الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«زيزو» يجدد مخاوف فشل «الأساطير» في عالم التدريب!

«زيزو» يجدد مخاوف فشل «الأساطير» في عالم التدريب!
6 يناير 2016 22:57
محمد حامد (دبي) نجح أسطورة الكرة العالمية بيليه «بذكاء شديد» في الحفاظ على مجده الكروي حينما رفض دخول عالم التدريب على الرغم من تلقيه عروضاً عدة للعمل في مهنة لا تعترف بمجد أو تاريخ النجوم، بل تصنع لنفسها أساطير لم يكن أحد يسمع بهم في المستطيل الأخضر على طريقة البرتغالي جوزيه مورينيو والإيطالي أريجو ساكي والبرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا وغيرهم ممن هبطوا من «فضاء مجهول» على مهنة التدريب ليحققوا فيها نجاحات تاريخية، ويؤسسون لمدارس تدريبية تحمل اسم كل منهم. وفي المقابل، نجد أن أسطورة دييجو أرماندو مارادونا «الذي يؤكد غالبية عشاق الساحرة أنه اللاعب الأفضل في التاريخ» اهتزت بسبب تجاربه التدريبية التي لا يمكن القول إنها حققت أي نجاح، صحيح أن ذلك لم يلغ أسطورته كأحد أفضل نجوم الساحرة على مدار تاريخها، ولكن لو كان يدرك الخاتمة ما كان قد بدأ التجربة، فقد تولى تدريب مانديو ثم رايسنج كلوب في الأرجنتين عامي 1994 و1995، وبقي على رأس الجهاز في الناديين 12 مباراة لم يعرف خلالها سوى الفوز في مباراة واحدة. وتم تعيينه مديراً فنياً لمنتخب الأرجنتين ليسقط بالستة أمام بوليفيا في تصفيات مونديال 2010، ثم ودع المونديال بالهزيمة برباعية على يد المنتخب الألماني لتتم الإطاحة به لأسباب لا تتعلق بالهزائم فحسب، بل لوقوعه فريسة «سهلة» لاستفزازات المنافسين والإعلام مما تسبب في وجود أجواء من التوتر المستمر، وفي عام 2011 خاض مارادونا تجربة تدريبية رابعة مع نادي الوصل استمرت قرابة العام ليستغني النادي عن خدماته بعد أن أخفق في تحقيق النتائج المطلوبة، ولم يحقق مارادونا أي لقب في تجاربه التدريبية. وعلى الرغم من صعوبة وضع تعريف محدد لكلمة «أسطورة» يحظى بالقبول الجماهيري، إلا أن تجارب أشهر نجوم الكرة العالمية في عالم التدريب لم تحقق النجاح اللافت بما يوازي ولو بعضا من تألقهم في الملاعب، ويعد مارادونا النموذج الأشهر لذلك، ولكنه ليس الوحيد، فهناك ميشيل بلاتيني النجم الفرنسي الشهير الذي صنع مجداً كروياً كبيراً في الملاعب ولكنه فشل في التدريب، ليتجه إلى الإدارة الكروية ويصل إلى قمتها بتولي رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، قبل أن يتهاوى من فوق هذه القمة لأسباب تتعلق بالفساد وإساءة استخدام السلطة. فان باستن وعلى خطى مارادونا وبلاتيني، سار ماركو فان باستن نجم الميلان والمنتخب الهولندي وأيقونة الكرة الأنيقة، والذي لم يحقق شيئاً يذكر في تجاربه التدريبية، وهو الذي حقق مجداً كبيراً بقميصي أياكس والميلان والمنتخب الهولندي حينما كان لاعباً، فقد حصل على الدوري الهولندي 3 مرات، والدوري الإيطالي 4 مرات، ودوري الأبطال مع الميلان عامي 1989 و1990، وبطولة أمم أوروبا مع هولندا عام 1988. فان باستن خاض 4 تجارب تدريبية لم يحقق خلالها أي لقب، وكانت البداية مع منتخب هولندا بين عامي 2004 و2008، ثم فريق أياكس لموسم واحد 2008 - 2009، ثم فريق