الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سيارات «لادا» الروسية تبحث عن المجد الغابر بقيادة فرنسية

سيارات «لادا» الروسية تبحث عن المجد الغابر بقيادة فرنسية
10 فبراير 2017 20:40
تولياتي (د ب أ) يخوض نيكولاس ماوري رئيس شركة «أفتوفاز» الروسية المتعثرة لصناعة السيارات، التي تنتج سيارات لادا الشهيرة، حرباً على جبهات عدة، بهدف استعادة أيام المجد الغابر للسيارة الروسية العريقة «لادا». ويواجه الرجل الفرنسي (56 عاماً)، الذي تولى رئاسة الشركة الروسية منذ نحو عام، الآن تراجع المبيعات وارتفاع حجم العمالة وتدهور سمعة منتجات الشركة المتحالفة مع شركة رينو الفرنسية. وقال ماوري إن لديه هدفاً رئيسياً في رأسه وهو «ضرورة مواصلة العمل من أجل الوصول إلى نقطة التوازن» بين الإيرادات والعائدات. وكي يحقق هذا الهدف يستعد نيكولاس ماوري لدخول السوق الألماني من خلال تصدير السيارة الصالون الجديدة «لادا فيستا»، المنتظر طرحها للبيع في مارس المقبل. المعروف أن شركة «أفتوفاز» التي تتخذ من القارب الشراعي شعاراً لها، هي أكبر منتج سيارات في روسيا. وكانت سياراتها لادا التي اشتهرت بالشكل الصندوقي معروفة جيداً في الدول الغربية في عهد الاتحاد السوفييتي السابق. إلا أنه في السنوات الأخيرة تزايدت معاناة الشركة من المشكلات الهيكلية التي زاد من حدتها تراجع مبيعات السيارات في السوق الروسي بشكل عام إلى النصف، خلال السنوات الأربع الأخيرة. في الوقت نفسه، فإن مصنع الشركة في مدينة تولياتي الروسية التي يوجد فيها مقر رئاستها، والواقعة على بعد نحو 1000 كيلومتر شرق العاصمة الروسية موسكو، قد انكمش بمقدار النصف تقريباً خلال السنوات العشر الماضية. وتستحوذ سيارات «لادا» على نحو 20% من سوق السيارات المحلية في روسيا، لكن الشركة لا تكاد تحقق أي أرباح من مبيعاتها التي وصلت العام الماضي إلى 266 ألف سيارة. وتراهن الشركة الروسية حالياً على التصدير لتحقيق الأرباح. وهنا يأتي دور السوق الألماني. يقول «ماوري» مازحاً: «مجموعتنا المستهدفة ليست فقط هؤلاء الذين يحنون إلى عصر ألمانيا الشرقية»، في إشارة إلى الحقبة السوفيتية عندما كان الشطر الشرقي من ألمانيا دولة مستقلة هي ألمانيا الشرقية التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفييتي. ويرى «ماوري» أن «لادا» ليس لديها الكثير الذي ستخسره من المراهنة على الدخول إلى السوق الألمانية، لكنه في الوقت نفسه لا يتوقع إغراق السوق الألماني بالسيارة «لادا». يذكر أن أسواق التصدير الرئيسية المستهدفة للشركة حتى الآن هي الجمهوريات السوفيتية سابقاً «وفيما بعد سنسعى إلى التوسع في الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية»، بحسب «ماوري». ويقول «سيرجي إيفانوف»، رئيس تحرير موقع «كار تايمز دوت آر.يو» الروسي، المتخصص في موضوعات السيارات، إنه «من الجيد زيادة الصادرات إلى ألمانيا، لكن ذلك لن يكون كافياً». وقد نجحت «أفتوفاز» في بيع نحو 1600 سيارة في ألمانيا خلال العام الماضي. ويعتقد «ماوري» أن الشركة تستطيع زيادة المبيعات في ألمانيا إلى ألفي سيارة بعد طرح السيارة «لادا فيستا». ويقول رئيس الشركة الروسية: «نود اختبار السيارة فيستا في أكثر أسواق أوروبا طلباً على السيارات، والتأكيد لعملائنا الروس أن هذه السيارة ستحقق نجاحاً في ألمانيا». وتحاول «أفتوفاز» بجد، التغلب على اشتهارها بانخفاض جودة سياراتها. وهناك نكات روسية كثيرة على سيارات «لادا»، ومنها مثلاً «كيف يمكن أن تضاعف قيمة سيارتك لادا؟.. املأ الخزان بالوقود» ولكن «ماوري» يرد على هذه الانتقادات بالقول إن سيارات «لادا» أثبتت وجودها في الماضي كبديل جيد للسيارات عالية الثمن. ويقول: «نعرف أن سمعة لادا تدهورت، لكننا نعرف أيضاً أنه من السهل إصلاحها»، مشدداً على أن سيارات «لادا» اليوم تحسنت بشدة عن سياراتها السابقة. ويضيف أنها «سيارة عادية تماماً بسعر جيد للغاية.. نحن نكافح لكي ننتج سيارات أكثر قدرة على المنافسة وأعلى جودة وأقل تكلفة». في الوقت نفسه، شهدت الشركة الروسية رحيل عشرات الآلاف من عمالها خلال السنوات الأخيرة في ظل معاناتها، وما زالت تضم نحو 50 ألف عامل، وهو رقم كبير ويهدد جهود إخراجها من أزمتها. يقول «ماوري»: من الواضح أن عدد العاملين في الشركة أكبر كثيراً مما ينبغي، لكن «في مدينة تعتمد على صناعة واحدة مثل تولياتي، لا يمكننا فصل هؤلاء الناس ببساطة». في الوقت نفسه يقول «سيرجي إيفانوف»: إنه لا يرى تغييراً مهماً في أداء الشركة في ظل رئاسة «ماوري»، مضيفاً أنه «من دون مساعدة مالية، ستكون محاولة إعادة توجيه الشركة صعبة للغاية.. رغم تحسن صورتها، فما زالت سيارة لادا هي أسوأ من أي سيارة أوروبية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©