الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كي مون: وضع إنساني «مزر» في سوريا آخذ بالتدهور

كي مون: وضع إنساني «مزر» في سوريا آخذ بالتدهور
5 سبتمبر 2012
عواصم (وكالات) - حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، من أن الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب المتصاعدة في سوريا “مزرية وماضية في التدهور بسرعة”، بينما يشكل ضعف التمويل عقبة تضعف جهود الإغاثة، موجهاً نداء جديداً لجمع مزيد من الأموال لمساعدة السوريين المتأثرين بأعمال العنف في الداخل وأولئك الذين تمكنوا من الفرار إلى الدول المجاورة. في وقت أكد فيه متحدث باسم اللجنة الدولية لـ”الصليب الأحمر” أن الرئيس السوري بشار الأسد تعهد أمس، بالسماح للجنة بتوسيع عملياتها الإنسانية في البلاد التي تمزقها الحرب، مبيناً أن رئيس المنظمة الإنسانية بيتر ماورر التقى الأسد في دمشق لمدة 45 دقيقة وناقشا تحسين توصيل المساعدات للمدنيين واستئناف زيارات السجون المتوقفة منذ مايو الماضي. من جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن بيان رئاسي قوله إن الأسد رحب بعمل الصليب الأحمر في سوريا والعمليات الإنسانية التي يقوم بها على الأرض “طالما أنه يعمل بشكل مستقل ومحايد”. وفي سياق متصل، قالت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في جنيف أمس، إن نحو 103 آلاف سوري فروا من بلادهم خلال أغسطس المنصرم، وهو أعلى عدد على أساس شهري منذ اندلاع الصراع منذ نحو 18 شهراً، بينما أفاد مكتب المفوض السامي لشؤون اللاجئين بارتفاع المجموع الكلي للاجئين السوريين في الدول المجاورة إلى 235 ألف شخص، مضيفاً أن هناك حوالي 8 آلاف عالقين ينتظرون عبور الحدود إلى تركيا. ونقل المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسركي عن كي مون الذي سيخاطب الجمعية العامة برفقة المبعوث الدولي الجديد الأخضر الإبراهيمي في وقت متأخر، قوله إن الوضع الإنساني مزر ويتدهور في كل من سوريا والدول المجاورة التي طالتها الأزمة، مبيناً أن ضعف التمويل يعرقل جهود المنظمة الدولية لإغاثة المتضررين. وسيشدد بان كي مون أمام الجمعية العامة على ضرورة دعم الإبراهيمي في مهمته الرامية لوقف العنف وإراقة الدماء في سوريا. وقال بان في مقتطفات من خطابه “الحكومات التي فتحت بسخاء حدودها واضطلعت بمسؤولية إيواء اللاجئين المتضورين، تحتاج لدعم ومساعدة”. ولم تتلق الأمم المتحدة إلا 50% من مبلغ 180 مليونا طلبتها عاجلاً لمساعدة النازحين واللاجئين السوريين بالداخل والدول المجاورة. من ناحيته، قال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن ماورر أكد للأسد الحاجة لتوفير الرعاية الصحية السريعة للجرحى وتسريع واردات الإمدادات الطبية والغذاء والمعدات لإصلاح أنظمة إمدادات المياه. وأضاف حسن دون الخوض في التفاصيل، “أعطى الرئيس الأسد التزامات إيجابية بشأن طلباتنا”. ونقل التلفزيون السوري عن الأسد قوله لماورر إن سوريا ترحب بالعمل الذي تقوم به اللجنة على الأراضي السورية طالما نفذ بطريقة مستقلة وحيادية. وقال حسن إن ماورر ذهب أيضاً إلى ريف دمشق حيث زار مركزاً للهلال الأحمر السوري والتقى بمصابين ومتطوعين في المنظمة. عبر ماورر عن تقديره “للتعاون الذي تبديه الحكومة السورية” وأشاد “بجسور الثقة التي تم بناؤها بين الطرفين”، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية. وقالت إن اللقاء مع الأسد تناول علاقات التعاون بين اللجنة والحكومة السورية ووضع الآليات المناسبة لتعزيز هذا التعاون. من ناحيتها، أوضحت المتحدثة باسم اللجنة الدولية في دمشق رباب الرفاعي أن ماورر قام بجولة ميدانية زار خلالها نقطة طبية بحي القابون شمال غرب دمشق، والمشفى الوطني ونقطة طبية