة واحدة كل عامين بجهاز “المماموجرام” للسيدات اللائي ليس لهن تاريخ مرضي. ولفت إلى ضرورة إجراء الفحص بـ”المماموجرام” كل عام في حال وجود تاريخ مرضي للسيدة، من حيث إصابة إحدى قريباتها من الدرجة الأولى “الأم والأخت والخالة” بأورام سرطانية. وقال إنه ينبغي على السيدات التوجه لأقرب طبيبة أو مركز كشف مبكر للفحص السريري في حال الشعور بأي آلام في الثدي أو وجود تكلسات أو أورام أو إفرازات أو تغيرات في منطقة الثدي. فحص “الماموجرام” آمن وأكد الدكتور عبد اللطيف أن الجرعة الشعاعية في جهاز “الماموجرام” سطحية وليس لها أية تراكمات في جسم السيدات، حيث إن نسبتها قليلة جداً ولا تشكل أية مخاطر، كما أن مدة الفحص لا تستغرق أكثر من 15 دقيقة إلى 20 دقيقة. وقال إن النساء دون سن الأربعين أو غير المتزوجات يجب عليهن الفحص الذاتي كل شهر بعد انقضاء فترة الطمث والتوجه إلى أقرب طبيبة في حال وجود أورام أو شعور بالآلام لإجراء الفحوص التلفزيونية باستخدام الموجات فوق الصوتية والتي تختلف عن “الماموجرام”. وشدد على أهمية الكشف المبكر للأورام السرطانية في الثدي من خلال الفحص الذاتي أو الكشف السريري لدى الأطباء أو الفحص الشعاعي، حيث إن اكتشافها في المراحل الأولى للمرض يمكن الشفاء الكامل منه. ونصح الدكتور عبد اللطيف السيدات بضرورة تجنب السمنة وتعاطي الهرمونات الأنثوية دون داع أو دون مراجعة الطبيب، علاوة على ممارسة الرياضة بشكل منتظم لتفادي زيادة الوزن، وتقليل المواد الدهنية في المأكولات. 1,4 مليون تعداد الإناث في الدولة أشارت إحصاءات وزارة الصحة الواردة في تقريرها الذي صدر مؤخراً إلى أن عدد الإناث في الدولة بلغ مليوناً و479 ألف سيدة وفتاة وطفلة في مختلف إمارات الدولة من المواطنات والمقيمات. وتصدرت إمارة أبوظبي القائمة، حيث بلغ عدد الإناث فيها 539 ألفاً، تلتها إمارة دبي، حيث سجلت 376 ألفاً، بينما جاءت إمارة الشارقة في المركز الثالث بـ321 ألف أنثى. وفي الوقت نفسه، بلغ عدد الإناث في رأس الخيمة 87 ألفاً وفي عجمان 84 ألفاً وفي الفجيرة 52 ألفاً وفي أم القيوين 20 ألف إصابة.