الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحميد».. المستحق للثناء في ذاته وصفاته وشرعه

«الحميد».. المستحق للثناء في ذاته وصفاته وشرعه
12 سبتمبر 2013 21:27
أحمد محمد (القاهرة) - الحميد هو المستحق للحمد والثناء، والله تعالى هو الحميد، بحمده نفسه أزلا، وبحمد عباده له أبداً، الذي يوفق بالخيرات ويحمد عليها، ويمحو السيئات، و«الحميد» من أسماء الله الحسنى مأخوذ من الحمد، وحقيقة الحمد هو وصف المحمود بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم، لأنه لو لم يكن مع المحبة والتعظيم فإنه حينئذ يكون نفاقاً وتزلفا. كتاب الله وقد تكرر ورود هذا الاسم في القرآن الكريم سبع عشرة مرة، منها قوله تعالى: (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ )، «سورة إبراهيم: الآية 1»، وقوله: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ)، «سورة الحج: الآية، 24»، وقوله تعالى: (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)، «سورة الحج: الآية، 64»، وقوله تعالى: (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)، «سورة لقمان: الآية 26»، وقوله سبحانه: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)، «سورة سبأ: الآية 6»، وقوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)، «سورة فاطر: الآية، 15». وقال الإمام ابن القيم رحمه الله إن معنى الحميد هو الذي له من الصفات وأسباب الحمد ما يقتضي أن يكون محموداً وإن لم يحمده غيره، فهو حميد في نفسه، الحمد كله لله رب العالمين، فإنه المحمود على ما خلق، وعلى ما أمر به، وما نهى عنه، فهو المحمود أيضا على طاعات العباد ومعاصيهم. السراء والضراء والله عز وجل هو الحميد الذي يحمده عباده الموحدون لأنهم يعلمون أن الله خلق الدنيا للابتلاء وخلق الآخرة للجزاء، فهم يحمدونه على السراء والضراء ويوحدونه في العبادة والاستعانة والدعاء، حتى يكرمهم بجنته عند اللقاء، فإن ابتلاهم صبروا، وإن أنعم عليهم شكروا، ولذلك قال تعالى في وصفهم: (... وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ...)، «سورة الأعراف: الآية 43»، وقال أيضاً: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ)، «سورة فاطر: الآية 34». فالحميد هو المحمود عند خلقه بما أولاهم من نعمه، وبسط لهم من فضله، وهو الذي استوجب عليهم الحمد بصنائعه الحميدة إليهم، وآلائه الجميلة لديهم، وكما يقول ابن كثير رحمه الله، هو المحمود في جميع أفعاله وأقواله وشرعه وقدره لا إله إلا هو ولا رب سواه. وقال عبدالرحمن السعدي رحمه الله في التفسير، الحميد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فله من الأسماء أحسنها، ومن الصفات أكملها وأحسنها، فإن أفعاله تعالى دائرة بين الفضل والعدل، وقال في كتابه الحق الواضح المبين، إن الله سبحانه وتعالى حميد، وإن جميع المخلوقات ناطقة بحمده، يحمد على ما له من الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العلى، والمحامد والنعوت الجليلة الجميلة، فله كل صفة كمال، فكل صفة من صفاته يستحق عليها الحمد والثناء، فكيف بجميع الأوصاف المقدسة، فله الحمد لذاته وله الحمد لصفاته وله الحمد لأفعاله لأنها دائرة بين أفعال الفضل والإحسان، وبين العدل والحكمة التي يستحق عليها كمال الحمد، وله الحمد على خلقه وعلى شرعه، وعلى أحكامه القدرية والشرعية، وأحكام الجزاء في الأولى والآخرة، وتفاصيل حمده وما يحمد عليه لا تحيط بها الأفكار ولا تحصيها الأقلام. وقال بعض العلماء إن الله جل جلاله المحمود وحميد، محمود على ما خلق وشرع، خلق الإنسان وخلق له زوجة وأولاداً، شمساً وقمراً، ليلاً ونهاراً، نجوماً وأطياراً وأسماكاً، سماء زرقاء، أرضاً خضراء، بحاراً وبحيرات، مياها عذبة، أنهاراً وينابيع، ويحمد الله على ما خلق. الملائكة الأخيار وهو المحمود على وجود الأبرار والفجار، والملائكة الأخيار، والمحمود على إرسال الرسل، ووجود أعدائهم وعلى فضله وإنعامه ومحمود على عدله في أعداء الحق، وعلى فضله وإنعامه على أوليائه، كل ذرة من ذرات الكون شاهدة بحمده، ولهذا: «تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده». والله حميد يحمده عباده الموحدون لأنهم يعلمون أن الله خلق الدنيا للابتلاء، وخلق الآخرة للجزاء، يحمدونه على السراء والضراء، والحمد من أوله إلى آخره مستحق لربنا جل جلاله، كما قال عز وجل: (الحمد لله رب العالمين)، فهو حميد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، وفي كل شأن من شؤونه، فله الحمد على كل حال، وفي كل زمان وفي كل مكان، وفي الشدة وفي الرخاء، في العسر واليسر، وفيما نحب وفيما نكره، لأنه المستحق لذلك جميعاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©