وام - حمدان الذهب:
إن ما نشاهده اليوم على الساحة العالمية من حروب وصراعات وإرهاب وجرائم كانت له تداعياته الخطيرة على الأمن والسلم الدوليين، خصوصا أن دول العالم أصبحت أقرب مما نتصور لبعضها، وأسرع مما نتخيل في ذوبان حدودها أمام تصدير التهديدات وعدم الاستقرار؛ لذا فإن ذلك يضعنا أمام تحديات أصعب ومسؤوليات أكبر لمواجهة كل ما يهدد استقرار وأمن دولتنا، والإخلاص في أداء واجباتنا ومهامنا لتحقيق استقرار الدولة والحفاظ على أمن المجتمع ودعم الأمان لأفراده، تحت مظلة القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات ''حفظهم الله''، ودعمهم اللامحدود لمسيرة العمل الأمني في مختلف المواقع والمجالات·
وأكد تقرير لوزارة الداخلية أصدرته بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الاتحاد إن الوزارة تبذل جهدا بجميع قطاعاتها وأجهزتها المتنوعة ورجالها للنهوض بمسؤولياتها والاضطلاع بمهامها في شتى مجالات العمل الشرطي وتحفيز المشاركة المجتمعية لتحقيق التواصل المتكامل بين رجال الشرطة وأفراد المجتمع بكل فئاته في الحفاظ على ما تحقق من إنجازات تنموية في الدولة، تحت مظلة أمنية تستند على سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان·
فالأمن مسؤولية الجميع تطبيقا لمفاهيم الشرطة المجتمعية، مما يستوجب على كل فرد ألا يتوانى في تقديم المساندة الأمنية لرجال الشرطة في أعمالهم·
وتستند وزارة الداخلية في أداء مهامها بمختلف مجالاتها على اتباع أحدث الأساليب وفقا لمنهجية علمية مخططة تخطيطا سليما باستقراء الماضي لاستشراف المستقبل وبناء سياسات ونظم تطويرية تقوم مسار العمل الأمني في الاتجاه الإيجابي لتحقيق الجودة في الأداء وتعظيم الإنتاجية في العمل الشرطي· إن وزارة الداخلية بكافة قطاعاتها وأجهزتها المختلفة تسعى عاما بعد عام إلى تعزيز قدراتها والارتقاء بمستوى أدائها في مختلف مجالات عملها؛ لتحسين الخدمات الجماهيرية التي تقدمها لمختلف فئات أفراد المجتمع وتفعيل الدور الهام الملقى على عاتقها في الحفاظ على الأمن لدعم المسيرة التنموية التي تشهدها الدولة في مختلف مناحي الأنشطة المجتمعية·
وتعتمد الوزارة الأسلوب التخطيطي كمرتكز أساسي في جميع الأعمال وعلى مختلف المستويات باعتماد استراتيجية الأمن الداخلي وتحديد أهداف العمل الشرطي في كافة المجالات والمتابعة المستمرة لخطط العمل والأداء خلال العام وعرض الإنجازات التي تتحقق بكل شفافية من خلال التقارير الدورية الراصدة للأداء في مختلف مجالات العمل بدقة وتوثيقها كمرجع يمكن الاستناد عليه، والرجوع إليها في تقويم مسار القرار لتحقيق الانطلاقة التطويرية للعمل الشرطي· ويضطلع قطاع الأمن بالعديد من المهام والأعباء والأعمال الأمنية التي ينهض بها من خلال الأجهزة الشرطية المختلفة التي تنضوي تحت مظلته وتتولى المسؤوليات الأمنية بصورة مباشرة أو غير مباشرة في مختلف مجالات العمل الشرطي، دعما لرسالة وزارة الداخلية في الحفاظ على أمن المجتمع وتوفير الأمان لأفراده·
ويتبلور الأداء في هذا القطاع الهام من قطاعات وزارة الداخلية من حصر الإنجازات في مجالاته المتنوعة على النحو التالي:
مجال الأمن الجنائي
الوقاية من الجريمة: في إطار المهام والأعمال التي تتخذ في مجال الأمن الجنائي لمواجهة السلوكيات التي يمكن أن تشكل جرائم وتقويمها لوقاية المجتمع من الجرائم المحتمل وقوعها وآثارها السلبية·
فقد تم خلال العام 2005م اقتراح استحداث وحدات أمنية جديدة وتصميم هياكل تنظيمية لمواجهة كل من الجرائم الاقتصادية وجرائم تقنية المعلومات لمواكبة المستجدات على الساحة الأمنية من الجرائم المستحدثة، واستحداث إدارة الأسلحة والمتفجرات، ونشر الحوادث الأمنية إلكترونيا على الجهات الأمنية المختصة، وتداول المعلومات وتبادل الأساليب الإجرامية الحديثة، وتوحيد الإجراءات بين الجهات المختصة والعاملة بذات المجال، وإنشاء غرفة المعلومات والأدلة الجنائية وتجهيزها بالأنظمة والمعدات الحديثة، وإرسال واستقبال البصمات آليا مع القيادة العامة للقوات المسلحة والإدارة العامة للأمن الجنائي بالوزارة، وتشغيل نظام تراخيص الأسلحة بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، وتوريد معاملات البصمات إلكترونيا، واعتماد نظام الأرشيف الإلكتروني في العمل·
