الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عام دراسي جديد

10 سبتمبر 2015 21:38
بدأ العام الدراسي الجديد بأجندة جديدة تدعونا إلى العمل الدؤوب والمثابرة، فها هم أولياء الأمور استعدوا للعام الدراسي، فاستشعروا مسؤولياتهم، وجهزوا احتياجات الأبناء من الملابس والأدوات المدرسية. وفتحت المدارس أبوابها لتحضن أبناءنا في جو من الألفة والمحبة والمرح، وتعاونت جميع المؤسسات والهيئات على تأمين الأمن والسلامة داخل أسوار المدرسة وخارجها. فالمدرسة لم تعد مصدر العلم والمعرفة، بل هي المكان الذي تغرس فيه القيم والعادات النبيلة ؛ لتسمو فيها النفوس وترتاح القلوب. ما أحوجنا اليوم ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين إلى استثمار مدارسنا استثمارا تربويًّا يحصِّن أبناءنا بالوعي والمعرفة القيمة والمبادئ الإنسانية ضد التيارات الفكرية الهدامة والأحزاب والعصابات والجماعات المضلة والضالة التي اتخذت من الدين ستاراً لتنفيذ أجندات إجرامية لم ينزل الله بها من سلطان، وأصبح عندها قتل الأبرياء من السنن والأعراف، والتمثيل بالجثث من الشيم والخصال. جنودهم شباب في مقتبل العمر، يتم تجنيدهم بوسائل عدة وطرائق شتى، كان آخرها المنتديات الإلكترونية المتطرفة، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تدعوهم لمعصية أولي الأمر، والتبرؤ من الأهل، والتحريض على قتل كل من يخالفهم في الفكر والمذهب، فأي مصيبة بعد هذه المصيبة التي انحلت فيها الأخلاق، وهدمت فيها المروءة والكرامة الإنسانية؟ لكي نمضي بقوة وننجح في تحصين شبابنا من هؤلاء المجرمين علينا نحن –التربويين – أن نشحذ هممنا، ونشمر عن سواعدنا، فالتحديات كبيرة، وتتطلب منا خطوات إجرائية علاجية ووقائية. إن رسالة التعليم لا تقتصر على حصص دراسية يقضيها المعلم مع طلابه .. رسالة المعلم رسالة سامية هي رسالة الأنبياء والمرسلين؛ لأنها تهدف إلى نشر المحبة والرحمة والتسامح والخلق العظيم. فلتسع أخي المعلم إلى حمل هذه الرسالة بصدق وأمانة، وليكن هدفك بناء شخصية الطالب من الناحية الأخلاقية والوجدانية قبل الناحية المعرفية ، عزز ثقة الطالب بنفسه وبمجتمعه وقادته، واغرس فيهم حب الوطن والانتماء لهذه الأرض الطيبة التي أنبتتهم ورعتهم، وهي تحرص كل يوم على النهوض بهم ليكونوا في مصاف الدول المتحضرة . د. نجوى محمد الحوسني
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©