الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأسرة تحبو مع الأطفال في دهاليز التربية!

الأسرة تحبو مع الأطفال في دهاليز التربية!
5 مارس 2009 23:06
كثيرا ما يتردد على مسامعنا طفل يقول لوالده ''أبي أريد أن أصبح رجلا''، وهذه الرجولة بالطبع لن تأتي من فراغ، بل للأسرة دور أساسي وكبير في تنشئة الطفل وتهيئته ليكون رجلا حقيقيا منذ سنواته الأولى، لأن هذه المؤسسة التربوية ''الأسرة'' ترسم الملامح الأولى لشخصيته· لا شك هدف كل أسرة اليوم أن تنشئ أطفالاً يكونون على قدر عالٍ من المسؤولية تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين حاضرًا ومستقبلاً، وكما هو معروف أن تربية الأبناء من أهم واجبات الوالدين ومن أكثرها مشقة، ويحار كثير من المربين في كيفية التعامل مع أطفالهم بحيث يحققون ذلك الهدف، فبعضهم يلجأ إلى الشدة وآخرون يلجأون إلى التساهل، ويتذبذب ثالثهم بين هذا وذاك· في دراسة حديثة أثبتت الأبحاث العلمية أن مرحلة الطفولة المبكرة فى حياة الطفل تشكل الملامح الأساسية لشخصيته، وترسم الخطوط العريضة لما سيكون عليه مستقبله، ففى هذه المرحلة يحاول اكتشاف كل ما حوله ويتعرف على البيئة المحيطة به، ويفحص كل شىء تقع عليه عيناه عن طريق قاموس مدركاته· تقول منى جاسم العيسي: بإمكان الأم أن تساير أطفالها مرحلة مرحلة وتتعامل معهم بالشكل الصحيح اللائق، فمن الناحية العقلية تتفهم مدى تركيز طفلها وكثرة سؤاله وحب استطلاعه في كل مرحلة، مضيفة مريم: نلاحظ كثيرا من الأمهات يتعنفن عندما يكسر طفلها شيئا، وهنا لابد أن تدرك أنه في مرحلة صغيرة تحتاج إلى انتباه منها أكثر لطفلها في المقام الأول، ثم تأتي مرحلة التوعية والإرشاد عند سن مبكرة، أما من الناحية الانفعالية فينمو سلوك الطفل شيئا فشيئا فتتفاوت درجات الخوف والغضب والغيرة بين الأطفال وبعضهم البعض، فتضع الأم نظرها على تلك النقاط وتزود ثقة الأبناء في أنفسهم وتشجعهم وتثني عليهم بما يحبونه· ويشارك سعيد أحمد ـ مدرس ـ فيقول: تأتي شخصية الطفل أيضا من خلال البيئة التي يعيش فيها فتتمثل في سلوك مكتسب، خاصة من المقربين له كالأب والأم والأخوة، لتكون البيئة هي ''البذرة الأساسية'' لتكوين شخصية الطفل، مما يولد ذلك انعكاسا لتصرفات الآباء على الأبناء، فإما يتعلم الاعتماد على النفس والنظام وتحمل المسؤولية والصدق والتوازن الانفعالي، وإما يتعلم كل ما هو مخالف من عدوان وكذب واستهتار وعدم تحمل للمسؤولية· اللحظة الأولى وبحسب هاشم محمد يرى أن فن تعامل الآباء مع الأطفال يأتي كذلك من خلال فهم الأبناء منذ اللحظة الأولى، فإذا كان الطفل من النوع المستهتر فلابد أن يتعلم المسؤولية والالتزام والعقاب والنظام، وإن كان الطفل من النوع الكسول الذي لا يعتمد على نفسه فلابد أن يعي أن هناك كفاحا وحقوقا وواجبات، وإن كان الطفل من النوع المطيع فيجب تحفيزه أكثر حتى يصبح في مستوى أفضل في التربية، ويضيف هاشم: ''من هنا لا يحبذ الإسراف في إعطاء الأوامر للطفل حتى لا يشعر بالملل والضيق