الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بوادر فتنة طائفية في العراق بسبب «جريمة النخيب»

بوادر فتنة طائفية في العراق بسبب «جريمة النخيب»
17 سبتمبر 2011 00:59
أعلنت مصادر أمنية عراقية أمس مقتل 5 أشخاص وجرح 10 آخرين الليلة قبل الماضية بهجمات مسلحين وتفجيرات في العراق، حيث ظهرت بوادر فتنة طائفية جديدة غداة اعتقال 8 من السنة بتهمة قتل 22 رجلاً شيعياً. وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن شرطيين قُتلا وأُصيب آخران بجروح جراء إطلاق مسلحين نيران أسلحة مكتومة الصوت على دورية للشرطة في حي الدورة جنوب بغداد، حيث عثرت قوات الأمن العراقية على جثتي إيرانيين مقتولين بالرصاص. وقالت الشرطة العراقية إن سيارتين مفخختين انفجرتا في بلدة جبلة على بعد 65 كيلومترا جنوب بغداد، مما أسفر عن إصابة 10 مدنيين بجروح وإلحاق أضرار بعدد من المحال التجارية والسيارات. وذكر مصدر في شرطة محافظة نينوى شمالي العراق أن سيارتين مفخختين انفجرتا لدى مرور دورية شرطة وسط الموصل عاصمة المحافظة، ما أسفر عن إصابة 9 رجال شرطة بجروح. كما جُرِح جندي بانفجار عبوة ناسفة تحت دورية للجيش العراقي، وتم العثور على جثة رجل مقتول بالرصاص في المدينة ذاتها. في غضون ذلك، صرح مسؤول عراقي بأن وحدة من قوات النخبة في شرطة محافظة كربلاء جنوبي العراق، تمكنت بالتعاون مع قيادة عمليات محافظة الأنبار غربي العراق أمس الأول، من اعتقال 8 أشخاص متورطين في اعتراض حافلة كانت تقل زواراً شيعة متجهين من كربلاء إلى سوريا مساء الاثنين الماضي قتل 22 رجلا بعد فصلهم عن النساء والأطفال في صحراء النخيب بالمحافظة. وقال نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء نصيف جاسم، في تصريح صحفي، “إن المعتقلين الثمانية هم الآن رهن التحقيق في مدينة كربلاء لمعرفة خفايا هذه الجريمة والجهات التي تقف وراءها”. وأوضح أنه تم اعتقالهم في مدينة الرطبة بالأنبار. وقد تم نقل المعتقلين إلى كربلاء، حيث قام رجال الشرطة باستعراضهم في الشوارع وسط إطلاق نار كثيف احتفالاً بإلقاء القبض عليهم، ما أثار حفيظة أهالي الأنبار. وتظاهر آلاف العراقيين السنة بعد صلاة الجمعة في عدد من مدن الأنبار، مطالبين الحكومة العراقية بإطلاق سراح المعتقلين. وذكرت مصادر في الشرطة العراقية أن المتظاهرين خرجوا في الرمادي عاصمة المحافظة والرطبة والفلوجة والقائم، مؤكدين أن قوات عسكرية قدمة من كربلاء اقتحمت الرطبة واعتقلتهم من دون أوامر قضائية. وهدد المتظاهرون بقطع الطريق البري الدولي الرابط بين العراق وكل من سوريا والاردن في حال استمر احتجاز المعتقلين، وطالبوا الحكومة العراقية بنقلهم الى بغداد للتحقيق معهم فيها، وليس في كربلاء وإحالة مجلس محافظة كربلاء للقضاء. ??وحمل المتظاهرون في الرطبة صور المعتقلين، متهمين الحكومة بالضعف والترهل والانصياع للميليشيات والأحزاب الطائفية. وصرح زعيم “صحوة العراق” الشيخ أحمد أبوريشة بأن العملية غير قانونية وتعتبر “اختطافاً”، فيما أمهل سلطات كربلاء 42 ساعة لتسليم “المختطفين”. وذكر مصدر في قيادة عمليات الأنبار، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن المعتقلين نقلوا فعلاً إلى بغداد تنفيذاً لأمر من رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي. وأضاف أن من بينهم إمام وخطيب جامع الرطبة الكبير الشيخ عبدالعليم الكبيسي. من جانبه، قال مسؤول في مجلس محافظة الأنبار “إن عشرين شخصاً بينهم عالما دين اعتقلوا في الرطبة على أيدي شرطة كربلاء ولا يزالون معتقلين”. وأقيمت صلاة الغائب على أرواح ضحايا النخيب في مساجد الرطبة والرمادي والفلوجة عقب صلاة الجمعة، وشارك فيها عدد من المسؤولين وأعضاء مجالس المدن وشيوخ الأنبار. وقال عضو “مجلس علماء الأنبار” وإمام وخطيب جامع الرمادي الكبير الشيخ عبد الله الدليمي، خلال خطبة صلاة الجمعة، “إن أهالي الأنبار يدينون عملية النخيب، ونحن ندعو إلى القصاص من القتلة، وعدم خلط الأوراق، وعدم السماح لمثيري الفتن بالتلاعب بمشعر العراقيين”. وأكد “ضرورة إطلاق سراح المختطفين من الأنبار”، مطالبا “رجال الدين وشيوخ العشائر في كربلاء بالعمل على ذلك”. وفي ضوء تداعيات جريمة النخيب، ناشد نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك العراقيين “التحلي بالروح الوطنية، وعدم الانجرار وراء التقولات التي تهدف الى زعزعة الامن والاستقرار وهدم الوحدة الوطنية بين ابناء المحافظات العراقية”. وقال خلال مكالمة هاتفية تلقاها من المالكي “إن الارهاب لايستثني أحداً، وإن المغدورين من أبناء محافظتي الأنبار وكربلاء، وقد حزن عليهم ابن البصرة والموصل مثلما تأسف عليهم ابن الناصرية وصلاح الدين وجميع المحافظات العراقية الاخرى”. وذكر بيان رسمي في بغداد تطابقت وجهتي نظر المطلك والمالكي تطابقتا بشأن “وقف الحملات الإعلامية والتراشقات الخطابية وتبادل الاتهامات بين هذا الطرف أو ذاك من أجل تفويت الفرصة على الارهابيين من تحقيق مأربهم الدنيئة”. وأوضح أنهما شددا على “عدم السماح لاي طرف كان بخرق القانون وزعزعة الأمن وبث الفرقة بين أبناء البلد الواحد”، وعلى أن العراقيين “أوعى من ان ينساقوا خلف الفتن والمؤمرات التي تهدف إلى تبديد احلامهم في بناء عراق حر ديمقراطي مستقر موحد”.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©