أمجد الحياري:
تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وتتويجاً لاحتفالات الدولة بعيدها الوطني الخامس والثلاثين، تنطلق مساء اليوم فعاليات ''مهرجان أبوظبي الدولي الأول للؤلؤ'' والذي يستمر حتى السابع والعشرين من يناير المقبل، بتنظيم من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث والمتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، ومتحف البحرين الوطني ومختبر اللؤلؤ في مملكة البحرين، ومتحف سلطنة عُمان·
وستبدأ فعاليات انطلاق المهرجان في المجمع الثقافي في أبوظبي اليوم بافتتاح رسمي للمعرض الخليجي للؤلؤ الطبيعي، والمعرض الدولي للؤلؤ والذي ينظم بالتعاون مع المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، حيث سيتم عرض مجموعة كبيرة من اللآلئ التي تروي السيرة الطبيعية والتاريخية والأدبية والفنية للؤلؤ، فضلاً عن قيمتها المادية والمعنوية من خلال 900 عمل فني بديع وساحر مشغول باللؤلؤ تعرض لأكثر من ''مليون'' حبة لؤلؤ مختلفة الأشكال والألوان والأحجام، ومن مناطق مختلفة من الكرة الأرضية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، فيما يضم المعرض آثاراً وجدتها البعثات الأثرية في منطقة الخليج العربي تدل على قيمة اللؤلؤ ومكانته، ونقوداً معدنية تحمل صور ملوك تقلدوا اللؤلؤ قبل سنين طويلة خلت·
وأكد معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أهمية الحدث الذي تنظمه ''الهيئة'' باعتباره الأول من نوعه على مستوى المنطقة والعالم، مُشيراً إلى أن المهرجان يعتبر حدثاً متعدد الجوانب والاهتمامات، حيث إنه يمزج التراث بالعلم والفن والأدب والتاريخ، وهو مكرس لإعادة إحياء تراث الآباء والأجداد وخدمة التواصل والتعاون الثقافي بين الأمم والشعوب· فاللؤلؤ، الذي يعتبر التاريخ الطبيعي المُبهر لأكثر المجوهرات الثمينة في العالم ، قد استحوذ عبر التاريخ والثقافات المختلفة على مخيلة الملوك والشعراء والعلماء وعشاق الجمال والطبيعة ·
وقال معاليه في تصريح لـ ''الاتحاد'' إن تنظيم المهرجان يأتي في إطار احتفاء هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالمسيرة الاتحادية الناجحة للدولة، والتي ترسخت خلال العقود الماضية وعمّ خيرُها أرجاء الإمارات كافة، مُحققة إنجازات تنموية شملت مختلف نواحي الحياة، حتى تبوأت الدولة اليوم مكانة مرموقة بين الأمم، بما انتهجته من سياسات حكيمة متوازنة، وبما أنجزته من نهضة وتقدم على كافة الصعد· ومن هنا يسعى مهرجان أبوظبي الدولي للؤلؤ للمساهمة في خطط صون التراث العريق للدولة، بالتوازي مع ما تشهده من إنجازات حضارية متميزة، عملاً بمقولة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه (من لا ماضي له ·· ليس له حاضر ) ·
ومن جهته أكد سعادة محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أن اللؤلؤ في الماضي كان جزءاً من المجتمع الخليجي لآلاف السنين، وكان يلقى تثميناً وتقديراً في مختلف ثقافات العالم، ولم يحظَ حجر كريم بأهمية تاريخية كالتي حظي بها هذا الكنز النادر في الطبيعة· ولذلك فإنه من أولى غايات تنظيم المعرض الدولي للؤلؤ والمعرض الخليجي للؤلؤ الطبيعي هو إبراز أبوظبي كعاصمة عالمية وتاريخية للؤلؤ الطبيعي، والحفاظ على تراث اللؤلؤ الطبيعي وإعادة إحياء أحد أهم ركائز التراث الإماراتي الموغل في القدم وإعادة ذكريات الآباء والأجداد، فضلاً عن المساهمة في الحفاظ على تاريخ المنطقة وأصالته وصونه للأجيال المقبلة، وإعادة الحياة لثقافة اللؤلؤ في سواحل الخليج العربي التي تعتبر البيئة الأفضل لإنتاج أجود اللآلئ الطبيعية في العالم ·
وبين المزروعي أن الحدث يمنح سكان العاصمة أبوظبي أسابيع من الإثراء الثقافي والمتعة التعليمية، ويخلق جواً من البهجة والإثارة في كل أنحاء المدينة، كما يعطي حافزاً إضافياً لزيارة أبوظبي من أجل مشاهدة المعرض والفعاليات الثقافية المرافقة، فضلاً عن أنه يطوّر علاقة عمل مع (المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي) أحد أرقى متاحف التاريخ الطبيعي في العالم ومئات العلماء الباحثين لديه، والذين يملكون أساساً معرفياً واسعاً في أبرز المعاهد الثقافية حول العالم·
وأكد أن مهرجان اللؤلؤ الطبيعي الدولي في أبوظبي هو حدث مهم لاطلاع الأجيال الجديدة في المنطقة على تجارة اللؤلؤ القديمة، وعلى الحياة والثقافة التي كانت سائدة في هذه المنطقة في مجال أوسع، وأن استضافة هذا الحدث رفيع المستوى سيجتذب شخصيات عالمية لأبوظبي، وسيرفع اندماج المعرض مع الأحداث الثقافية الأخرى من مكانة أبوظبي كمركز للثقافة والفنون والسياحة على الصعيدين الإقليمي والعالمي·
عدد اليوم
