يحيى المسكري يدعو الشباب إلى تذوق طعم التراث الإماراتي

يحيى المسكري، واحد من أبناء الإمارات ذوي الأصابع الذهبية القادرين على تشكيل أرقى التصاميم، باستخدام أدوات بسيطة، تساعده في ترجمة أفكاره المبتكرة إلى تكوينات جمالية باهرة، يأخذ بعضها شكلاً عصرياً والآخر يغوص بنا في أعماق التراث الإماراتي، مؤكداً ارتباط المسكري بجذور بيئته التي عاش فيها الأقدمون قبل مئات السنين، ويمتلك المسكري فكرة تصميم وإنشاء أكبر مندوس في العالم. يقول المسكري إن اهتمامه بفن التصميم، بدأ حين كان في الثانية عشرة من عمره مع ظهور حبه للتصوير الفوتوغرافي، وتأمل المشاهد الجميلة من حوله، وفي منزل والده المتواضع، حسب وصفه، تعلم منه كثير من الأعمال وكان يساعده فطرياً في ممارسة بعض أعمال النجارة، ويقف إلى جانبه أثناء تنفيذ بعض التحف والأعمال اليدوية، خاصة أن الوالد كان متخصصاً في صناعة المندوس. تشجيع الوالد وكان الوالد يشجعه دوماً على هذه الأعمال وينصحه بالتفكير في الجديد، فتعلم منه تصاميم الفلل والديكور والكثير من أعمال النجارة والمشغولات النحاسية مكتسباً خبرة كبيرة، وبمساعدة الوالد اشترى جميع مستلزمات وأدوات حفر الخشب وتشكيله، ويعرف أهمية هذه الأدوات التي بدونها لا يستطيع انتاج أي عمل يبهر من يراه سواء كان صناعة المناديس، أو أي عمل مطلوب تنفيذه من قبل الزبائن. إلى ذلك يذكر المسكري، أنه يستوحي تصاميم بأساليب متنوعة وبسيطة منها سماع او قراءة عبارات جميلة، فتأتيه حاسة الإبداع والتفكير لعمل فني، و بدأ يخطط ويرسم ويتخيل ويبحث عن تاريخ وتراث الأجداد، ومن هنا ظهرت فكرة إنشاء أكبر مندوس لإحياء تراث وتاريخ دولة الإمارات. القلم والورقة ويشير إلى أنه يحمل دوماً معه القلم الرصاص والورقة ويصمم ما يراه مناسبا في خياله ، حيث يبدأ العقل الباطن بتخيل الأفكار ووضع النقاط على الحروف الخاصة بداية بالبسملة ثم العمل المتقن. ويوضح أن بيئة الدولة بشكل عام بيئة جميلة جداً وبشكل خاص أبوظبي الحبيبة، حيث قصر الحصن وحصن المقطع وجامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي، وعندما تذهب إلى مدينة العين وتزور متحف الشيخ زايد وقلعة الجاهلي ترى العجب وعند زيارتك إلى منطقة الغربية وتذهب إلى قصر السراب وترى الجو الصحراوي تستطيع أن تخرج بمؤلفات خاصة من إبداع وجمال الطبيعة الخلابة لتلك المناطق السحرية، داعياً الشباب إلى تذوق طعم تاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة والإبحار في عالمه وان يرجع قليلاً إلى تراث أجدادهم حتى يلتمس حب الماضي ويحدث نفسه عن الحاضر. المشاركة في المعارض الوجود في المعارض الفنية المختلفة داخلياً وخارجياً، يعتبرها المصمم الإماراتي الأساس في تطوير أدائه، و لولا المشاركات في المعارض لما وصلت الآن درجة الامتياز في الإبداع وهذا شهادة من قبل المنضمين والزائرين لأن المعارض هي مفاتيح لزيادة الخبرة ومعرفة مكانتك من قبل الجمهور وبعد كل معرض نقيم أنفسنا عن السنوات الماضية فنكسب أفكاراً ونصلح الأخطاء ونتقبل النصائح حتى نكون في الموسم القادم أفظل ونتميز عن الآخرين ونبدع لأننا في أرض الإبداع ونحب أن نكون دائما وأبداً من الأوائل