الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

روسيا تنطلق إلى الشرق الأقصى عبر بوابة «آبيك»

روسيا تنطلق إلى الشرق الأقصى عبر بوابة «آبيك»
5 سبتمبر 2012
فلاديفوستوك (روسيا) (أ ف ب) - تسعى روسيا، التي تستضيف للمرة الأولى قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا - المحيط الهادئ “آبيك”، إلى تأكيد وجودها في الشرق الأقصى الذي يتضمن فرصاً هائلة في وقت تواجه أوروبا أزمة اقتصادية. وقال جينادي اوفيتشكو، سفير روسيا لدى “آبيك”، إن “حصة روسيا في التجارة الشاملة للمنطقة (آسيا - المحيط الهادئ) تبلغ في الوقت الراهن حوالى 1%. وذلك لا يتناسب مع الحجم السياسي أو المصالح الاقتصادية لروسيا”. وهذا الأمر يشكل تناقضاً، حيث إن روسيا تضم موارد كبرى في الطاقة والمواد الأولية يطمع بها جيرانها الآسيويون في أوج صعودهم الاقتصادي. لكن على مدى فترة طويلة، فضلت موسكو النظر نحو أوروبا، أبرز شريك تجاري لها، وأهملت هذه المنطقة، معتبرة في الوقت نفسه بعض الدول المجاورة مثل الصين على أنها تهديد. وكان ديميتري مدفيديف رئيس الوزراء الروسي، حذر خلال الآونة الأخيرة من تدفق مهاجرين قادمين من دول مجاورة إلى أقصى الشرق الروسي، في إشارة واضحة إلى العمال الصينيين. لكن المصاعب الاقتصادية التي واجهتها الدول الغربية في السنوات الماضية لفتت انتباه السلطة الروسية إلى ضرورة إعادة تركيز سياستها نحو الشرق. وأكد انتون سيلوانوف، وزير المالية الروسي، أنه من الآن وصاعداً “ستكون وتيرة النمو الاقتصادي لروسيا رهناً بوتيرة نمو دول (آبيك)” التي تضم 21 دولة مطلة على المحيط الهادئ بينها الولايات المتحدة والصين واليابان. وقال فاسيلي ميكيف، الخبير في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، إن “روسيا ستحاول استغلال مناسبة قمة (آبيك) لتغيير صورتها ولكي تظهر ليس فقط كدولة أوروبية وإنما كدولة من منطقة آسيا - المحيط الهادئ”. وانطلاقاً من ذلك اختارت السلطات الروسية جزيرة روسكي بالقرب من فلاديفوستوك على بعد حوالى ستة ألاف كلم من موسكو لاستضافة هذه القمة، في قرار لم يكن أكيداً في البداية. فهذه المدينة الساحلية التي كانت محظورة على الأجانب في الحقبة السوفياتية، ثم أُهملت في السنوات التي تلت انهيار الاتحاد السوفياتي، كانت لا تزال تنقصها لسنوات خلت بنى تحتية أساسية مثل محطات تنقية المياه. وفي مواجهة هذه العراقيل الكثيرة، نصح العديد من كبار المسؤولين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتنظيم هذا الحدث الدولي في موسكو أو سان بطرسبرج. وأكد ديميتري ترينين، من معهد “كارنيجي” في موسكو، “أن عقد القمة في فلاديفوستوك يعتبر خياراً رمزياً”. وقال “إنه يدل على الرغبة ليس فقط بالنهوض بمستوى الحياة في الشرق الروسي، وإنما أيضاً اعتبار الأراضي الشرقية مثل صلة وصل بين آسيا والمحيط الهادئ وروسيا”. ولتحقيق ذلك استثمرت السلطات الروسية أكثر من 20 مليار دولار لبناء جسور ومطار أو حتى تشييد طرقات في المنطقة. وهذا المشروع يهدف، من جانب آخر، إلى جعل الشرق الأقصى اكثر جاذبية للروس أيضاً ومحاولة إعادة أسكان هذه المنطقة التي تعاني منذ التسعينيات من موجة نزوح كبرى لسكانها نحو القسم الأوروبي من البلاد، بحثا عن حياة أفضل. وما يدل على الاهتمام الجديد في هذه المنطقة، انشأ بوتين الذي عاد إلى الكرملين خلال مايو، وزارة جديدة مخصصة حصرا لتنمية أقصى الشرق الروسي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©