السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الصيد والفروسية».. بانوراما تراثية تحتفي بمفردات الهوية الإماراتية

«الصيد والفروسية».. بانوراما تراثية تحتفي بمفردات الهوية الإماراتية
17 سبتمبر 2011 21:44
انتهى مساء أمس الكرنفال التراثي الإماراتي العالمي المعنون بـ «المعرض الدولي للصيد والفروسية 2011»، بعد أن فاح أريجه على مدى أربعة أيام في العاصمة أبوظبي، معلناً عن لطائف من الهوية الإماراتية الأصيلة، عبر مجموعة من الفعاليات والعروض، استقطبت عشرات الآلاف من الزائرين، الذين توافدوا من كل حدب وصوب للاستمتاع بكل ما هو جميل وأصيل عن الصيد والفروسية باعتبارهما، من أهم مفردات التراث الإماراتي. استقطب معرض الصيد والفروسية على مدى أيامه الأربعة آلافاً من الزوار من دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدول العربية والأوروبية. الذين حضروا للتعرف على جديد المعرض والتبضع لموسم الصيد الذي يبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة، ومن بين الأقسام المميزة التي تصدرت «المعرض الدولي للصيد والفروسية»، جناح هيئة أبوظبي للسياحة، الذي أقيم بغرض الترويج السياحي لإمارة أبوظبي في هذا المحفل العالمي. في هذا الإطار، قال سعيد حمدان، المدير الإعلامي لهيئة أبوظبي للسياحة، إن معرض الصيد والفروسية يعد واحداً من أهم المعارض المتخصصة التي تقام في المنطقة، كونه يستقطب أعداداً هائلة من السائحين الخليجيين والمهتمين بعالمي الصيد والفروسية من أنحاء العالم. مرتبة متقدمة بالنسبة لهيئة أبوظبي للسياحة، يأتي السائح الخليجي في مرتبة متقدمة من الاهتمام، ولذلك من الطبيعي أن تحرص الهيئة على الوجود داخل المعرض، من أجل تسليط الضوء على المعالم السياحية والفعاليات التي تنظمها العاصمة الإماراتية خلال الفترة المقبلة، وكذلك التعريف بأبوظبي كوجهة سياحية رائدة، ليست على مستوى المنطقة فقط، بل تتعدى ذلك إلى قارات العالم أجمع، لما صارت تتميز به أبوظبي من قدرة عالية على تنظيم الفعاليات والأحداث العالمية، فضلاً عن معالمها الحضارية والتراثية المميزة، التي تستقطب السائحين على اختلاف أهوائهم وميولهم. إلى ذلك، أوضح حمدان أن المعرض يعد فرصة هائلة للترويج للسياحة الداخلية، كون المعرض يهتم بالأساس بمجال الصيد والفروسية، الذي يلاقي قبولاً من مختلف شرائح المجتمع الإماراتي، حيث أصبح معرض الصيد والفروسية من المعارض المهمة على المستوى الإقليمي والدولي، وصار العديد من المهتمين يتابعون المعرض. وفي سياق الترويج السياحي لأبوظبي، قال حمدان «ستقوم الهيئة الشهر المقبل بجولة تعريفية في دول مجلس التعاون الخليجي، وتحديداً في السوقين السعودي والقطري، لتعريف السائح الخليجي بأحدث الفعاليات التي ستشهدها إمارة أبوظبي والنشاطات التي ستقام خلال الربع الأخير من هذا العام، وتعتبر هذه الجولة التعريفية الثانية التي تقيمها الهيئة لهذا العام». فارسات الصورة وثمة قسم «فارسات الصورة»، وهو الاسم الذي أطلقته كل من الفنانتين التشكيليتين رويدا الحاج صاحبة الريشة والألوان، وزميلتها نادرة محمد بدري عاشقة التصوير الفوتوغرافي، اللتان جمعهما حب الخيل والفروسية على مائدة الفن التشكيلي، فأخرجتا كياناً نسائياً فنياً إماراتياً حمل اسم «فارسات الصورة»، والذي شغل قسماً مميزاً في المعرض. إلى ذلك، قالت الحاج إنهما تعرضان مجموعة من الصورة الفوتوغرافية للمصورة نادرة بدري، إلى جانب لوحات فنية نفذتها هي، والأعمال كافة تتغنى بالخيل وأهميتها في الهوية العربية. إلى جانب الأعمال الفنية التشكيلية