الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

السودانيون يقاطعون اللحوم لمحاربة ارتفاع الأسعار

السودانيون يقاطعون اللحوم لمحاربة ارتفاع الأسعار
18 سبتمبر 2011 00:49
نفدت الخيارات أمام إشراقة يوسف مع استمرار ارتفاع أسعار الغذاء بالعاصمة السودانية الخرطوم، فقررت اتخاذ إجراء جذري وهو مقاطعة اللحوم. وخلال اليومين الماضيين جلس أطفالها أمام عشاء نباتي نادر لتوفير المال في جزء منه وتضامناً مع احتجاج نادر أيضاً يتمثل في مقاطعة منظمة للحوم الأغنام والبقر والدجاج وغيرها من أنواع اللحوم الأخرى الأصناف الأساسية في المطبخ السوداني. وقالت إشراقة يوسف، المحامية التي تعيش في الخرطوم،: “اللحوم باهظة الثمن لذا فمن اليوم لن نشتري لحوماً.. هي ليست صحية على كل حال”. وتأمل الجمعية السودانية لحماية المستهلك التي تنظم المقاطعة أن ينضم الكثير لإشراقة يوسف خلال الأيام المقبلة ليدفعوا بمطابخهم إلى الخط الأمامي لحركة جماعية ضد ارتفاع أسعار السلع الأساسية. ويندر تنظيم احتجاجات في السودان. وقمعت قوات الأمن على الفور بضع احتجاجات شوارع نظمت في وقت سابق من العام مستلهمة انتفاضات الربيع العربي. ويقول الجهاز المركزي للإحصاء في السودان إن أسعار اللحوم ارتفعت بأكثر من 41% خلال أغسطس مقارنة بنفس الفترة في العام الماضي على خلفية ارتفاع التضخم الذي اتهمت الحكومة محتكرين ومخزنين بالتسبب فيه بينما يقول منتقدون إن سببه هو سوء الإدارة الحكومية. ووصل التضخم الإجمالي إلى 21,1% في نفس الشهر مقارنة بنسبة 17,6% قبل عام. وقفزت تكلفة زيت الطهي 47,7% عن العام السابق بينما ارتفعت أسعار الأسماك التي يجلب اغلبها طازجا من النيل بنسبة 33,2%. ويقول ياسر ميرغني عبدالرحمن، رئيس الجمعية السودانية لحماية المستهلك،: “اللحوم أصبحت باهظة الثمن رغم أنها تنتج في أغلبها محلياً. لا يوجد من يبرر (ارتفاع) الأسعار”. وأوضح، وهو يوزع ملصقات للحملة في وسط الخرطوم ،”يصل سعر كيلو اللحوم الى ثلاثين (11,20 دولار بالسلع الرسمي) أو حتى 36 جنيها (سودانياً). كان سعرها في العام الماضي عشرين”. ومضى عبدالرحمن يقول “سنواصل (الحملة) مع منتجات أخرى. الحليب والخضراوات مثل العدس غالية جداً هي الأخرى”. وتأتي الاحتجاجات في وقت صعب على نحو خاص بالنسبة للاقتصاد السوداني المثقل بسنوات من الحرب الأهلية وعقوبات اقتصادية أميركية. وخلال يوليو الماضي، أعلن جنوب السودان استقلاله آخذاً معه 75% تقريباً من احتياطات النفط السودانية شريان الحياة لاقتصاد البلاد. ووعدت الخرطوم بتعويض الخسارة بالتنقيب عن المزيد من حقول النفط على الجانب الخاص بها من الحدود وتعزيز صناعة الذهب الصغيرة وتنويع الزراعة وغيرها من الصناعات بدرجة اكبر. ولم تظهر حتى الآن سوى دلائل ضعيفة على التقدم لبث الثقة في مستقبل الاقتصاد وتراجع الجنيه السوداني لمستويات منخفضة جديدة أمام الدولار في السوق السوداء. وزاد التضخم بأكثر من الضعف منذ نوفمبر، عندما خفضت الحكومة قيمة الجنيه للتوافق مع أسعار السوق السوداء مما صعب اكثر شراء أغذية مستوردة وسلع استهلاكية. وزاد أيضاً من ارتفاع الأسعار خفض الدعم الحكومي الذي فرض في إطار إجراءات تقشفية عاجلة عقب خسارة الجنوب. ويتهم بعض المنتقدين الحكومة بإهمال وسوء إدارة الزراعة وصناعات الثروة الحيوانية خلال سنوات الغناء النفطي في السودان. وقالت عائشة بكر. التي تدير مطعماً شهيراً في ضاحية الخرطوم-2 الراقية: “يذهب أغلب ما عندنا من لحوم للتصدير إلى السعودية ومصر وأماكن أخرى. إذا أوقفت التصدير ستنخفض الأسعار”. ودفع أيضاً تجدد العنف على طول حدود السودان الجديدة غير المحددة بالضبط مع جنوب السودان الأسعار للزيادة بسبب إعاقة التبادل التجاري والوصول للأسواق. وفي جنوب كردفان التي يقاتل فيها الجيش جماعات معارضة مسلحة، قفز التضخم 35,6% خلال أغسطس مقارنة بنسبة 5,1% فقط قبل عام وفقاً لبيانات الجهاز المركزي للإحصاء. وقال تامر عبدالكريم، وهو طبيب شاب في مستشفى بالخرطوم، “ليست اللحوم فقط مرتفعة الثمن. سعر الخضراوات مرتفع أيضا. يصل سعر الطماطم الى عشرين جنيها.” وقالت سيدة منزل تدعى علوية محمد “إن الأسعار تزداد كل يوم”.
المصدر: الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©