وهذا تشجيع خاص من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، على تشجيعنا الدائم حتى أصبحنا لا نرضى سوى برقم واحد وروح واحد وقلب واحد وشعب واحد، والحمد لله. قيمة المعارض وأكد المسكري قيمة المعارض المختلفة التي تقيمها الدولة على دعم إبداعات أبناء الإمارات، وتأثيرها الإيجابي، ولولا هذه المعارض لما توصلنا اليوم من إبداع والتميز من قبل شبابنا لإبراز مواهبهم وإبداعاتهم ومهما شكرنا لن ولم نوف حقهم بما يقدمونه لنا من دعم وتعليم وثقافة واحترام وتقدير وعرفان وحب لأبنائهم من مواطنين ومقيمين، فهي تعني لي الكثير من ولائي للوطن وانتمائي له وتعني لي حب الإبداع والاكتشاف وحصد الأفكار ونشر العادات والتقاليد الإماراتية من خلال مشاركتي في معرض الصيد والفروسية أو معارض أخرى، التي تساعدني في توصيل رسالة مفادها أن حب الإبداع خدمة للوطن الغالي ورد الجميل لهذا الوطن ولقيادتنا الرشيدة وزرع ثقافة الإمارات للشبابنا ومعرفة تراثهم عن قرب. وعن الألوان واختياره لها وتأثير ذلك على جماليات العمل، قال: الألوان هي الحياة ولها تأثير كبير في جذب ولفت الانتباه فلا بد للإنسان معرفة وثقافة الألوان حتى يتمكن من معرفة لغة الحوار مع العقل الباطن، خاصة أن اختيار الألوان مسألة صعبة لأنك لن تستطيع إرضاء كل من حولك، ولكن هناك ألواناً هادئة مربحة للنظر وللأعصاب أيضاً، فلا بد أن نتعامل مع اللون بطريقة خاصة حسب المنتج وحسب ظروف المناخ أنا شخصياً أحب الألوان الهادئة ونضيف فيها إنارة خفيفة يبهر المشاهد القطعة الفنية أو الصورة حسب الحاجة. الخشب والنحاس أما الخامات المستخدمة في أعماله، بالنسبة للتحف، يستخدم خشب «تيك برما» التي تتحمل العوامل الطبيعية مثل الماء والرطوبة والرمل، ويستخدم النحاس بحيث يتجنب مشكلة الصدأ، ويقوم بصناعة المناديس والطاولات من هذا الخشب المستخدم عادة في صناعة السفن، وأما بالنسبة المجسمات، فاستخدم قماش السدو والرمل وخيوط وأخشاب صغيرة وبعض الأحيان نستخدم مادة اكرليك لثني المجسمات، مؤكداً أنه والوالد لديهما جميع الأدوات لتصنيع المناديس وأعمال النجارة التراثية بأشكالها المختلفة. تصـاميم مميزة حول قدرته على إنجاز تصاميم مميزة بجودة عالية، أوضح يحيى المسكري، أنه لا شيء يأتي سهلاً، ولا بد من أخطاء في البداية ولكن بمجرد أن تضع خطة وإستراتيجية ومنظومة خاصة لمشروع أي كان فثق تماما أن بدايتك تكون صحيحة إن شاء الله، فعلى سبيل المثال لأن قمت بتصميم كرسي جديد عبارة عن مقدمة للسيارة فولكس فوجن فبداية كانت صعبة جدا، ولكن بعد أربع محاولات استطعت أنا وأخي من تصميم وابتكار كرسي جديد يتحرك أمام وخلف ويدور أيضاً ويعمل ببطارية السيارة لتشغيل إنارة والحمد لله استطعنا أن نتغلب عليها وننجح في صناعة كرسي من مقدمة السيارة ما اعجب الزوار كثيراً في مشاركتي الأخيرة في معرض الصيد والفروسية. شخصية طموحة عن تطلعات الفترة القادمة، أورد المسكري أنه شخصية طموحة جدا ولديه كثير من الأفكار والمشاريع المستقبلية، متمنياً من الدولة أو المؤسسات المجتمعية عمل جمعية خاصة لأصحاب الطموح حتى لا تسرق أفكارهم ويحبطون وأن ترى هذه الأفكار النور كي يستفيد الجميع.