لـ»فارسات الصورة»، هناك قسم مشترك بينهما تقومان من خلاله بتصميم وصناعة إكسسوارات الخيل العربي، وهو المشروع الذي لاقى إقبالاً كبيراً من ملاك ومربي الخيل، ما أدى إلى وضع خطط مستقبلية لتطوير المشروع، بحسب الحاج، التي أوضحت أن هذه المشاركة المشتركة الثانية لهما تحت اسم «فارسات الصورة» داخل معرض الصيد والفروسية، إلى جانب العديد من الفعاليات المهتمة بالصيد والفروسية الجاري تنظيمها والإعداد لها خلال الفترة المقبلة. وأضافت أن هذا التجمع الفني بدأ قبل نحو عامين في نادي الشارقة للصيد والفروسية، حيث كان اللقاء الأول مع نادرة، وبعد ذلك أخذتا تنفذان كل أعمالها سوياً من خلال ورش عمل، مشيرة إلى أن هذا الاتحاد أو التمازج الفني أضاف لهما الكثير من حيث تبادل الخبرات وتوسعة الأفق والرؤية في مجال العمل الفني أياً كان توجهه. وعن أبرز الأعمال المطروحة في المعرض، قالت الحاج إنها تحمل اسم «بوابة قلعة الميل»، وتعبر عن بوابة قلعة الميل الموجودة في مدينة ليوا بالمنطقة الغربية، أما الخيل المرسوم في واجهة تلك البوابة، يسمى «أورة المصري» وهو من الخيول العربية الجميلة والتي حققت نجاحات في كثير من المسابقات وفازت ببطولات عديدة. ومن اللوحات الأخرى المهمة التي تعرضها الحاج لوحة فنية تحت اسم «الخيل» ومنقوش عليها الحديث الشريف «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة». وقالت التشكيلية الإماراتية إن الخيل مخلوق جميل ومكرّم وتم ذكره في القرآن والسنة، ولذلك يطيب لكثير من الفنانين الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث للتعريف بهذا الكائن الجميل الذي صار ملازماً للإنسان العربي على امتداد تاريخه، لافتة إلى أن خبرتها مع عوالم الخط العربي مثلت دافعاً لها على إبراز ما لديها عبر هذه اللوحة التي جاءت معبرة بشكل كبير عن جماليات الخط العربي، على خلفية لونية رائعة خدمت العمل الفني وأسهمت في إبرازه بشكل مؤثر. ضيافة سعودية حلت المملكة العربية السعودية ضيفة على معرض الصيد والفروسية لهذا العام ممثلة في الهيئة السعودية للحياة الفطرية. في هذا الإطار، قال بدر الفالح، نائب مدير إدارة التراخيص والمسؤول عن المشاركة السعودية بالمعرض، إن الغرض من المشاركة هو الوجود مع أهل الإمارات في هذا العرس التراثي العالمي بامتياز، والذي استقطب عشاق البيئة العربية والتراث بأنواعه من مختلف بقاع الأرض. ومن أهداف المشاركة أيضاً، وفقه، التوعية بالحياة الفطرية وأهمية الحفاظ عليها خاصة من خلال التعريف بمجالات حماية البيئة وتطبيق الاتفاقيات الدولية وأهمها اتفاقية «سايتس» (CITES)، وهي اختصار لاتفاقية الاتجار الدولي بالأنواع الفطرية المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات. وأوضح الفالح أن الاتفاقية تهدف إلى مراقبة وتنظيم الاتجار بالكائنات الفطرية المهددة بالانقراض بسبب التجارة أو الاستخدام الشخصي لمنع تهديدها، وذلك بمتابعة تنقل هذه الكائنات أو المنتجات عبر الحدود الدولية، حيث تلزم الدول الأعضاء بإصدار تراخيص استيراد أو تصدير أو إعادة تصدير لأي كائن فطري أو منتج سيعبر حدودها الدولية، لافتاً إلى أن جوهر الاتفاقية القوائم التي يصدرها ويعدلها مؤتمر الأطراف والذي يعقد كل ثلاث سنوات، حيث تنظم هذه القوائم ما يقرب من 35 ألف نوع حيواني ونباتي. وقال إن الشيء الذي ميز مشاركة الهيئة السعودية للحياة الفطرية في معرض هذا العام تمثل في البدء في إعطاء جوازات للصقور بما يتيح للصقارين التنقل بين بعض الدول العربية لتفعيل الاهتمام بعالم الصقور بين تلك الدول. مشاركة