حقق الثوار الليبيون انتصارا جديدا على الارض امس بنجاحهم في دخول مدينة بني وليد قبل ان ينسحبوا منها “تكتيكيا”، والتقدم في مدينة سرت التي سيطروا على مطارها، وخاضوا معارك عنيفة للسيطرة على هذين المعقلين الأخيرين للعقيد الهارب معمر القذافي.
واكد المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود شمام ان الثوار دخلوا بني وليد جنوب شرق طرابلس، معربا عن الامل في حسم الموقف خلال ساعات. كما اشار إلى السيطرة على نصف سرت تقريبا وتوقع انجاز السيطرة الكاملة على المدينة قريبا.
ودارت معارك عنيفة بعد الظهر في منطقة السوق قرب بني وليد استخدمت فيها الصواريخ، وقال مقاتل من الثوار “ان انصار القذافي يتحصنون في حي واحد هو حي الديوان”. وذكر شهود عيان ان 10 سيارات اسعاف نقلت 15 جريحا من الثوار.
وقال الثوار في وقت سابق انهم سيطروا على واد يؤدي الى قلب بلدة بني وليد وانتزعوه من قوات القذافي. وقال المقاتل طلال فرنان “طهرنا الوادي المؤدي الى قلب المدينة”. وشاهد مراسل رويترز المقاتلين الليبيين وهم يتقدمون تحت نيران قذائف المورتر والصواريخ والقناصة من منزل الى منزل ويحتمون بالحيطان من الشظايا والطلقات في بني وليد. واضاف “ان الثوار انسحبوا لاحقا من المدينة تحت قصف صاروخي كثيف”، لكن الثوار اكدوا ان الانسحاب تكتيكي.
ودارت معارك طاحنة ايضا بالاسلحة الثقيلة حول مطار سرت شاركت فيها عشرات سيارات البيك آب المدججة بالسلاح وثلاث دبابات من تعزيزات الثوار التي أتت من الغرب. وقال ابراهيم صويب احد الثوار انهم باتوا يسيطرون حتى الآن على نصف سرت والنصف الثاني قريب”.
وقال عبد الباسط جبري العضو في فرقة للمجلس الوطني الانتقالي “ان الثوار تقدموا في سرت لتقدير حجم انصار القذافي الذين استخدموا أسلحة ثقيلة تفوق ما استخدموه حتى الآن”. وتحدث المجلس الانتقالي في وقت سابق عن مقتل 12 من الثوار وجرح 59 في معركة سرت حتى الآن.
وافاد مجلس مصراتة العسكري ان مقاتليه شنوا هجوما على سرت من ثلاث جبهات، وباتوا يسيطرون على مداخل المدينة واخذوا يمشطونها بحثا عن عناصر القذافي.
وذكرت قناة تلفزيون “ليبيا الحرة” في تقرير أن الثوار اعتقلوا اثنين من مقاتلي القذافي، واضافت أن المعتصم نجل القذافي لا يزال بداخل سرت. وذكر مصدر ليبي مسؤول أن موسى إبراهيم الناطق الرسمي باسم القذافي قد لقي حتفه في اشتباك في منطقة الجيزة 3 في سرت.
وكان الثوار قد دعوا سكان سرت وبني وليد إلى إلقاء السلاح وتسليم المدينتين بشكل سلمي لكن هذه المبادرة لم تسفر عن نتيجة. وقال احد القادة العسكريين للثوار الليبيين عند نقطة التموين الساحلية في قصور حسن (غرب سرت) “الهدف اليوم هو تحرير سرت.. نحن نعد اسلحتنا، وهناك قوات موالية للقذافي مختبئة في وادي جرف”.
واشار فرح عبد الكافي وهو مقاتل دخل سرت الى وجود قناصة موالين للقذافي متمركزين على اسطح مباني المدينة، الا انه قلل من حجم المعارضة التي اعتبر انها ليست بالقوة المتوقعة. وأعلن أن المعارك أسفرت عن مقتل العديد من المقاتلين الموالين للقذافي. وقال المجلس العسكري لمصراتة ان الثوار بلغوا وسط المدينة وهم الآن يسيطرون على مداخلها ويقومون بعمليات تمشيط للقضاء على مقاتلي القذافي.
إلى ذلك، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) اندرس فوج راسموسن امس إن الحلف اقترب جدا من وضع نهاية لعملياته العسكرية في ليبيا. واضاف في تصريحات لوكالة الانباء الألمانية من مقر الحلف في بروكسل “أعتقد أننا في المرحلة الاخيرة جدا من العملية”.
لكن راسموسن حذر من أنه طالما ظلت هناك جيوب للمقاومة، والموالون للقذافي ومازال لديهم تواجد عسكري سيكون على الحلف أن يواصل العمليات”. وقال “اعتقد أن عملية ليبيا يمكن أن تكون نموذجا”. وأكد أنه ليس هناك موعد أقصى محدد لإنهاء عمليات الناتو حيث التفويض الحالي ينتهي في 27 سبتمبر، وقال “إذا كان من الضروري فنحن مستعدون للتمديد لفترة جديدة لكن بإمكاننا أن ننهي عملياتنا على أية حال بمجرد أن يسمح الموقف بذلك”.
عدد اليوم