المرور والترخيص
تعمل وحدات المرور والترخيص على مستوى الدولة للحفاظ على السلامة العامة على الطرق وضبط الحركة المرورية في إطار القوانين والتشريعات المعمول بها·
و تركزت إنجازات إدارة المرور بالوزارة على تنفيذ ومتابعة الأنشطة والمشاريع العديدة على مستوى الدولة، منها إنشاء محطات الأوزان المحورية، ومشروع القانون الجديد بشأن ذلك، وإنشاء محطات الفحص الفني للمركبات، وربط جميع إدارات المرور والترخيص بالدولة بشبكة موحدة للحاسب الآلي، وتفعيل نظام تسديد القيود عن المخالفات المرورية ما بين إدارات المرور بالدولة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي·
المنشآت الإصلاحية
المنشآت الإصلاحية والعقابية: شاركت الإدارة العامة خلال العام 2005م في العديد من الاجتماعات والمؤتمرات والمناسبات المرتبطة بهذا المجال، وتمثلت مشاركتها الفعالة على مختلف الأصعدة في المؤتمر السنوي السابع لمنظمة الإصلاح العالمي ومنظمات السجون بمدينة أدنبره في اسكتلندا تحت شعار ''التدخل الفاعل''· وعلى مستوى الإدارات الإقليمية للمنشآت الإصلاحية والعقابية، تم في معظمها تطبيق نظام المنشآت الإصلاحية والعقابية تحت التنفيذ، لإدخال بيانات النزلاء من المحكومين والموقوفين، كما تم ربط البريد الإلكتروني بالمحاكم والنيابات والعمل بنظام أرشفة الملفات الإلكتروني وتكثيف برامج إعادة التأهيل والتدريب للنزلاء·
قوات الأمن الخاصة
و تنفيذا للمهام والواجبات الرئيسية للعمل في مجال قوات الأمن الخاصة خلال العام 2005م بشأن المراقبة المستمرة لحدود الدولة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المختلفة لمنع جرائم التهريب ومكافحة التسلل تم تسيير العديد من الدوريات أسفرعملها عن إلقاء القبض على 368 متسللا من مختلف الجنسيات، وكذا استلام 667 متسللا و 4 مخالفين من حرس الحدود بالقوات المسلحة·
968 ساعة تدريبية
وعلى مسار التنمية البشرية المستدامة وإعداد القوات بصورة مستمرة لتأكيد جاهزيتها واستعدادها لأداء العمليات الشرطية بكفاءة عالية تم تنفيذ 968 ساعة تدريبية موزعة على 200 يوم تدريبي خلال العام 2005م، تركزعلى مجالات مكافحة الإرهاب وفض الشغب وعمليات الأمن الداخلي والأسلحة والرماية والمشاة واللياقة البدنية·
طيران الشرطة
مجال طيران الشرطة: قامت قيادة طيران الشرطة خلال عام 2005م بتنفيذ 234 مهمة طيران استغرقت 243:45 ساعة طيران، تم خلالها نقل 311 راكبا، منهم 15 شخصا ما بين مصاب ومريض إلى مستشفيات الدولة·
الاتصالات: تطويرا لنظام الاتصالات بالأجهزة الشرطية تم خلال العام 2005م توريد وتركيب وتشغيل محطة لاسلكية قاعدية بمركز الدفاع المدني بالصجعة في الشارقة، وكذا توريد وتركيب 6 بدالات رقمية حديثة بعدة إدارات بالدولة·
التنمية المستمرة
وتم تنفيذ خطة التدريب السنوية المعتمدة خلال العام 2005م لتحقيق التنمية المستمرة لمنتسبي الوزارة نوعيا، والارتقاء بمستوى الأداء في شتى مجالات العمل الشرطي، وقد بلغ إجمالي من تم تدريبهم 6315 عنصرا من منتسبي جهاز الشرطة بمختلف التخصصات ومجالات العمل من جميع وحدات الوزارة، وذلك بانخفاض قدره 439 متدربا عمن تم تدريبهم من جميع الوحدات خلال العام السابق 2004م·
إدارة العمليات
العمليات: قامت إدارة العمليات المركزية بالوزارة بمتابعة المواقف والحوادث الأمنية الهامة التي وقعت في مختلف أنحاء الدولة، ورفع تقارير دورية بها للسلطات العليا بالوزارة، كما تم إعداد الخطة الوقائية من أنفلونزا الطيور 2005 واعتمادها من قبل سمو وزير الداخلية وتوزيعها على وحدات الوزارة، وإعداد تقرير عن المرحلة الثانية من الخطة الثلاثية للوزارة لتنفيذ الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب وتفعيل برنامج خدمة الرسائل النصية القصيرة للإبلاغ عن الحوادث الهامة·