وشعبة فرعية تابعة للهلال الأحمر السوري. وأضافت “كما زار في مدينة المعضمية نقطة طبية تابعة لمنظمة الهلال ومدرسة تستضيف بعض النازحين وتحدث إلى بعض المواطنين”. وأضافت المتحدثة أن لقاء ماورر بالأسد كان “ايجابياً” تناولا خلاله “الامور المتعلقة بالأولويات الإنسانية وحماية المدنيين خلال العمليات القتالية، وضرورة تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وإمكان حصول المدنيين على الخدمات الطبية”. كما تناول اللقاء، بحسب رفاعي، تسهيل بعض الإجراءات لدعم عمل اللجنة الإغاثي في تسلم الإعانات والمواد الطبية “حتى تتمكن من مواكبة الحاجات المتزايدة”، إضافة إلى “امكان تحسين الوصول إلى الأشخاص والمدنيين المحتاجين بأسرع وقت ممكن”. وأجرى ماورر وهو دبلوماسي سويسري سابق تولى رئاسة الصليب الأحمر أول يوليو الماضي، محادثات أيضاً أمس، مع فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري. وقال ماورر إنه سيستمر في بذل الجهود في سبيل موافقة سوريا على أن يدخل الصليب الأحمر مراكز الاعتقال التي تقول جماعات معنية بحقوق الإنسان إنها تحتجز عشرات الآلاف من الأشخاص الذين اعتقلوا خلال الصراع. وفتحت سوريا سجونها للمرة الأولى منذ قرابة عام بموجب اتفاق توصل إليه جاكوب كيلينبرجر الرئيس السابق للصليب الأحمر، في زيارته الأولى ضمن 3 زيارات قام بها لسوريا. ولم يتمكن مسؤولو الصليب الأحمر إلا من زيارة سجون مركزية في دمشق في سبتمبر الماضي، وفي حلب في مايو 2012 رغم اتفاق على دخول اللجنة إلى كل المنشآت التي تديرها وزارة الداخلية السورية. ومن المقرر أيضاً أن يلتقي ماورر اليوم قبل مغادرته دمشق صباح غد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الشعار، ووزير الصحة سعد عبد السلام النايف، ووزير الدولة للمصالحة الوطنية علي حيدر. وأوضحت رفاعي أن اللجنة الدولية على تواصل دائم ومستمر مع مختلف أطراف المعارضة السورية في الداخل والخارج، إلا أنها لفتت إلى أن رئيس اللجنة لا يعتزم الاجتماع مع أي طرف فيها “في الزيارة الحالية على الأقل”. وجاءت المحادثات بينما قالت الأمم المتحدة إن عدد الفارين من سوريا ارتفع بشكل حاد في أغسطس المنصرم، حيث تقدم أكثر من مئة ألف سوري بطلبات لجوء في دول مجاورة وهو أعلى رقم شهري إجمالي للاجئين السوريين منذ اندلاع الانتفاضة. ويمثل هذا الرقم جزءاً كبيراً من 235368 لاجئاً سورياً تقول الأمم المتحدة إنهم سجلوا أسماءهم في العراق والأردن ولبنان وتركيا خلال الصراع. وقالت فليمنج وهي متحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في إفادة صحفية أمس، “إنه العدد المسجل في أغسطس عدد مذهل ويشير إلى تصعيد كبير في حركة اللاجئين وطالبي اللجوء. وربما يشير العدد إلى وضع متزعزع وعنيف جداً داخل البلاد”. إلى ذلك، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه أرسل حصصاً غذائية إلى 631750 شخصاً في سوريا في أغسطس، لكنه يأمل في الوصول إلى 1.5 مليون سوري في سبتمبر الحالي. وذكرت اليزابيث بيرز وهي متحدثة باسم البرنامج “ما زالت أعداد كبيرة من السوريين يفرون من منازلهم إلى مناطق أخرى في سوريا.. وأيضا إلى دول مجاورة، حيث يجدون سبلاً قليلة للعيش وهم بحاجة إلى مساعدات غذائية”. إلى ذلك ذكر تقرير إخباري أمس، أن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس سيزور تركيا الأسبوع المقبل. ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر وصفتها بأنها دبلوماسية، قولها إن المسؤول الأممي سيزور تركيا يومي 13 و14 من الشهر الجاري. وتوقع التقرير أن يقوم جوتيريس بزيارة مخيمات اللاجئين السوريين الموجودين على الأراضي التركية للوقوف على حقيقة الأمر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©