الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحالف «ياهو» و «جوجل» يثير مخاوف الاحتكار ويهدد بهيمنة وحيدة القطب

تحالف «ياهو» و «جوجل» يثير مخاوف الاحتكار ويهدد بهيمنة وحيدة القطب
11 ديسمبر 2010 19:35
موافقة السلطات اليابانية على إنشاء شراكة خاصة “استثنائية” بين عملاق الإنترنت العالمي جوجل وشركة “ياهو اليابانية” للعمل معاً في مجال محركات البحث، أثارت موجة من الاحتجاجات ضد الاحتكار وأدت إلى تصعيد المطالب بضرورة قيام مؤسسة وطنية بالشراكة بين القطاعين العام والخاص لوقف تبعية اليابانيين لتكنولوجيا البحث الأجنبية. شارك في حملة الاحتجاجات على الموافقة اليابانية على إنشاء شراكة بين جوجل وياهو العديد من الجهات المعنية بالحفاظ على خصوصية المعلومات والشركات الكبرى إلى جانب مجموعات من رجال الأعمال والمؤسسات العاملة في مجالي التكنولوجيا والإنترنت. مبدأ المنافسة أجرت الكاتبة اليابانية هيروكو تابوشي تحقيقا موسعا في “نيويورك تايمز” سلطت فيه الضوء على هذه القضية بعدما وافقت لجنة تشريعية يابانية مطلع الشهر الجاري على إنشاء شراكة “استثنائية” خاصة باليابان بين جوجل و”ياهو اليابانية” التي تملك فيها شركة ياهو الأم الأميركية 33%. وتتناول هذه الشراكة إنشاء محرك بحث ياباني اعتبر بأنه فاتحة طريق أمام تحالف يمكن له الهيمنة على معظم سوق محركات البحث في البلاد الأمر الذي أدى إلى غضب المؤسسات الوطنية المحلية وأشعل مطالبة الجهات التشريعية من أجل أن تقوم اليابان بتطوير محرك بحث وطني من أجل “تخفيف تبعيتها على تكنولوجيا ما وراء البحار”. وذكرت تابوشي أن قرار الموافقة على الشراكة بين عملاقي البحث العالميين اتخذ من قبل “لجنة التجارة العادلة” التي اعتبرت أنها لم تجد في هذا التحالف عداء لمبدأ المنافسة، كما قررت عدم القيام بتحقيق رسمي للتأكد من عدم خطورة هذا التحالف على حرية المنافسة خلافا لإجراءات التدقيق التي قررت الدول الأوروبية القيام بها حول نشاط جوجل في أوروبا حيث فتحت السلطات تحقيقا بغاية مكافحة الاحتكار ضد عملاق الإنترنت. وكان إعلان جوجل وياهو اتفاقهما بشأن اليابان في وقت سابق من هذا العام شكل أيضا ضربة لشركة مايكروسوفت ـ التي كانت حاولت تحدي جوجل عبر محرك بحثها الجديد “بينج”، حيث أن مايكروسوفت كانت قد عقدت اتفاقا مع ياهو الأم للمشاركة في تكنولوجيا بحث “بينج” في الولايات المتحدة حيث تُعتبر ياهو وجوجل خصمين عنيدين خلافا للاتفاق الجديد في اليابان. وتدار “ياهو اليابانية” باستقلالية عن قريبتها الأميركية. واختارت “ياهو- اليابان” ألا تستخدم بينج، وبموجب الشراكة الجديدة قامت بدلا من ذلك بتأسيس تحالف لاستخدام محرك بحث جوجل ومنصاته الإعلانية. خيبة أمل قالت شركة مايكروسوفت، في بيان إثر الموافقة على التحالف، إنها أصيبت بخيبة أمل لأن السلطات اليابانية قررت عدم فتح تحقيق رسمي. وذكرت أنه “خلال الأشهر من إعلان الاتفاق، أصبح من الواضح وجود قلق عام وقلق في أوساط صناعة البحث، وأعلنت بأنها ستحتاج لدراسة القرار لتحديد مدى تأثير ذلك التحاف على عملياتها في اليابان”. وحتى الآن شكل سوق البحث في اليابان، التي يوجد فيها ثالث أكبر عدد من مستخدمي الإنترنت في العالم بعد الولايات المتحدة والصين، نوعا من الاستثناء العالمي؛ فشركة ياهو- اليابانية تسيطر على حصة 53.2% من هذا السوق بينما تملك جوجل فقط 37,3%، وفقا لبحث لشركة نيلسن لترتيب شركات الإنترنت. وتدير ياهو اليابانية عالما من المواقع الشعبية المصمم لأجهزة الكمبيوتر والهاتف النقال منذ عام 1996. ويعود نجاحها لشركة “سوفتبنك” عملاق الإنترنت الياباني المشهود له الذي يملك نسبة 39% من الشركة (ياهو اليابانية). ومن شأن الاتفاق الجديد رفع زيادة حصة جوجل في مجال محركات البحث في اليابان إلى 90% ما أثار أيضاً المخاوف بين رجال الأعمال المحليين وعدد من أعضاء البرلمان والخبراء الذين يخافون من أن يسيء العملاق العالمي استخدام هيمنته الجديدة في سوقهم. فالتحاف مع ياهو اليابان