انفراج «الاختناقات» المرورية في الشارقة خلال ساعات «الذروة»

تشهد شوارع الشارقة حالياً انسيابية في حركة سير المــركبات وباتت غالبية الأماكن التي كانت تشــهد في السابق اختناقات مرورية، وخاصة في ســـاعات الذروة صباحاً ومساءً تتمتع بمرونة أكثر في تسيير الحركة أمام مستخدميها. وأرجع العديد من قاطني الإمارة والجهات المعنية تلك "الانفراجات" إلى تعديل العديد من الشوارع الداخلية خلال الفترات الماضية سواء من حيث تزويدها بمسارب جانبية ومخارج إضافية، وهو ما قلل من ازدحام المركبات، إلى جانب إجراء بعض الإصلاحات فيها مما سهل حركة مستخدميها، وكذلك زيادة تواجد الدوريات المرورية لتنظيم حركة السير خاصة على الدوارات والشوارع الحيوية. "الاتحاد" رصدت الحالة المرورية في الشارقة خلال الفترة الأخيرة مع بداية العام الدراسي الجديد وعودة الجميع من إجازاتهم الصيفية، وذلك بهدف التعرف على آراء عدد من قاطنيها حول الإصلاحات والتعديلات التي تمت في الشوارع خلال الفترات الماضية، وكانت تلك هي آراؤهم : ذكر سالم عبد الرحمن المهيري من سكان منطقة الرحمانية بالشارقة أن غالبية سكان المدينة يشعرون أن هناك تحسناً كبيراً في حركة السير بشوارع المدينة الداخلية وأن حجم الازدحامات التي كانت في الأشهر الماضية باتت أقل كثيراً الآن. وأوضح أن هناك الكثير من الأماكن والشوارع الحيوية وكذلك الأسواق بالمدينة مثل شوارع التعاون والبحيرة والعروبة والوحدة وكذلك دوار "الناشيونال" ومنطقة الرولة وغيرها من المناطق الحيوية كانت تشهد ازدحاماً مرورياً لفترات متكررة في اليوم الواحد وتمتد لساعات وهو ما لا يتكرر خلال الفترة الحالية. تواجد الدوريات وأفاد مهير الطنيجي من سكان الشارقة، أن هناك بعض التعديلات تمت في كثير من الميادين والطرق خلال الفترات الماضية وقد ساعدت بالفعل على تيسير الحركة في الطرقات، وتم تنفيذها بشكل سريع وجيد خلال الأشهر الماضية. وتابع أن التواجد من قبل رجال الدوريات ساهم أيضاً في تيسير حركة المركبات في الشوارع وجعل الجميع يلتزم بحركة السير وعدم مخالفة الأنظمة المرورية وخاصة التوقف في الأماكن الممنوعة، وهو أمر ساهم أيضاً في تيسير الحركة داخل الشوارع. وأضاف أن تلك الحلول التي شهدتها الشوارع من إصلاحات وتعديلات، وكذلك إضافة مخارج ومسارب في بعض الميادين، تعتبر حلولاً مؤقتة يجب أن تستغلها دائرة الأشغال في إجراء تعديلات أخرى وخاصة في الأماكن التي تعيش حالات اختناقات مرورية متكررة مثل دوار "الناشيونال" وشوارع العروبة والوحدة والبحيرة ومناطق المدارس خلال الفترة الحالية. بدوره أشار محمد عبد العاطي من سكان منطقة البحيرة بالشارقة إلى أن من يعيش في المدينة منذ سنوات يعي أن نسبة الازدحام في الكثير من الشوارع خلال الفترة الماضية قد قلت بصورة كبيرة الفترة الحالية، وأصبح الازدحام في بعض الشوارع والميادين الحيوية يقتصر على نهاية الأسبوع فقط وكذلك في ساعات الذروة الصباحية وخروج الموظفين وعودتهم من أعمالهم سواء بعد الظهر أو المساء. من جانبها أشارت هنادي حميد، وتعمل في إحدى الجهات الحكومية في الشارقة وتسكن بمنطقة النوف، إلى أن افتتاح وتطوير شارع خليفة ساهم في تخفيف الازدحام المروري بالشارقة وساعدها للوصول إلى مقر عملها بمنطقة الخان في أقل من 20 دقيقة، وأوضحت أن مشروعات الطرق التي تم تنفيذها بالشارقة خلال الفترة الماضية ساهمت كثيراً في تخفيف معاناة السكان من الازدحام المروري. تنسيق الجهات المعنية وأكدت دائرة الأشغال العامة في الشارقة أنه يتم التنسيق مع الجهات المعنية في البلدية وإدارة المرور في القيادة العامة