الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الغربيون يديرون ظهورهم لأسواق الأسهم

10 ديسمبر 2006 23:49
إعداد - أيمن جمعة: تراجعت بشدة مشاعر الثقة إزاء استثمارات الأسهم في أوروبا وأميركا خلال الشهور الستة الماضية، وذلك مع تنامي أجواء التشاؤم نتيجة الخسائر الفادحة التي تكبدتها الأسواق في مايو، وتوجه البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة على الودائع، وهو ما يجعل البعض يطالب بوضع عام 2006 في قائمة السنوات السلبية لاستثمارات البورصة على مستوى العالم· وأظهرت دراسة أجرتها مؤسسة Gfk للأبحاث العالمية ومقرها بروكسل، خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين وشملت عينة متنوعة من المسثتمرين في 14 دولة، أن هناك تحولا لافتا للنظر بين أصحاب الأموال للخروج من البورصات، وضخ أموالهم في الاستثمارات الأكثر أمنا مثل البنوك والسندات· ويجيء الكشف عن هذه الحقيقة رغم حقيقة ارتفاع الكثير من البورصات الأوروبية إلى مستويات قياسية هذا العام وتسجيلها مكاسب ضخمة· وكان السؤال الرئيسي في الدراسة هو ''ما الذي ستفعله لو تم إعطاؤك 50 ألف يورو لاستثمارها؟''، فاختار 28 % فقط ضخ المبلغ في البورصة، انخفاضا من 36 % في دراسة مماثلة أجرتها المؤسسة نفسها قبل ستة شهور· وفي بريطانيا، تراجعت نسبة الراغبين في الاستثمار في البورصة من 51 إلى 49 %، في حين كان التراجع حادا في أميركا، التي يشتهر سكانها تقليديا بحب الاستثمار في أسواق الأسهم، فقد انخفضت نسبة الراغبين في ضخ أموال في البورصة إلى 60 % من 74 %· وتشير صحيفة ''وول ستريت جورنال'' في تقرير لشرح نتائج هذا التقرير، إلى أن هذا التراجع الحاد في أجواء الثقة يتزامن مع مسلسل البنك المركزي الأميركي لرفع أسعار الفائدة 17 مرة متتالية، إلى أن استقرت عند 5,52 % في أغسطس الماضي· وهذه أطول مسيرة لرفع الفائدة في تاريخ البنك المركزي الأميركي· كما يتزامن هذه الفتور مع تراجع سوق العقارات الأميركي الذي يرى البعض أنه المقياس الحقيقي لتوجهات الاستثمار في بلاد العام سام· ويقول ديفيد شاريب المحلل الاستراتيجي في جيه بي مورجان ستانلي مانجمينت بلندن ''إذا شعرت بأن أموالك في سوق العقارات تواجه ضغوطا ما، فإن رغبتك في القيام باستثمارات ذات طابع خطر مثل البورصة تتراجع''· وهناك عامل آخر يبرر تقوض الثقة في وول ستريت، ويتعلق بوجود مخاوف من ألاَّ تتوفر عوامل الاستمرار لمسيرة الانتعاش الحالي في الأسواق الأميركية، وذلك رغم حقيقة أن مؤشر داو جونز للأسهم الصناعية الممتازة ارتفع بنسبة 15 % منذ منتصف يوليو، بل وسجل رقما قياسيا أواخر الشهر الماضي· ويقول شاريب ''بعدما اهتزت الأسواق في حركة تصحيحية في مايو، فإن المستثمرين وخاصة الصغار منهم يخشون من ضخ أموالهم مجددا في الأسواق''· ويركز بينكي شتاده خبير الأسهم الأميركية في ''دويتشه بنك سيكيوريتيز'' على هذه النقطة قائلا ''الاعتقاد بأن الانتعاش لن يستمر إلى ما لا نهاية، يجعل مزاج المستثمرين حياديا بل وسلبيا أحيانا''· وفي القارة العجوز، احتفظت السويد بلقب أكثر دولة أوروبية ولعا بتداولات الأسهم، حيث قال 71 % ممن شملتهم العينة إنهم مازالوا يريدون استثمار أموالهم في البورصة·· لكن هذا لا ينفي أن هذا الولع تراجع أيضا عن 81 % قبل ستة شهور· وتهاوت نسبة الاهتمام بالبورصات إلى 11 % فقط في اليونان من 22 % قبل ستة شهور· ويقول ديفيد بويرز المستشار في ميريل لينش ''لأول مرة منذ أوائل ،2004 يكون هناك عدد كبير من المؤسسات الاستثمارية التي تعتقد أن الأسهم مقومة بأكثر من قيمتها الحقيقية''·وكانت موجات نزولية قد اجتاحت البورصات العالمية في مايو والنصف الأول من يونيو بسبب عمليات بيع واسعة النطاق أثارها تراجع في أسعار البضائع وحركات عنيفة للتخلص من الليرة التركية والكورونة الأيسلندية· وتظهر الإحصاءات أن الأسهم الأوروبية انخفضت بما متوسطه 12% خلال شهر تقريبا، وهو ما كانت له تداعيات مؤلمة على المستثمرين خاصة الصغار منهم· ويقول بويرز ''ربما تكون الأوضاع الحالية مثالية للمستثمرين الدوليين· قبل عام كانت أسهم اليابان توصف بأنها من بين أكثر الأسواق الإقليمية المقومة بأقل من قيمتها الحقيقية في العالم· وانتقل هذا الوصف اليوم إلى منطقة اليورو''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©