هيرنيفين لعامين، وأخيراً فريق ألكمار لعدة أشهر، قبل أن يعود ويقبل بدور المدرب المساعد مع المنتخب الهولندي. بلاتيني أما ثالث الأساطير الذي صال وجال لاعباً، لكنه لم ينجح في عالم التدريب فهو ميشيل بلاتيني، فقد حصل بلاتيني على لقب أفضل لاعب في العالم 3 مرات أعوام 1983 و1984 و1985، وظفر بالدوري الإيطالي ودوري الأبطال مع اليوفي، ولقب أمم أوروبا مع فرنسا عام 1984، وتولى تدريب المنتخب الفرنسي عام 1988، وحقق نتائج جيدة أهمها أنه لم يعرف الهزيمة في 19 مباراة، ليرشح الجميع منتخب فرنسا للفوز بأمم أوروبا عام 1992 لكنه ودع من الدور الأول ليتقدم بلاتيني باستقالته، ومنذ هذا اليوم قرر اعتزال التدريب ليتجه إلى الإدارة. شيرر الأسطورة الرابعة هو آلان شيرر الهداف التاريخي للبريميرليج برصيد 260 هدفاً، وهو أحد أهم النجوم في تاريخ المنتخب الإنجليزي «لاعباً»، وجاءت تجربته التدريبية القصيرة مع نيوكاسل في عام 2009 لتؤكد أنه كان يتعين عليه البقاء في استوديوهات التحليل بعيداً عن ضغوط مهنة البحث عن المتاعب، فقد أتت به إدارة نيوكاسل لإنقاذ الفريق في نهاية الموسم ولكنه تعرض لـ 5 هزائم في 8 مباريات وهبط الفريق إلى دوري الدرجة الأدنى، وخلاصة تجربة شيرر أن «رابطة العنق» التي ظهر بها كمدرب كادت أن تخنق تاريخه كهداف أسطوري للدوري الإنجليزي. مخاوف زيزو زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد هو الأسطورة الأحدث التي تدخل عالم التدريب، ولا يوجد خلاف على أنه أحد أفضل نجوم الساحرة على مدار تاريخها، فقد حصل على بطولة الدوري في إيطاليا وإسبانيا، فضلاً عن دوري الأبطال وكأس العالم وأمم أوروبا ولقب أفضل لاعب في العالم 3 مرات أعوام 1998 و2000 و2003. وعلى المستوى التدريبي لا يملك زيزو شيئاً حتى الآن، فقد تولى منصب المدرب المساعد للفريق الأول لريال مدريد 2013 - 2014 لفترة قصيرة، كما خاض مع فريق ريال مدريد الثاني تجربة تدريبية، قبل أن يفجر فلورنتينو بيريز رئيس الريال مفاجأة كبيرة بقرار قد يكون بداية لنجاح أسطوري أو فشل تاريخي لزيدان في تجربته التدريبية الأولى مع أحد أكبر أندية العالم إن لم يكن أكبرها وأهمها على المستوى التاريخي. يدرك زيزو بطبيعة الحال صعوبة المهمة، فقد أصبح مديراً فنياً للريال، الذي يشتهر بأنه «محرقة» المدربين، ويكفي دليلاً على ذلك أن أسماء تدريبية عملاقة مثل دل بوسكي، وكابيللو، ومورينيو، وأنشيلوتي، تمت إقالتهم بعد أن جلبوا البطولات للريال، كما أن البرنابيو يهتف ضد الجميع سواء لاعباً أو مدرباً في لحظات تراجع المستوى أو الهزائم دون أن يقيم لنجومية لاعب أو مدرب وزناً، فقد هتف جمهور الريال ضد كريسيتانو رونالدو «الهداف التاريخي للنادي»، وضد مورينيو وغيرهما من اللاعبين والمدربين. زيدان أكد في تصريحاته أنه يدرك جيداً ربط الجماهير والإعلام بين أسطورته كلاعب وفرص نجاحه كمدرب، فقال: «أدرك جيداً أن تاريخي كلاعب لم يعد مهماً الآن، لقد أصبحت في مرحلة جديدة، ويجب أن أحقق النجاح في عالم التدريب بقيادة الريال لتحقيق الانتصارات، المرحلة الجديدة تختلف كلياً عن كل ما حققته من قبل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©