فسلوك الوالدين هو النموذج الصحيح الذي يرشد الأبناء للتربية السليمة· وتتهم لينا فضل الوالدين بأنهم هم المسؤولون عن تربية أبنائهم، حيث نجد الكثير من الآباء يحاولون تهميش الطفل لسنوات عديدة، ويعتبره لا يفهم أي شيء حتى وإن وصل عمره فوق خمس سنوات، فنرى الأب ينهره كلما حاول أن يظهر طفله شيئاً من مواهبه· حوار الطفل وتؤكد أمل خليفة لعل أفضل الطرق لصقل شخصية الطفل هو الإرشاد المبكر بالحوار، لأن تعويد الطفل على الحوار بالمراحل الأولى ينمي انطلاقة اللسان لديه، وكذلك حسن الاستماع وبعد ذلك الطاعة وكل هذه تساعد في بناء شخصية الطفل· وأيضا توفير البيئة المناسبة للطفل من حيث الدلال والملاعبة· وإبعاد الطفل عن أمور الحياة الزوجية كالمشاكل بين الزوجين وأمور اخرى، لكيلا ينشأ وهو في بيئة محطمة قد تسبب له الاضطراب النفسي· في المقابل ينصح جمعة يوسف الوالدين بجعل الطفل يعيش كل لحظة بعمره وكل مرحلة عمرية مناسبة وملائمة لعمره، بحيث لا نتعدى تلك المرحلة ونعامل طفل السابعة أو العاشرة معاملة الكبار، بأن نطلب منه أن لا يلعب مع أقرانه أو أن يجالس الكبار فقط دون الصغار، فهذا قد يؤثر عليه مستقبلا ويجعل منه طفلا منطويا وخجولا، فبدل أن يصبح ما نطمح له، نجده العكس لأنه لم يشبع من مرحلة الطفولة لديه باللعب مع أقرانه ومع ألعابه التى يختارها· ويضيف جمعة: أيضا من الأساليب الخاطئة والتي للأسف نجدها في مجتمعنا هو نهر الطفل وتحقيره في سن مبكرة· فمثلا الأطفال لا يمكن أن ننكر الشقاوة لديهم وهذه ظاهرة صحية· تجد الأب او الأم يرفع صوته على هذا الطفل ولم يدرك أن مثل هذه الأمور قد تزرع أزمات نفسيه للطفل· علم النفس من الناحية النفسية ترى الأخصائية النفسية فاطمة حسين أن الطفل تتداخل في تربيته الكثير من مؤسسات التنشئة الاجتماعية من أهمها الأسرة وهي الممثلة الأولى للثقافة، وأقوى الجماعات تأثيراً في سلوك الفرد، وهي المدرسة الاجتماعية الأولى للطفل، والعامل الأول في صبغ سلوك الطفل بصبغة اجتماعية، فتشرف على توجيه سلوكه، وتكوين شخصيته· وتضيف الاخصائية: ثم المدرسة التي تعتبر هي المؤسسة الاجتماعية الرسمية التي تقوم بوظيفة التربية، ونقل الثقافة المتطورة وتوفير الظروف المناسبة لنمو الطفل جسمياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً، وتعلم المزيد من المعايير الاجتماعية، أيضا هناك دور العبادة التي تساعد على تعليم الفرد والجماعة التعاليم والمعايير الدينية التي تمد الفرد بإطار سلوكي معياري، وتنمية الصغير وتوحيد السلوك الاجتماعي· بينما الحديث عن جماعة الأقران فهذه يتلخص دورها في تكوين معايير اجتماعية جديدة وتنمية اتجاهات نفسية جديدة والمساعدة في تحقيق الاستقلال، وإتاحة الفرصة للتجريب، وإشباع حاجات الفرد للمكانة والانتماء· وأخيرا وسائل الإعلام التي تقوم بنشر المعلومات المتنوعة، وإشباع الحاجات النفسية المختلفة ودعم الاتجاهات النفسية وتعزيز القيم والمعتقدات أو تعديلها·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©