السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حروب الأزواج بعد الطلاق

حروب الأزواج بعد الطلاق
10 سبتمبر 2015 20:40
أبوظبي (الاتحاد) تظل «النفقة» أهم المشكلات التي تنشأ بين الزوجين بعد الطلاق، وهناك الكثير من الأزواج يستغلون «مبلغ النفقة» لمحاربة الزوجة بعد الطلاق والضغط عليها من أجل أن تحقق الأم طلبات الأب فيما يتعلق بالأبناء. وأشارت دراسة حديثة أصدرتها دائرة المحاكم في رأس الخيمة إلى أن هناك 84 شكوى من مطلقات العام الجاري بسبب النفقة، وهي أعلى النسب في قائمة المشاكل المؤدية إلى تدهور علاقة الأزواج والزوجات بعد الانفصال التي تستمر في كثير من الأحيان لوجود أطفال صغار، ويعمل قسم الإصلاح والتوجيه بمحاكم رأس الخيمة على حل هذه المشاكل عن طريق جلسات صلح وإرشاد تجمع بين الزوجين المتخاصمين، وإذا تعذر الصلح بينهما، فإنّ العديد من هذه القضايا يُحوَّل إلى القضاء. سوء حظ حكايات وقصص واقعية كثيرة تدور حول مشاكل النفقة تحدث في مجتمعنا، وتعانيها الكثير من الزوجات، فهذه «أسماء .ع» عانت الأمرين مع زوجها الذي عاشت معه سنوات على «الحلوة والمرة»، وكانت تقف معه وتساعده حتى من مالها في كل الأحوال والظروف، وعندما حدث خلاف بينهما طلقها ولسوء حظها أنها كتبت المنزل باسمه فطردها منه مع أبنائها وبعد فترة ليست بالطويلة تزوج امرأة أخرى، فوجدت المسكن الجاهز الجميل دون تعب أو عناء، فيما ظلت أسماء تعاني جراء هذا الظلم الصريح والمؤلم. تقول أسماء: «وصل الأمر بي إلى طلب النفقة من زوجي، وبالفعل بعد جهد حكمت المحكمة بإلزام زوجي بدفع نفقة لي ولأبنائي، ولكنه غير ملتزم، حيث تصلني النفقة شهراً وتغيب لأشهر عدة ورغم مصاريف ومتطلبات أبنائي الكثيرة، فإنني صابرة على زوجي السابق». هروب متعمد «خولة. ي»، عانت مشكلة النفقة، فقد كان زوجها يعاملها مع أبنائها معاملة سيئة تصل إلى حد الضرب، وحين أصبحت الحياة لا تطاق معه، طلبت الطلاق ورغم رفضه فقد لجأت إلى المحكمة، وبالفعل أخذت حقها منه بالطلاق والنفقة، ومنذ إقرار المحكمة لها بالنفقة وحتى سنتين لم تحصل على درهم واحد منه، مدعياً أن لها دخلاً ثابتاً وبإمكانها أن تربي أبناءها، مما دفعها إلى اللجوء مرة أخرى إلى المحكمة لتنفيذ الحكم بشكل صارم. وقالت «عواطف. أ»، وهي مطلقة وأم لثلاثة أطفال: بعض النساء قد لا تطالب الرجل بالنفقة مخافة أن يحرمها من حضانة أطفالها، وهذا الأمر بالطبع مؤلم لأي، أم فهي تريد المحافظة على أولادها وتخشى ألا يجدوا عند أبيهم الاهتمام الكبير في ظل انشغال الكثير من الآباء في أعمالهم في بعض الأحيان. أما بدر الشامسي، فيرى أنه من العيب أن يتقاعس الرجل عن الإنفاق على زوجته وأبنائه، متسائلاً: «كيف يمكن لرجل عاقل، أن يهمل أقرب الناس إليه وهو المسؤول الأول عنهم؟». مصدر الدخل ويشير خليفة المحرزي رئيس المجلس الاستشاري الأسري إلى أن قضايا النفقة، خصوصاً على الأبناء تمثل أحد أهم القضايا التي تشغل المحاكم والقضاة، خصوصاً إذا تمت المماطلة من قبل الأزواج، التي قد تصل إلى حد الظاهرة في هذه القضية. ويقول: من يدفع الثمن في هذا الشأن هم الأبناء، خصوصاً إذا تم استخدامهم من قبل أحد الزوجين كوسيلة ضغط على الطرف الآخر دون مراعاة الوضع النفسي والاجتماعي لديهم، لافتاً إلى أن افتقاد الأسرة مصدر الدخل يؤدي إلى مشاكل اجتماعية كبيرة، يتضرَّر منها سائر المجتمع، حيث تُصاب الزوجة بأمراض نفسية وجسدية كبيرة، نتيجة قلقها من عدم توفير احتياجات الأسرة، مبيناً أنَّ «تَحمُّلها هذا الدَّور الكبير إذا كانت امرأة عاملة، يؤدِّي إلى إهمال دورها الأساسي في رعاية أبنائها وأسرتها». الأطفال رهائن دائماً بين الزوجين المنفصلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©