هبطت مركبة “سويوز” الروسية وعلى متنها رائدا فضاء روسيان وآخر أميركي دون مشاكل في سهوب كازاخستان أمس، قادمة من المحطة الدولية للفضاء في الساعة الرابعة بتوقيت جرينتش. وهبطت المركبة قرب جيزكازجان وسط كازاخستان الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، حيث تمتلك روسيا مركز بايكونور الفضائي.
وكان على متن الكبسولة رائد الفضاء الأميركي رونالد جاران ورائدا الفضاء الروسيان آندريه بوريسنمو وألكسندر ساموكوتيف، قائد الرحلة.
وكان ساموكوتياف أول من أخرج من المركبة وقد بدا عليه التعب، ألا أنه كان بصحة جيدة. ثم خرج الأميركي رونالد جاران والروسي آندريه بوريسينكو، وهما يبتسمان. وأجلس الرواد الذين عادوا إلى الأرض أمس وهم لا يزالون في بزات الفضاء على مقاعد ليعتادوا مجددا على الجاذبية. وقد حضر إلى المكان أيضا فريق طبي لمعاينة رواد الفضاء.
ووضع تحت تصرفهم هاتف يعمل بواسطة الأقمار الصناعية للاتصال بعائلاتهم وحملوا على المقاعد إلى خيمة طبية للخضوع لفحوصات وخلع بزاتهم. وينتظر أن يصل الرجال الثلاثة ظهر غد إلى كاراجاند في كازاخستان حيث ستقام لهم مراسم استقبال يسافر بعدها رونالد جاران إلى الولايات المتحدة.
وقد تمت كل مراحل العودة إلى الأرض دون مشاكل. وكانت عودة الرواد مقررة في 8 سبتمبر، إلا أنها أرجأت بسبب فشل إطلاق صاروخ لنقل مركبة الشحن الروسية بروجريس لنقل المؤن إلى المحطة في نهاية أغسطس. وعلقت روسيا بعد الحادث كل رحلات سويوز، الصاروخ الذين ينقل كل مركبات الشحن والرواد إلى محطة الفضاء الدولية. والمركبة التي هبط بها الرواد هي الوحيدة القادرة على القيام برحلات مأهولة بعد سحب المكوكات الأميركية من الخدمة.
وخلال الأسبوع الحالي قررت سلطات الفضاء الروسية أن الرحلة المأهولة المقبلة ستكون في 12 نوفمبر المقبل لترفع قرار تعليق الرحلات. ويوجد حاليا على متن المحطة الدولية للفضاء طاقم مكون من 3 رواد فضاء، هم الأميركي مايك فوسم والياباني ساتوشي فوروكا والروسي سيرجي فولكوف. وكان من المقرر أن ينطلق طاقم بديل إلى المحطة في 24 سبتمبر، لكن الرحلة تأجلت إثر حادث في 24 أغسطس في إطلاق سفينة شحن روسية تنقل روادا إلى المحطة.
وشهد برنامج الفضاء الروسي سلسلة مشاكل منذ ديسمبر 2010 ما أثار سخط الرجل القوي في روسيا رئيس الوزراء فلاديمير بوتين. وذلك بعد فشل 4 عمليات إطلاق أدت إلى خسارة أقمار اصطناعية كانت معدة للانضمام إلى نظام التوجيه الروسي جوناس المنافس لنظام “جي بي اس” (ديسمبر 2010)، ثم قمر اصطناعي عسكري (فبراير 2011). وفي أغسطس 2010 فقدت مركبة اتصالات ومركبة بروجريس.
وفي أبريل أقال بوتين مدير وكالة الفضاء الروسية أناتولي بيرمينوف وعين مكانه نائب وزير الدفاع فلاديمير بوبفكين. وبعد خسارة مركبة بروجريس في أغسطس أمر رئيس الحكومة بتغييرات “جذرية” في عملية الإنتاج والتدقيق في المركبات الفضائية.
عدد اليوم
