جهود حثيثة لحماية الحقوق الفكرية والمالية في أميركا وأوروبا

في تطورات تشير إلى أن العمل على تسوية قضايا ومشاكل حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالإعلام الإلكتروني والإنترنت قائم على قدم وساق، وبرز العديد من التطورات الفعلية الإيجابية بين الأطراف المعنية مالياً بذلك، في الوقت الذي يتواصل فيه التقدم يوما بعد يوم في مجال العمل التشريعي لتنظيم هذه المسائل. وعلى صعيد الشق التشريعي، أعلن وزير الدولة الألماني لشؤون الثقافة برند نيومن عن مشروع منظومة يتألف من 12 بنداً ويمثل نظاماً معيارياً متكاملاً للتعامل مع مستخدمي الإنترنت الذين يقومون بتحميل غير قانوني للمحتويات المحمية بحقوق الملكية. وقال نيومن إنه يتوخى بذلك نظاماً كفؤا وفعالا يكمل ورشة العمل القانونية القائمة في البلاد لمكافحة القرصنة. وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن هذه المنظومة تنص في خطوة أولى على تحذير مخترقي حقوق الملكية الفكرية لوقف علميات التحميل “بدون تبعات قانونية ومالية” على أن يتم اتخاذ إجراءات عقابية جادة عندما تتكرر هذه الخروقات من قبل المستخدمين. ويعتبر خيار الإنذار الأول فرصة للسلطات لشرح العقوبات للمخالفين قبل المباشرة بفرض عقوبات. إضافة إلى ذلك، فإن الإجراءات المعيارية النموذجية المقترحة يمكن أن تطبق على مستوى واسع بدون وضع ضغوط إضافية على المحاكم والنيابات العامة وفقا للورقة الحكومية. وعندما تصل الاعتداءات على حقوق الملكية مرحلة العقاب، يقترح نيومن أن تكون الغرامات مساوية لضعفي رسم حقوق الملكية الفكرية، حيث يعتبر أن غرامة أقل من هذه القيمة لن تكون حافزاً على عدم التحميل غير القانوني للمحتويات. وقوبل مشروع الإجراءات هذه بترحيب من جمعية صناعة التأليف الموسيقي في ألمانيا، ومن قبل جمعية ناشري وبائعي الكتب الألمانية اللتين تمثلان 6500 شركة ومحل ومندوب. وتأتي الإجراءات الألمانية كخطوة مطورة لإجراءات سبق أن أعلنت عنها فرنسا مؤخراً وفي مرحلة تشهد العديد من المستجدات لحماية الملكية الفكرية وحقوقها التجارية والمالية في أوروبا وأميركا على السواء. ومن ذلك توصل “يوتيوب” وثلاث جمعيات رئيسية للمؤلفين والسينمائيين وأصحاب المهن الإبداعية المماثلة في فرنسا لاتفاق ينص على دفع مقابل مالي للفنانين كلما عرض الموقع أعمالهم، وفق وكالة “الأسوشيتدبرس”، التي ذكرت أن هذا الاتفاق سيتيح ليوتيوب نشر عدد ضخم من المحتويات المرئية في حين سيكون بإمكان الفنانين الاستفادة من حماية كبيرة لأعمالهم. وكانت “يوتيوب” عرضت اتفاقا مماثلا مع صانعي أشرطة الفيديو الموسيقى في سبتمبر الماضي. وعلى صعيد متصل، أعلنت شركة “أمازون دوت كوم الأميركية” مؤخراًَ أنها ستدفع أكثر للناشرين كلما باعت مجلاتهم وصحفهم اشتراكات على جهازها للقراءة الإلكترونية كيندل Kindle اعتبارا من أول ديسمبر الجاري، موضحة أنها ستدفع للناشرين 70% من سعر الاشتراك مخصوما منه تكلفة التوصيل، وأتى هذا العرض في وقت تتطلع فيه الصحف والمجلات أكثر فأكثر للتواجد على المنصات الرقمية مثل كيندل وآيباد، لتعويض الخسائر في واردات النسخ الورقية. واعتبر بيتر لارسن مدير الدوريات في كيندل في بيان أن الحصة المتزايدة من العائدات للصحف هي “أداة جديدة ممتازة لجعل كيندل أفضل وأسهل من أي وقت للناشرين”.