يابانية من السعودية نذهب إلى اليابان التي جاءت بمشاركة متميزة هذا العام، من خلال التعريف بطرق تقديم الشاي الأخضر ذات الدلالات الخاصة في الثقافة اليابانية، حيث ذكرت المسؤولة عن الجناح الياباني في المعرض أن هذا النوع من الشاي الذي عرف للمرة الأولى في القرن الثاني عشر ويحمل اسم «ماتشا»، كان يقدم إلى رهبان الطائفة البوذية بعد عودتهم من الدراسة في الصين، وكان يستخدم لتنقية العقل أثناء التأمل، كما تم تقديمه كدواء، بالإضافة لاستخدامه الرمزي في المراسم وبعد ذلك انتشر وعرف باسم «ماتشا»، إلى أن تطورت فكرة اجتماعات الشاي بوصفها وسائل متميزة للإنجاز الروحي والجمالي عند اليابانيين، وقد أدى هذا إلى ابتكار غرف مصممة خصيصاً لمثل هذه الاجتماعات. أما السيف الياباني الشهير الذي عرف عبر حكايات الساموراي (المحارب الياباني القديم)، فزين واجهة الجناح الياباني، وعنه قال كوهي يامازوي إن هذا السيف يسمى «الكاتانا» وتستغرق فترة صنع الواحد منه من عام إلى عامين، وتتم زخرفته بأشكال معينة بحسب نوعية استخدامه، وفي اليابان القديمة كان زعيم الطبقة الحاكمة يمنح الدعم لمجموعة الحرفيين للحصول على أفضل النوعيات فقط من سيف الكاتانا. وأوضح يامازوي، أن كلمة «الكاتانا» بحسب الثقافة اليابانية القديمة تعني الأداة القاطعة الوحيدة المستخدمة في قتل الإنسان، ولكن الكاتانا كانت الأداة الوحيدة المستخدمة في القتل وبسبب هذه الحقيقة أصبح سيف الكاتانا يعرف باسم «سيف السيوف». إبداع إماراتي عكست قطع فنية ضمها جناح «جواهر التراث» التراث الإماراتي بمختلف أشكاله. إلى ذلك، قال المسؤول عنه السيد منصور، إنه يقدم مجموعة من الهدايا التراثية الثمينة المصنوعة من الفضة الخالصة المطلية بالذهب، والتي تحمل كل منها فكرة معينة، ومن ذلك مجسم يعرف بـ «الواحة»، وهو عبارة عن جمال ونخيل وأرضية تمثل الرمل، ولكنها مصنوعة من اللؤلؤ الطبيعي، وهذا الشكل يعكس حياة البادية وارتباط الفرد الإماراتي بها. وأضاف أنه يقدم أيضاً مجموعة من أوجه التراث البحري والصحراوي والجوي المرتبط بالهوية الإماراتية، فضلاً عن مجموعة من السيوف والخناجر وهي جميعاً من أفكار المصمم والمبدع الإماراتي ياسر الفردان. أما أجمل وأندر المعروضات، وفقه، فهي مجسم للصقر الحر، ويدخل في تكوين رأسه 980 قطعة ألماس، وكل عين بها تسعة قراريط من الأحجار الكريمة، والمجسم يتكون من 17 كيلو جراماً من الفضة ونحو 270 جراماً من الذهب ويبلغ سعره 500 ألف درهم، وهو القطعة الوحيدة من نوعها في العالم. وقال منصور «يوجد في المعرض أيضاً مجسم رائع لمسجد الشيخ زايد، وهو مصنوع من الفضة المطلية بالذهب، واستغرق صنعه حوالي عامين وشارك فيه ثمانية مصممين من جنسيات مختلفة. وهناك أشكال تراثية مختلفة لحياة ما قبل النفط، مثل عملية تمليح السمك من أجل حفظه، واجتماع الرجال في موسم الغوص، وكذلك الحرف اليدوية القديمة، مثل صناعة الدلال والحدادين، وغيرها من شذرات التراث الإماراتي التي تم التعبير عنها بأشكال فنية شديدة الإبداع قام عليها أبرز الفنانين الإماراتيين والعالميين». سارة .. قصة كفاح ترويها فارسة الإرادة أبوظبي(الاتحاد)-من الوجوه الإماراتية المميزة في المعرض الدولي للصيد والفروسية سارة القبيسي، التي كانت شعلة من النشاط ولم تمنعها إعاقتها من العمل بنجاح داخل جناح هيئة البيئة الذي أقيم على هامش معرض الصيد والفروسية، بغرض التعريف بجزيرة «بوطينة». وعن دورها قالت القبيسي، إنه يتمثل في المساعدة على إلقاء الضوء على هذا المعلم الإماراتي العالمي المهم المتمثل في جزيرة بوطينة، وتعمل