سيسهل هيمنة جوجل في آن واحد على سوق البحث والإعلان حيث سبق لياهو اليابانية أن ذكرت بأن مبيعات الإعلان ستظل مستقلة عن بعضها البعض بين الشريكين. الأكثر احتكارية على أثر الموافقة الرسمية على الاتفاق الجديد وجهت شركة “راكوتين” اليابانية، الأوسع انتشارا في مجال التجارة الإلكترونية، انتقادات علنية لشراكة ياهو اليابان وجوجل قائلة إنها يمكن أن تخلق احتكارا خطيرا لسوق البحث والبحث القائم على الإعلانات مع انعكاسات ضارة على الويب عامة. وقال هيروتوشي كاتو الناطق باسم الشركة في طوكيو “نحن لا نرى في هذا مشكلة تؤثرنا علينا مباشرة، بقدر ما هي مشكلة ستؤذي البيئة السليمة لمشاريع وتجارة الإنترنت ككل”. وفي أواخر شهر نوفمبر الماضي رفعت جمعية من الشركات الصغيرة في اليابان شكوى إلى لجنة التجارة قائلة إن جوجل أمسكت بالفعل أيضا بنفوذ كبير على الإعلان على الإنترنت من خلال محرك البحث المرتبط بالإعلانات. وفي غضون ذلك، بدأ تجمع يؤيد يناصر حقوق الملكية الفكرية في اليابان ويدعى “طوكيو بريب” بجميع تواقيع لتقديم عريضة على الإنترنت تدعو إلى مناقشة التحالف على الصعيد الوطني. وتذكر العريضة أن “خدمات البحث هي جزء من البنية التحتية الأساسية للمجتمع الشبكات”، محذرة من أن “اتفاق جوجل وياهو اليابانية يمكن أن تخلق السوق الأكثر احتكارا في العالم”. كما أثار الاتفاق مخاوف بعض الأوساط بشأن تبعية اليابان لمحركات البحث الأجنبية. واقترحت مجموعة من النواب القيام بجهود مشتركة بين القطاعين العام والخاص لتطوير التكنولوجيا الخاصة باليابان في مجال البحث. وقالت ميتسو كوندو، أحد أعضاء البرلمان من الحزب الديمقراطي الليبرالي المعارض وأحد قادة هذا التجمع، إن “الاتفاق لن يسمح بعد الآن بوجود منافسة وسيعطي جوجل اليد المطلقة، ويسمح لجوجل في التصرف بكل معلوماتنا الشخصية. وربما حان الوقت لصنع محرك بحثنا”. رحبت جوجل بقرار لجنة التجارة الحرة ولكنها حاولت بطريقة غير مباشرة التخفيف من المخاوف. وقالت إن “المنافسة بين جوجل وياهو اليابانية، فضلا عن غيرها في سوق الإعلان على شبكة الإنترنت، ستبقى قوية لأن عمليات إعلانات كل منهما ستبقى مستقلة عن بعضها البعض”. واعتبر ماساكي هانيو، الناطق باسم ياهو اليابانية أن “قرار اللجنة ارتكز على فهم دقيق للوضع، وأن الشركة ستستمر في إرساء أساس للتحالف”. وضع دقيق ويذكر أن ياهو اليابانية استخدمت تكنولوجيا جوجل من أجل محرك بحثها من عام 2001 إلى عام 2004 وتحولت بعد ذلك إلى نظام ياهو الخاص. وقال ماساشيرو أينوي، الرئيس التنفيذي لياهو اليابانية في يوليو الماضي، إن الشركة ستستفيد من محرك بحث جوجل أكثر مما تستفيد من نظام تكنولوجيا مايكروسوفت بسبب ثراء جوجل في استعلامات اللغة اليابانية. وتواجدها في اليابان منذ عام 2001. وكانت ياهو اليابانية قالت إنها ستدفع مقابلا لأجل استخدام تكنولوجيا محرك جوجل بينما ستحصل جوجل على تحديثات من ياهو اليابان مما سيساعد على تحديث نتائج محرك جوجل. ويذكر أن مايكروسوفت وجوجل تنافستا دائماً لأجل التحالف مع ياهو. وفي عام 2008 تقدمت ياهو بعرض قيمته 47,5 مليار دولار أميركي لشراء ياهو خلال محادثات اندماج انتهت بدون نتيجة. وسعت جوجل لنسف تلك العملية حيث بدأت محادثاتها الخاصة مع ياهو من أجل إقامة شراكة خاصة في مجال الإعلانات في الولايات المتحدة الأميركية. وقد توصل الاثنان إلى اتفاق سرعان ما تم التراجع عنه جراء مخاوف المعارضين للاحتكار. وصرفت مايكروسوفت النظر عن عرضها غير أن الطرفين اتفقا في يوليو 2009 على الشراكة في مجال محركات البحث. ومنذ ذلك الحين قامت مايكروسوفت بجهود شاقة من أجل تعميم محرك بحثها الخاص “بينج” الذي يحاول أن يضع نتائج البحث في إطار أفضل من محركات بحث منافسيه. ولكن وكما سبق وحصل في أماكن أخرى في العالم فقد فشل في كسب الكثير لوضع موطئ قدم في اليابان، وفق ما ذكرته تابوشي. (مصدر الصورة mikusonstudyjapanese.seesaa)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©