الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عودة حمى البحث عن الذهب في أستراليا

17 سبتمبر 2011 21:42
في الفناء الخلفي لكالجوري، لتلك البلدة المنعزلة في قلب الريف الأسترالي، هناك ما يشير إلى العودة إلى عصر البحث المحموم عن الذهب. فقد ذهب ستيوارت هوبر، البالغ من العمر ستين عاماً، يحول ما توفر له من مواد في مخزن متنوعات ومجموعة متناثرة من الأجزاء إلى معدة ميكانيكية تستطيع كل أسبوع معالجة نحو 10 أونصات من الذهب المستخرج من منجمه الخاص الذي يبعد عنه نحو 240 كيلومتراً. ويعتقد هوبر، المزارع ومربي الماشية السابق، أن في مقدوره أن يجني 250 ألفاً إلى 300 ألف دولار أسترالي في السنة. ويقول: “ليس من العسير تركيب مصنع صغير، ولا يتطلب الأمر سوى أن تكون لديك خبرة ما في تصنيع الغلايات وفي مجال الكهرباء”. وشجعت أسعار الذهب التي بلغت أرقاماً قياسية تجاوزت 1900 دولار أميركي خلال أغسطس الماضي، الناس إلى العودة إلى حمى الذهب في هذه المنطقة النائية التي سميت حقول الذهب (جولد فيلدن) منذ عام 1892. ويعد هوبر من ضمن 6000 باحث عن الذهب ينشطون في غربي أستراليا حسب خبراء. ومنحت دائرة المناجم والبترول الحكومية الأسترالية 1721 تصريحاً لصغار المنقبين عن الذهب في الأشهر الستة الأولى في هذا العام. فضلاً عن 1594 تصريحاً صدرت عام 2006 حين كان سعر أونصة الذهب لا يتجاوز 600 دولار. في صناعة تهيمن عليها شركة “باريك جولد” الكندية وشركة “نيو مونت مايننج” الأميركية، اللتان أنتجتا معاً 15 في المئة من إنتاج الذهب العالمي عام 2010، تعتبر كالجورلي أحد الأماكن النادرة في العالم التي لا تزال لشركات التعدين الصغيرة تواجد على الخارطة العالمية. ومنذ قرن مضى حين كانت آخر صرعات البحث عن الذهب في سبيلها إلى النفاد كان ينتج معظم الذهب العالمي على يد صغار شركات التعدين. أما اليوم تقوم شركات تعدين متخصصة في أكثر من 70 دولة بإنتاج نحو 330 طناً من الذهب أو 11 في المئة من الإنتاج العالمي حسب إحدى المنظمات غير الحكومية في كندا. وتحتوي المنطقة المحيطة بكالجورلي (الواقعة قريباً من الطرف الجنوبي لحقل يمتد لمسافة 800 كيلومتر تكون منذ 2,6 مليار سنة حين انبثقت حمم حاملة للذهب من جوف الأرض في سلسلة من الزلازل) حوالى 6% من الذهب القابل للاستخراج بطرق اقتصادية في العالم. وفي أوج فترة التكالب على الذهب في بداية القرن العشرين كانت كالجورلي يقطنها 30 ألف نسمة. ويعتبر الباحثون عن الذهب في كالجورلي المحتوية على احتياطيات ضخمة من الذهب محترفين أكثر منهم هاوين. ويقول خبراء إن صغار المنقبين ينتجون ما يتراوح بين 4 و6 أطنان من الذهب كل عام، في الوقت الذي أنتج أكبر منجم ذهب في أستراليا 23،4 طن ذهب العام الماضي. وتغطي كومة مخلفات شركة بين “باريك” و”نيومونت” أجزاء من كالجورلي، والتي يسمى منجمها “الحفرة العظمى”، والتي يبلغ عمقها 600 متر أسفل سطح الأرض. وهناك العديد من أقطاب الذهب في هذه المنطقة مثل مارك كريسي المنقب المخضرم الذي يعمل معه الآن عشرة من الجيولوجيين والفنيين والذي ربح 130 مليون دولار أسترالي على الأقل حين باع منجمي برونزوينج وجوندي الواقعين شمالي كالجورلي عام 1994 لشركة نيومونت ولا يزالان ينتجان الذهب حتى الآن، حيث أنتج جونتي ما يساوي 400 مليون دولار أميركي من الذهب العام الماضي فقط، بينما ينتج برونزوبنج الذي تملكه الآن شركة “نافيجيتور ريزورسز “نحو 100 ألف أونصة من الذهب كل عام. ومنذ قرن مضى كان منقبو الذهب يستخدمون طرقاً أولية للكشف عن الذهب واستخراجه. أما اليوم فتستخدم كشافات معدنية مخصصة لهذا الغرض. وفي العام الماضي، استخرج منقب واحد كتلة في حجم كرة القدم تزن 50 رطلاً، سميت “اوسروكس”، باستخدام كشاف معدني في موقع شرقي كالجورلي. وبيعت هذه الكتلة مؤخراً لمشترٍ أميركي مقابل أكثر من مليون دولار. وما يزال الكثير من المنقبين يتذكرون سـنوات تسعينيـات القرن الماضي حين هبـط سعر الـذهـب إلى 250 دولاراً للأونصــة. وقد عمل تزايد سعر الذهب على إشعال المنافسة بين المنقبين والشـركات الكبرى. ويقول نيجل موفات مدير مسبك الذهب الوحيد بالولاية: “مع تـزايـد الباحثين عن الذهب في نفس المكان يصبـح من الصعب العثور على اكتشافات قيمة”. نقلاً عن: وول ستريت جورنال ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©