لشرطة الشارقة، بصورة مستمرة للقيام بالتعديلات والإصلاحات في الكثير من المناطق الحيوية والشوارع والميادين الرئيسية بالمدينة. وأضافت أن هناك الكثير من الإصلاحات تمت في بعض الشوارع خلال الفترات الماضية مثل جسري الشارقة والخالدية، وكذلك في بعض الدوارات مثل "الناشيونال" والدوار المعروف بقرطبة والعديد من الطرق الرئيسية بالإمارة. وبيّنت أن الدائرة تضع في حساباتها أن إمارة الشارقة منطقة وصل من وإلى الإمارات الأخرى وأن هناك آلاف السيارات تستخدمها بصورة يومية وعليه كانت أغلبية المشروعات التي نفذت من الجسور والأنفاق والطرق الإضافية، سواء الجديدة أو التي يتم تعديلها وإجراء الإصلاحات فيها، كانت تتم بصورة سريعة جداً وتنجز في أوقات قياسية. وأوضحت الدائرة أن هناك توجيهات من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بتطوير شبكة الطرق في الإمارة وتحديثها وفق أحدث المقاييس العالمية في هذا المجال لتستوعب النهضة التي تشهدها الدولة، وقامت الدائرة بإعداد خطة يتم تنفيذها لتطوير المحاور والطرق في مختلف المناطق. ونوهت إلى أن هناك العديد من المشروعات التنموية لتحسين شبكة الطرق في الإمارة، ضمن الخطة التطويرية لشبكة الطرق والتي تشمل طرق الإمارة برمتها لحل الأماكن التي بها مشاكل واختناقات مرورية وتطوير البنى التحتية في إطار السعي إلى ضمان انسيابية الطرق، والحرص على إيجاد بدائل لمستخدمي الطرق حال وجود تعديلات في الطرق الأخرى. تسيير الحركة المرورية وكانت شرطة الشارقة قد أعلنت في الأيام القليلة الماضية أنها تقوم بالتنسيق بصورة مستمرة مع الجهات المعنية وخاصة دائرة الأشغال العامة بالإمارة في المشروعات الحالية والمستقبلية بشوارع الإمارة والتي تساهم في تسيير الحركة المرورية. وأفادت أن الحوادث البسيطة بسبب الازدحام المروري كصدم السيارات من الخلف والرجوع للخلف وغيرها في شوارع الإمارة قلّت بنسبة كبيرة خلال الفترة الماضية، وأن دوريات الأنجاد تقوم بالتعامل معها سريعاً لعدم عرقلة حركة السير. وأكدت الشرطة أنه يتم التنسيق بين غرفة العمليات ورقباء السير والدوريات في سرعة التوجه لمواقع الحوادث المرورية وذلك لإنهاء الإجراءات الخاصة بها بصورة سريعة وعدم تعطيل الحركة المرورية في تلك الأماكن. وأهاب المقدم أحمد بن درويش رئيس قسم المرور والدوريات في القيادة العامة بشرطة الشارقة بأطراف الحوادث البسيطة من السائقين ضرورة إخراج المركبات المتضررة من هذه الحوادث إلى خارج الطريق تفادياً لعرقلة حركة السير والتسبب في وقوع الازدحام المروري وتعطيل مرور المركبات الأخرى إلى مختلف وجهاتها خاصة على الطرق ذات الكثافة المرورية المرتفعة، مطالباً مستخدمي الطريق من قائدي المركبات بضرورة احترام القواعد المرورية وعدم عرقلة حركة السير وخاصة على الشوارع والميادين الرئيسية والأسواق التجارية المنتشرة في كافة أرجاء المدينة. تخصيص خمسين دورية متحركة و30 رقيب سير أكد المقدم أحمد بن درويش رئيس قسم المرور والدوريات في القيادة العامة لشرطة الشارقة، أنه تمت زيادة نقاط الثبات في الطرق العامة وأنها وصلت الأيام القليلة الماضية إلى أربعين نقطة وبزيادة خمس نقاط عن العام الماضي، كما تم تخصيص خمسين دورية متحركة، بالإضافة إلى ثلاثين رقيب سير، وتوفير عشر دوريات لضمان تكثيف الوجود الأمني بشوارع الإمارة. وقال إن هناك قرابة 100 دورية ما بين الثابتة والمتحركة تم توزيعها الفترات الماضية في المدينة وخاصة مع بداية العام الدراسي الجديد وأن تلك الدوريات تتواجد بصورة مستمرة في الشوارع والميادين والأسواق الحيوية وتتزايد في ساعات الذروة.