أصدرت شذى سبت في عام 2005 أغنية، ثم توقفت بعد ذلك، وحول أسباب العدول عن تكرار التجربة أشارت بدايةً إلى أنها أحبت تلك التجربة وتراها جميلة، وفي الوقت نفسه لم تود تكرارها إ? بعد صقل موهبتها على أكمل وجه، ولكنّ انشغالها بالتمثيل والدراسة الأكاديمية لم يترك لها المجال لصقل الموهبة بشكل أكبر، ولهذا السبب، كما قالت، لم تُعد التجربة رغم أن العديد من العروض جاءتها، وقالت: «من طبعي لا أحب تقديم شيء إ? إذا كنت متمكنة منه».
دور توعوي
طرحت ذات مرة الفنانة شذى سبت على مواقع التواصل مسألة الطائفية ودعت الناس للتعايش ونبذ الفرقة، وفيما إذا كانت ترى أن للفنان دوراً أو مسؤولية في التوعية بهذه المسائل، قالت: «هذا الدور الحقيقي للفنان، فالدعوة إلى التعايش ونبذ الفرقة هي من ضمن المسؤولية الملقاة على عاتق الفن بشتّى أشكاله، وعلى الفنان أن يهتم بالتركيز على إبراز إيجابيات مجتمعة والتقليل قدر الإمكان من سلبياته.
والتأثير الذي يحدثه الفنان كبير؛ لأن له الكثير من المتابعين، يتأثرون بسلوكياته، وأفكاره، والفنانون يدخلون القلوب قبل البيوت دون استئذان، وهذا الأمر يحملهم مسؤولية كبيرة».
لن أجامل
وفي الحديث عن المدى الذي يمكن أن يكون فيه الفنان قريباً من جمهوره ويتشارك معه في أخبار حياته، تقف شذى ضد فكرة أن يكون الفنان ملك للجمهور، وتابعت قائلةً: «ما يجب أن يعرفه الجمهور هو ما يقدمه الفنان، أما دون ذلك فهو ملك الفنان وملك الأشخاص القريبين منه فقط»، وعن المجاملات التي تفتح أبوابا واسعة في عالم الفن أبدت شذى عدم غرابتها في أن تكون من الفئة التي تجامل، معتبرةً أنها تواجه مشكلات كثيرة بهذا الشأن، وقالت: «لست مستعدة لأن ألغي مبادئي وقيمي من أجل عمل فني، ولن أجامل أناساً لا أتقبلهم، أو أرى الخطأ وأسكت، كما أني لست من النوع المتملق أو الوصولي، فالأرزاق بيد الله».
خجل وتسامح
تصف شذى نفسها بأنها خجولة، ولكن الناس لا ترى أن الخجل صفة موجودة لدى الفنانين لاسيّما أنهم يعملون في مهنة تتطلّب الجرأة، وحول هذه النقطة، قالت: «الفنان عندما يمثل دورا ما، يبتكر شخصية غير شخصيته الحقيقية، تكون بعيدة تماماً عن واقعه، وهذا هو المعتاد من أي ممثل يتقمص شخصيات متنوعة، فما أقوم به مثلاً على خشبة المسرح أو أمام الشاشة هو الشخصية التي أقوم بأدائها فقط، بالتالي صفة الخجل لا علاقة لها بالقدرة على التمثيل أو الوقوف أمام الكاميرا».
وفي الحديث عن مدى قدرتها على التسامح مع الآخر عندما يخطئ أحد في حقها، خاصة عندما تتعرض لتعليقات قاسية من بعض الناس على مواقع التواصل، قالت شذى: «أنا انتقامية في الرد على الإساءة، ولست من النوع الذي يسكت عن حقه أو يتقبل الإهانة أو التجريح دون رد، فكرامتي وكرامة أهلي فوق أي اعتبار ومن لا يحترمني لست مجبرة على احترامه أو حتى التعامل معه.
وهذا طبعاً ينطبق عندما آخذ حقي بالعقل وبطريقة تليق بتربيتي ومكانتي والمكان الذي أعيش فيه، وليس بـ«الهواش»، ففي النهاية نحن بشر ولسنا في غابة.
نقد وغضب
وفيما إذا كانت تتقبل النقد والنصائح فيما يتعلق بالعمل، بيسر وبساطة، قالت شذى، إنها تتقبل النقد برحابة صدر ولكن المهم أن يكون بأسلوب محترم، لكنّ هناك أموراً تخصها وحدها، قائلةً: «أرفض أن يتدخل أي أحد بعلاقتي مع ربي، لأن هذا الأمر خاص جداً وليس من حق أي إنسان أن يحشر أنفه بما ? يخصه، وأعتقد أن مسألة العبادة تكون أجمل عندما تكون محاطة بالسرية.
وكذلك أكره العنصرية على أساس الديانة أو المذهب أو اللون أو الجنسية وأتعامل مع الناس حسب تعاملهم معي».
وعن صفاتها الشخصية وما يقال من أنها ليست هادئة كما يتصور البعض، قالت شذى: «لا يوجد شخص هادئ أو عصبي بشكل دائم، ومن المؤكد أن هناك أموراً إذا حدثت تدفعني إلى الغضب، ولكن أغلب عصبيتي تكون حول العمل وليست في الأمور الشخصية وأفضل عادةً أن أبتعد عن مصدر الإزعاج، وإذا عرفت أنّ أحداً ما يريد أن يستفزني (أطنشه)، وأتحول إلى إنسانة باردة مثل الثلج، وأعرف كيف ألعب بأعصابه و(أجيب له السكتة القلبية.
.
ضاحكة)، عموماً حتى لو (عصّبت) عندما أرضى أنسى الأمر، وأكثر الناس يستغلون هذا الشيء فعندما يروني (معصّبة) يحاولون إضحاكي».
تعتبر الفنانة البحرينية شذى سبت، ابنة أسرة سبت الفنية، فهي شقيقة الفنانات شيماء وشيلاء وأبرار، من الفنانات النشيطات اللواتي أثبتن وجودهن على الساحة الدرامية، رغم غيابها الذي عانت منه مسيرتها بسبب التزامها بدراستها، وبالإضافة إلى كونها ممثلة، هي أيضاً كاتبة ومخرجة، وتحضر حالياً لكتابة مسرحية وإخراج فيلم قصير، وفي هذا اللقاء مع «الاتحاد» تحدثت شذى سبت عن تجارب وجوانب عديدة من حياتها.
أحلامها مع الكبار
سألنا شذى عن الأسماء التي تتمنى أن تعمل معها في الدراما ولكن الحظ لم يحالفها بعد، قالت: «لديّ أحلام كثيرة، والحمد الله استطعت أن أحقق أغلبها، فمثلت مع الفنانة القديرة حياة الفهد والفنان القدير غانم الصالح والفنان علي المفيدي، والفنانة نشوى مصطفى وميس حمدان والكثير من النجوم من الخليج والوطن العربي.
.
ولا تزال أحلامي ومنها المشاركة بعمل مع الفنانة القديرة سعاد عبد الله، والفنانة القديرة هدى حسين، والفنان القدير عبد الحسين عبد الرضا، وكنت أتمنى أن أمثل مع الفنان القدير خالد النفيسي الله يرحمه والفنان القدير خالد العبيد».
وفي الختام كشفت شذى أنها حالياً تقوم بكتابة مسرحية للمشاركة في أحد المهرجانات، وستقوم بإخراجها أيضاً، كما تستعد لتصوير فيلم سينمائي قصير.
عدد اليوم
