الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«سوناتا الربيع» يدعو للانعزالية و «العشيق» يجسد قصة حب

«سوناتا الربيع» يدعو للانعزالية و «العشيق» يجسد قصة حب
25 يناير 2012
(الفجيرة ) - يواصل مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في دورته الخامسة عروضه لليوم الثاني على التوالي بعرض عملين مسرحيين الاول عرض سوري بعنوان “سوناتا الربيع” من تأليف جمال ادم وإخراج ماهر صليبي وأداء مازن الناطور وموسيقى خليل الغادري، وتم عرضه على خشبة مسرح جمعية دبا الفجيرة للثقافة والفنون والمسرح. والعرض الثاني “العشيق” للمسرح الليتواني القومي للدراما عن قصة للكاتبة الفرنسية مارجريت دوراس وأداء الفنانة المبدعة بيروتي مار وهي المشاركة الثالثة لها في المهرجان، وعرض العمل على مسرح بيت المونودراما في بدبا. ويختلف العرضان عن بعضهما البعض اختلافا بينا في الموضوع وإن اتفقا في المعنى والهدف، حيث تناول نص “سوناتا الربيع” القهر الأبدي الذي تعيشه الشعوب ممثلة في الأفراد تحت وطأة حكامها المستبدين مهما كانت درجة مسؤوليتهم وكنيتها في تلك المجتمعات. بينما تناول نص العشيق قصة رومانسية طاغية المشاعر والاحاسيس بين فتاة صغيرة السن ورجل أعمال صيني ثري تطورت الى أن اتخذت شكلا حسيا اعتاده طرفي العلاقة يوميا ثم افترقا لسنوات طويلة وعادا فالتقيا مرة أخرى. أما المعنى في النصين المسرحيين فهو مدى التجاهل والظلم الذي عانه أبو حسن في سوناتا الربيع من فئة فاسدة تربعت على كرسي المسؤولية فأمعنت في الفساد وتدلهت في لذة وتعذيب الآخرين . وهو نفس الظلم والقسوة اتي عانت منها تلك الفتاة الرومانسية الحالمة على يد عشيقها الثري المدرب والمحنك في التعامل مع الجنس اللطيف. “سوناتا الربيع” على مستوى النص الحرفي لجمال اَدم بدت الفكرة لديه منذ البداية واضحة متمثلة في الغبن والظلم الذي وقع على ابو حسن واجباره على تغيير علامات احدى الطالبات وهى ابنة أحد الفاسدين الكبار في المجتمع، وعندما يرفض ذلك وتمسك برأيه يفصل من عمله ويحارب في رزقه واستقراره. ولكن ما إن نرى العرض الذي يجسد فيه دور ابو حسن الفنان مازن الناطور نشعر اننا أمام نص مهلهل بعض الشيء ولم تصل فيه درجة التركيز في كتابة النص بعبارات قوية ومختصرة وسريعة ومباشرة تضع المشاهد في صلب المشكلة. ومع هذا النص الذي شتت جهد المخرج وأبعد الممثل عن بؤرة الفن الحقيقي، بدت وكأن مشاهد العرض الاولى ولمدة قد تتجاوز خمس عشرة دقيقة مجرد حكي سردي ليس له مدلول حقيقي يخدم العرض. “العشيق” يبدأ العمل بدخول الممثلة إلى فضاء المسرح من خلف ستائر بيضاء اللون وسط ظلام دامس إلا من ضوء خافت منبعث من عرض تزامني عبر تلك الستائر لخطوط ممتدة من الدخان مستقيمة أحيانا ومتقطعة أحيانا أخرى، وربما ترمز بها إلى الذاكرة الممتدة والتي لم تتوقف يوما عن ذكر العشيق بالرغم من مرور السنين الطويلة. تتكشف معالم الفضاء الداخلي للمسرح شيئا فشيئا بعد أن تأخذ السينوغرافيا دورها المتميز في العرض، تظهر لنا الصورة مكتملة نوعا ما حيث توجد أربع حبات من الرمان وضعت كل حبه في مسار مختلف عن الآخر ومواز له يحاكي في وضعيته قضبان القطار التقليدية ثم في منتصف تلك القضبان وضعت قبعة صينية بجوار صدفة وأرادت المخرجة أن تقول لنا برمزية شديدة عن حالة الحب والعشق التي عاشته تلك الفتاة الفرنسية الفقيرة ابنة الخامسة عشرة مع عشيقها الصيني وقد رمزت إليه بحبات الرمان تحديدا حيث يحتوي الرمان داخله على حبات صغيرة ربما قصدت حجم العلاقة التي بينهما وما كان يمثله هذا العشيق لها من دفء وأمان بينما هي تمثل الحبات الصغيرة المتناثرة داخل ثمرة الرمان. لعبت السينوغرافيا دورا رئيسيا في عرض العشيق ونجحت في الكشف عن الكثير من المشاعر الداخلية عبر تركيزها في بعض الحالات على وجه الفنانة أثناء الأداء مما جعل هناك قدرا كبيرا من التجاوب بين الممثلة والجمهور بالرغم من اختلاف اللغة، وقد تجلى ذلك في المشهد الذي كانت تأخذ فيه بعض من المياه لتغسل وجهها والذي بدا تدريجيا ناصع البياض وكأن هذه المياه هي مياه الطهارة من آثام ارتكبتها في عشقها المحرم. وتفوقت بروتي مار في هذا العمل المونودرامي على نفسها في تجسيد مشاعرها الإنسانية الراقية عندما تعتري الإنسان محنة عاطفية بالغة التعقيد. وقد جسدتها بتعبيرات الوجه والجسد معا وإن كانت اللحظات الأولى سردية أكثر منها تجسيدا وحركة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©