الإدارة والتخطيط
يتبلور الأداء في قطاع الإدارة والتخطيط من محصلة أداء جميع وحداته العاملة في مجالات متنوعة، وتنهض بمهام ومسؤوليات التنمية البشرية والإدارية على مختلف مستويات العمل بالوزارة، وتلبية متطلبات جميع وحداتها من العناصر البشرية والإمكانات المادية والأجهزة·
وتتبلور الإنجازات على هذا المسار خلال العام 2005م من المهام والأعمال التي تنهض بها إدارة التخطيط المركزية بالوزارة من بناء النظم وإعداد السياسات التطويرية لدعائم العمل البشرية والمادية والنظم الإجرائية والبيانات والمالية، وإعداد التقاريرالدورية بمختلف أنواعها ومستوياتها، ودراسة الموضوعات بأسلوب منهجي، ورفع المقترحات والرؤى تجاهها، وتركز هذه الإنجازات على دارسة تطوير النظام المالي بالوزارة وتطبيق موازنة البرامج والأداء وبناء هيكل برامج الوزارة·
التأهيل والتدريب للعنصر البشري: يجري العمل على هذا المسار لتنمية العنصر البشري بالوزارة، باعتباره من أهم العناصر الفاعلة في الأداء الشرطي، والتي يستند عليها العمل في تحقيق جودته، حيث تم خلال عام 2005م تخريج 354 ضابطا من كلية الشرطة وانخرطوا في سلك العمل الشرطي بعد إعدادهم وتأهيلهم علميا وعمليا·
وبالنسبة لصف الضباط والأفراد تم تخرج 878 صف ضابط وفردا من الشرطة المستجدين بمدرسة الشرطة بالشارقة·
وعلى مستوى القيادة العامة لشرطة أبوظبي بلغ عدد الخريجين خلال العام 2005م الحاصلين على درجة الماجستير والدكتوراه من داخل الدولة وخارجها 23 ضابطا، كما تم إيفاد 14 ضابطا خارج الدولة للحصول على درجة الماجستير والدكتوراه، وإيفاد 78 رقيبا دارسا للحصول على درجة البكالوريوس في مختلف التخصصات وتعيين 45 رقيبا دارسا وتنسيبهم إلى جامعات داخل الدولة·
وقد بلغ عدد الضباط الذين تم تدريبهم خلال العام 1565 ضابطا من مختلف الرتب والمستوى التنظيمي ومجالات العمل والتخصص، كما بلغ عدد صف الضباط والأفراد الذين تم تدريبهم 4737 متدربا·
وتم إنجاز العديد من الأعمال والمهام في مجال الشؤون الإدارية والمالية عام ،2005 وفقا للاختصاصات التي تنهض بها على مساري الموارد البشرية والإمكانات والتجهيزات المادية من أجل توفير المتطلبات اللازمة لأداء العمل في كافة وحدات الوزارة بأعلى قدر من الكفاءة والجودة، للارتقاء بمستوى أداء العمل في إدارة الموارد البشرية بالوزارة والانتقال إلى مرحلة العمل الإلكتروني·
نظم المعلومات
نظم المعلومات: وتم خلال العام 2005م التعامل مع العديد من أنظمة المعلومات بالتطوير والتحديث والبرمجة لبناء أنظمة معلوماتية موحدة مركزية تخدم جميع وحدات الوزارة، وقد شمل ذلك 11 نظاما معلوماتيا· وقد بلغ عدد مراجعي مجمع عيادات الشرطة بالقيادة العامة لشرطة دبي من عسكريين ومدنيين وموقوفين وأفراد العائلة والأطفال 45 ألفا و764 مراجعا، بينما بلغ عدد مراجعي العيادات العامة على مستوى القوة 71 و338 مراجعا، حيث يتم توفيرعلاج للحالات التي لا يتوفرعلاجها بالعيادات التابعة للقوة من خلال المستشفيات التابعة لدائرة الصحة والخدمات الطبية بتنسيق سابق، دون احتساب أي تكاليف على المستفيدين منها·
كما تم توفير عدد 6 أجهزة تنظيم ضربات القلب محمولة للعيادات الفرعية، وتوفير جهاز قياس الكولسترول الفوري لمجمع العيادات·
الدعم المعنوي لرجال الشرطة
الدعم المعنوي لرجال الشرطة: اهتماما من الوزارة بنشر الثقافة بين منتسبيها لزيادة المعارف لديهم في شتى المجالات، ورفع روحهم المعنوية بما يعود عليهم بالفائدة وعلى العمل بزيادة الإنتاجية، تم خلال العام عقد 105 محاضرات ثقافية دينية وإدارية في مختلف جهات الوزارة·
وفي إطار دعم التواصل مع المتقاعدين من رجال الشرطة، يتم إرسال بطاقات التهنئة ودعوتهم في المناسبات المختلفة التي تقيمها الوزارة، حيث تم توجيه الدعوة للمشاركة في اجتماع الجمعية العمومية للمتقاعدين العسكريين في نادي ضباط القوات المسلحة، وفي تخريج دورة المرشحين في الكليات والمعاهد الشرطية والأمنية، وإرسال بطاقات التهنئة في الأعياد·
عدد اليوم