على مساعدة الجمهور إلى التعرف أكثر على جزيرة بوطينة وأهميتها الكبيرة بما تضمه من تنوع مدهش للكائنات الحية، وذلك من أجل حفز الأصوات المرشحة لها لتكون واحدة من عجائب الدنيا السبع. وتتم عملية العريف من خلال توزيع الكتيبات عن الجزيرة، وطريقة التصويت لها سواء عن طريق الشبكة العنكبوتية أو عن طريق الرسائل النصية القصيرة. ولفتت القبيسي إلى أن عملية الترشيح مفتوحة أمام جميع الجنسيات وليست حصراً على أبناء الإمارات فقط، ما يضاعف المجهود الذي تبذله خلال أيام المعرض للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الزائرين لهم وكسبهم في صفوف المؤيدين لجزيرة بوطينة لتكون واحدة من عجائب الدنيا السبع. وأوضحت القبيسي أن جزيرة بوطينة لا تزال مغلقة أمام الجمهور بوصفها محمية طبيعية لا تجوز زيارتها حفاظاً على ندرة الحياة الطبيعية فيها، غير أنه مع نهاية الشهر الحالي سيتم فتح أبوابها أمام الجمهور لأول مرة لمدة 45 يوماً، من أجل خلق حالة من التفاعل المباشر بين الجمهور والجزيرة، ما يسهم في إنجاح عملية التصويت وترجيح كفة الجزيرة . ترفيه إلكتروني بصبغة تراثية أبوظبي (الاتحاد) - الترفيه المرتبط بالتراث والثقافة العربية الأصيلة كان له نصيب في معرض الصيد والفروسية عبر لعبة «أساطير القوة» وهي لعبة إلكترونية تمزج بين الترفيه والفروسية والثقافة، ما دعا مجلة «هماليل» التي تهتم بالتراث وتصدر من أبوظبي إلى رعاية هذه اللعبة المميزة، التي قال عنها محمد سليمان، مدير المبيعات في شركة «تحدي»، التي قامت بتعريبها، «إنها مصنفة أولى عالمياً ومن أهم الألعاب في الوطن العربي والعالم، فهناك ما يقرب من 45 مليون لاعب حول العالم يمارسونها. وشرح «هذه اللعبة تقوم على أنك تعيش في عالم افتراضي من خلال شخصية خيالية تقوم باختيارها، وهذه الشخصية تقوم بتأدية مهام ثقافية وأدبية مشوّقة ومثيرة». ومن الأشياء التي جرى الاهتمام بها خلال اللعبة، وفقاً لسليمان، الفروسية والخيول كما يمكن للاعبين تكوين قبائل كاملة والقيام بتزعمها وإدارتها. وذكر سليمان أنه من الإضافات المميزة لهذه اللعبة والتي تعكس الهوية العربية، فقرة «رمضان الخير»، وكذلك تمت إضافة اللبس التراثي الخليجي من كندورة وعقال للرجل، وعباءة وشيلة للمرأة. كما تمت إضافة الجمل في العديد من الممارسات التي تتم داخل اللعبة. ومن الإضافات المثيرة على تلك اللعبة المرتبطة بالتراث الإماراتي الخليجي، قال سليمان «إن هناك مسابقة تقوم على تجميع التمر وتقديمه إلى شخصية المتنبي، الذي يقوم بطرح مجموعة من الأسئلة الثقافية، وكلما نجح اللاعب في الإجابة عليها حصل على جوائز عينية سواء داخل اللعبة أو خارجها مثل أجهزة الكمبيوتر المحمول والآي باد». أسعار الصقور أبوظبي(الاتحاد)-من الأجنحة المميزة في معرض هذا العام، «فالكون سنتر»، الذي زيّن واجهته بمجسم ضخم لمشهد رائع من الحياة البرية، يمثل مجموعة من النمور والغزلان في حالات من المطاردة والصيد، كما عرض الجناح مجموعة كبيرة من الصقور مختلفة الأشكال والأحجام والأنواع. إلى ذلك، قال ناصر الحمادي، المسؤول عن تلك الصقور، إن أهم أنواع الصقور التي يعرضها هي جيربيور، وجير شاهين، وفصائل الجير الحر مثل 3 كوارتر، و92، و50/50، و78، وبيور، والتبع (وهو ذكر الصقر شاهين). وعن أسعار الصقور وتفاوتها، أوضح الحمادي أن هناك عدداً من المؤشرات تتحكم في تحديد سعر الصقر ومنها، اللون، الوزن، التقاطيع، السلالة، أبعاد الحجم، مشيراً إلى أنها تتراوح من 10 آلاف إلى 90 ألف درهم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©