الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تظاهرات في اليمن للمطالبة بمحاكمة صالح

تظاهرات في اليمن للمطالبة بمحاكمة صالح
5 سبتمبر 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء) - تظاهر عشرات آلاف المحتجين اليمنيين، أمس الثلاثاء، في العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى، للمطالبة بنزع الحصانة عن الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، تمهيداً لمحاكمته بتهم قتل مئات المدنيين أثناء موجة احتجاجات العام الماضي. واحتشد عشرات الآلاف من المحتجين، مساء الثلاثاء، في شارع حدة، القريب جدا من منزل الرئيس السابق، حيث رددوا شعارات مطالبة بمحاكمة صالح، الذي منحه البرلمان اليمني، أواخر يناير، حصانة تامة من الملاحقة القضائية، مقابل تنحيه، نهاية فبراير، بموجب اتفاق لنقل السلطة ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي. وهتف المتظاهرون:”محاكمة محاكمة.. لا بد من المحاكمة”، و”الشعب يريد محاكمة السفاح”، “لو نسينا ما نسينا.. دم الشهداء ما نسينا”، وشعارات أخرى طالبت بمحاكمة “قتلة” مئات المحتجين المدنيين الذين سقطوا، خلال العام الماضي، برصاص قوات حكومية ومسلحين موالين للرئيس السابق، الذي احتفل، أمس الأول، مع آلاف من أنصاره بالذكرى السنوية الـ30 لتأسيس حزب “المؤتمر الشعبي العام”، الشريك الرئيسي في عملية انتقال السلطة. كما طالب المتظاهرون - وينتمون أغلبهم إلى أحزاب “اللقاء المشترك”، الشريك الثاني في عملية نقل السلطة ـ بإقالة أقارب صالح من مناصبهم في المؤسسة العسكرية والأمنية، خصوصا نجله الأكبر، العميد ركن أحمد علي صالح، الذي لا يزال يقود قوات “الحرس الجمهوري”، أقوى فصائل الجيش اليمني. وذكر شهود عيان لـ”الاتحاد” أن مئات الجنود، معززين بسيارات عسكرية، “انتشروا” على جانبي شارع حدة، في إجراء أمني يهدف لمنع اقتراب المتظاهرين من منزل صالح، المحاط أصلا بإجراءات أمنية مشددة. وكانت التظاهرة انطلقت من نهاية شارع حدة، مرورا بجوار منزل صالح، ثم شارع الزبيري، وصولا إلى مخيم الاحتجاج الشبابي، قبالة جامعة صنعاء، في شمال غرب المدينة. وقال محمد الصبري، المسؤول الإعلامي في اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية في اليمن، لـ”الاتحاد”، إن هذه التظاهرة هي “بداية التصعيد الثوري ضد المخلوع صالح”، مشيرا إلى خروج تظاهرات مماثلة في عدة مدن للمطالبة بمحاكمة الرئيس السابق. وذكر أن اللجنة التنظيمية “تدرس حاليا خيارات عدة بشأن آليات التصعيد الثوري”، موضحا أن من بين هذه الخيارات “إقامة مخيمات احتجاج في أماكن جديدة بالعاصمة صنعاء”. ودعا من وصفهم بـ”الشرفاء” في حزب “المؤتمر” إلى تنحية صالح من رئاسة الحزب، الذي أسسه الأخير في أغسطس 1982. وقال:”لن نقبل بأن يستمر صالح في ممارسة العمل السياسي عبر بوابة المؤتمر”، زاعما أن اتفاق نقل السلطة “يجرم على صالح ممارسة أي عمل سياسي”. ويتعرض صالح لضغوط كبيرة، يقودها تكتل “اللقاء المشترك”، من أجل اعتزال العمل السياسي بشكل نهائي، لكن الرئيس السابق يبدو حسب مراقبين، مصرا على قيادة حزبه خلال المرحلة الانتقالية، التي تستمر حتى نهاية 2014. واعتبر القيادي البارز في تكتل “اللقاء المشترك”، سلطان العتواني، أن خطاب صالح أمام أنصاره، “ظهور متبجح”، واعدا بأن “يأتي وقت ينتهي فيه” هذا الظهور، حسب قوله. وانتقدت الإعلامية زعفران المهنا، وهي قيادية في حزب الرئيس السابق، الدعوات المطالبة بتنحية صالح من رئاسة “المؤتمر”، مشيرة إلى أن هذا القرار مرهون فقط بأعضاء المؤتمر، الذين درجوا، منذ مارس الماضي، على تسمية صالح بـ”الزعيم”. وذكر الموقع الإلكتروني لـ”المؤتمر”، أن صالح بحث، أمس، مع عدد من “قيادات” الحزب “كافة المستجدات التي تمر بها البلاد وكيفية مؤازرة القيادة السياسية ممثلة بالرئيس (الانتقالي) عبد ربه منصور هادي”. لكن غياب الرئيس هادي، وهو الرجل الثاني في حزب صالح، عن احتفالية “المؤتمر”، أمس الأول، عزز شكوكا لدى مراقبين بوجود خلاف كبير بين الرئيسين السابق والحالي، على رئاسة الحزب الأكبر في اليمن. وتلقى هادي، المنتخب مطلع العام الجاري لولاية انتقالية مدتها عامان، اتصالا هاتفيا، أمس الثلاثاء، من مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب، جون برينان، ناقشا خلاله “التطورات والمستجدات الراهنة على صعيد التسوية السياسية التاريخية في اليمن، وترجمة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة على ارض الواقع”، حسب وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”. كما ناقش الطرفان نتائج اجتماع المانحين في الرياض، أمس، إضافة إلى زيارة مرتقبة للرئيس هادي إلى الولايات المتحدة، نهاية الشهر الجاري. وأكد المسؤول الأميركي، خلال الاتصال، أن بلاده “ستدعم اليمن لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وحتى نهاية المرحلة الانتقالية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©