الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجنوبيون ومصر

22 فبراير 2008 23:47
القضية المصيرية الكبرى التي تشغل بال المفكرين السودانيين، هي هل سيظل السودان موحداً يجمع بين الشمال الحالي والجنوب الحالي؟ أم أنه سينفصل إلى قطرين بانفصال الجنوب، عندما يحين وقت استفتاء الجنوبيين ليحددوا خيارهم· هناك ثلاث سنوات تفصل بيننا وبين موعد ذلك الاستفتاء، ولكن لأهمية الموضوع ولأن إعداد ميدان تشجيع الجنوبيين على التصويت للوحدة يحتاج إلى وقت وجهد فإن ثلاث سنوات لا تبدو فترة طويلة أو حتى كافية لتنفيذ تلك المهمة· إن انفصال الجنوب عن الشمال أو بقاءه، أمر كذلك يهم جيران الســودان خوفـــاً من أن ينعكـس مــا قــد يحــدث في السودان مثل الانفصال على وحدة أولئك الجيران، ولكن أكثر جيران السودان اهتماماً بهذه القضية هي مصر جارته الشمالية، التي يهمها قبل كل شيء أن يستمر تدفق مياه النيل من منابعه وحتى داخل حدودها دون اضطراب أو تعقيد، والنيل في فرعه القادم من البحيرات الاستوائية في شرق أفريقيا، يمر أولاً بالجنوب السوداني، ثم يتجه شمالاً· كان لا بد من هذه المقدمة لننتقل إلى خبر مهم حدث الأسبوع الماضي، وهو قيام السيد ''سلفا كير ميارديت'' -النائب الأول لرئيس الجمهورية السودانية ورئيس حكومة الجنوب- بزيارة إلى القاهرة، التقى فيها الرئيس المصري ورئيس وزرائه، وأجرى خلالها محادثات مهمة تتعلق بعلاقة الجنوب السوداني بجمهورية مصر العربية، بل قد وضح خلال الزيارة أن السيد ''سلفا كير'' يأمل في أن تتولى القاهرة أمر إقناع الدول العربية الغنية بالاستثمار في الجنوب· إن الجنوب السوداني يحتاج إلى مال كثير ليتمكن من تأهيل بنيته التحتية وإزالة آثار الحرب التي استمرت عشرات السنين؛ وفي هذا الصدد فإن كثيراً من المعلقين السياسيين يقدرون أن حجم مساهمة رأس المال العربي في إعمار الجنوب، من شأنه أن يكون له أثر إيجابي في قضية استفتاء الجنوبيين عندما يحين تنفيذه، العقدة الكبرى في العلاقة بين السودانيين الشماليين والجنوبيين هي أن الشمال عربي الجذور في حين أن الجنوب أفريقي· لم يفت السيد ''سلفا كير'' خلال زيارته لمصر، أن يتناول أمراً آخر يهم المصريين أكثر من غيرهم، وهو السعي المشترك لزيادة مياه النيل في طريقها من حدود السودان جنوباً إلى مصر، حيث تتم عملية التخزين الكبرى في السد العالي، فقد اقترح رئيس حكومة الجنوب على الرئيس المصري ''حسني مبارك'' أن تعود مصر للمساهمة في تنفيذ مشروع ''جونقلي'' في جنوب السودان، وهو مشروع يغطي منطقة يواجه انسياب النيل فيها تكاثر أعشاب النيل، وقد بدأ تنفيذه في بداية الثمانينات من القرن الماضي، ولكن قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، كانت تقاتل ضد الحكومة، وهاجمت منطقة العمل في ''جونقلي'' وأحدثت أضراراً كبيرة في المعدات، وكان أن توقف المشروع وهو ما يريد السيد ''سلفا كير'' إعادة الحياة له· إنه مشروع من شأنه أن يزيد من كميات مياه النيل بنحو 8 مليارات متر مكعب، محسوبة عند السد العالي، فقد اتفق من قبل على أن هذه الزيادة في المياه ستوزع مناصفة بين السودان ومصر· محجوب عثمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©