الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دروس المساجد تعزز دور بيوت الله في غرس الثقافة الإسلامية الأصيلة

دروس المساجد تعزز دور بيوت الله في غرس الثقافة الإسلامية الأصيلة
5 مارس 2009 23:16
وزعت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف 7 آلاف نسخة من كتاب ''دروس المساجد'' ليكون مرجعاً لكافة أئمة مساجد الدولة في دروسهم التي تقام ثلاث مرات أسبوعياً، بما يعزز دور بيوت الله في رفد المجتمع بالثقافة الإسلامية الأصيلة ودعم دورها كمصدر أساسي لها· يتميز الكتاب- الذي يقع في نحو 400 صفحة من القطع المتوسط -بالتنوع والشمول ، حيث تطوف موضوعاته بين مختلف فروع الثقافة الإسلامية وتضمن قبسا من العقائد والعبادات والأحكام الشرعية كما أنها تراعي المناسبات الدينية والوطنية وجميع أمورالحياة·ويحتوي على مقدمة وفهرس شامل لكافة الموضوعات مرتبة على الشهور والأسابيع · وقال الدكتور محمد مطر الكعبي مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، بأن تم اختيار دروس الكتاب بما يجعلها تغطي فروع أساسية في الثقافة الإسلامية للمسلم المعاصر، مؤكدا أن إصدارها يأتي انطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة على أن تكون المساجد منارات للعلم والتهذيب والتربية وواحة للسكينة والطمأنينة· واضاف الدكتور الكعبي أن موضوعات الكتاب التي يستعين بها الأئمة في دروسهم تتميز بالسهولة والوضوح وتناسب جمهور المصلين وتستند إلى آيات القرآن الكريم وتقتبس من الحديث النبوي الشريف وخلاصة أقوال العلماء، وقد روعي في الأساليب التي تعرض من خلالها التركيز على البساطة واليسر بحيث تصل رسالتها للمتلقي بسلاسة ووضح، مشيرا الى أنها تتسم بالتوازن والاعتدال والبعد عن الغلو والجفاء لتهدي إلى سواء السبيل· و يلخص في نهاية كل درس المعنى الإجمالي للموعظة الحسنة والفوائد المرجــــوة منها· وقد اختيرت موضوعات ''دروس المساجد'' بعناية بحيث تتوزع على أيام الأسبوع لتتجمع بين العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق فيطوف الإمام خلال الأسبوع الأول - على سبيل المثال - بين ثلاثة موضوعات تشكل الدروس الثلاثة التي يلقيها· ويتناول الدرس الأول مفهوم الإيمان بالله تعالى وما يتضمنه من إيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وصفات المؤمنون وسماتهم ، وأثر الإيمان في نفس المؤمن· ويعرض الدرس الثاني لموضوع فضل العلم موضحا المدى الذي يوليه الإسلام للعلم وأهله، وكيف فهم المسلمون الأوائل هذه الأهمية للعلم في حياتهم · ويعتبر هذا الموضوع بعد ''الإيمان'' حسن استهلال وإدراك ووعي بأهمية التوعية بقضية العلم في الأمة الإسلامية اليوم التي تخلت عنه فتخلفت، فيما تحلى به المسلمون الأوائل فتقدموا بمقاييس عصرهم، فكان من بين أسباب تفوق الحضارة الإسلامية التي قادت العالم عشرة قرون، لدرجة أن اللغة العربية كانت لغة العلم وكان على طلاب العلوم في العالم تعلمها مثلما نفعل اليوم في تعلم الإنجليزية· ويركز الدرس على أهمية تعلم العلم النافع والعمل به ، ويشير الى إجلال الإسلام للعلماء وإعلائه لمكانتهم· أما الدرس الثالث فيتناول موضوع الطهارة مبينا مفهومها باعتبابها نصف الإيمان وأساس العبادة، و يبرز دعوة الإسلام الى التطهر والنظافة مؤكدا محبة الله للمتطهرين· ولا شك أن الطهارة، وهي المفهوم الذي جاء به الإسلام لمواجهة النجاسات والتلوث بكل اشكاله، ترتبط برؤية شاملة لقضية البيئة والحفاظ عليها وحمايتها، وهي إحدى القضايا التي يوليها العالم اليوم اهتماما كبيرا وتعقد المؤتمرات المحلية والدولية من اجلها وتشكل الهيئات والمؤسسات على كافة المستويات للعناية بها، في حين أولاها الإسلام كل العناية وربطها بعقيدة المسلم حين جعل الطهور نصف الإيمان وإماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الأيمان· وهكذا تتنوع موضوعات دروس المساجد من ''الوضوء'' وحتى '' يوم الحساب'' مرورا بفضل صلاة الجماعة والصدقات و أركان الحج ، وبيان يسر الدين ومعاني التقوى وذم التكبر و فضل قضاء حوائج الناس وقيم الأمانة الرحمة العدل وذم الظلم ، وحقوق الجار والزوجين والعمال وتربية الأولاد ورعاية المسنين·وغيرها من الموضوعات التي تمتد بطول حياة الإنسان في بيته وعمله وبيئته وفي علاقته مع أهله ومجتمعه والقيم التي جاء بها الدين الحنيف لتجعل المسلم ينعم في الدارين· إن هذا العمل الفريد الذي أصدرته الهيئة يحتاج الى متابعة بنفس المستوى لتقييمه ليس فقط بهدف الاستمرار في إصدار المزيد من مثل هذه الكتب المرجعية، وإنما ايضا لعقد ورش عمل وندوات لمناقشته والبحث عن مناطق الإضافة والتجويد، بحيث يكون الكتاب بداية لمشروع يغزي ثقافة الاعتدال والوسطية ويرفد شباب الأمة بمصادر موثوق بها للثقافة الإسلامية السليمة بما يساهم في تصحيح المفاهيم الخاطئة التي لحقت بالأذهان نتيجة غياب المرجعيات الثقافية الإسلامية المعتبرة خلال مراحل التراجع.
المصدر: ابوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©