يعود نجم الريال السابق ولاعب يوفنتوس الحالي الفارو موراتا مساء اليوم إلى المكان الذي شهد مولده، وهو مدينة مدريد، مدافعاً عن قميص «السيدة العجوز»، بعد أسابيع قليلة من رحيله عن صفوف النادي الملكي، وهو ما يجعل الأنظار تتجه صوبه لمتابعته في موقعة «فيسينتي كالديرون» بين أتلتيكو مدريد وفريق اليوفي، والمفارقة أن موراتا بدأ يداعب كرة القدم في مراحل طفولته الأولى في صفوف أتلتيكو مدريد، ثم انتقل إلى خيتافي، قبل أن يلتحق بصفوف الريال ويترقى إلى صفوف الفريق الأول موسم 2010 -2011.
وفي حوار شامل مع موراتا نشرته الصحافة الإسبانية قبل ساعات من موقعة الليلة، قال موراتا: «أشعر بالسعادة والاستقرار مع اليوفي، وكما توقعت فإن اليوفي فريق كبير على الساحتين الإيطالية والقارية، كنت أدرك جيداً أنني قادم إلى أحد أكبر أندية العالم، لقد مررت بتجربة صعبة خلال فترة الصيف ترقباً للرحيل عن الريال والقدوم إلى اليوفي، وبعد أن عرفت مصيري وانتقلت إلى الدوري الإيطالي، عانيت في بداية الموسم من إصابة، مما جعلني أشعر بأن الأمور معقدة نوعاً ما، لكنني تعافيت، وشاركت مع الفريق في المباريات الأخيرة، مما جعلني أشعر بالسعادة والتفاؤل».
واعترف موراتا بصعوبة مباراة الليلة، مشيراً إلى أن أتلتيكو مدريد وصل إلى أفضل مستوياته خلال المواسم الماضية، وأصبح واحداً من أقوى أندية القارة، مضيفاً: «أعتقد أن المباراة سوف تكون غاية في الصعوبة، ولكنها في الوقت ذاته سوف تكون ممتعة ومثيرة، فريق أتلتيكو أصبح واحداً من القوى الكروية الكبيرة في القارة الأوروبية في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من معرفتنا بصعوبة المهمة وقوة المنافس على أرضه وبين جماهيره، فإننا قادمون من أجل تحقيق الفوز في فيسينتي كالديرون».
ولكن ماذا عن الضغوط الواقعة على كاهل اليوفي لكي يحقق الفوز في مبارياته بدوري الأبطال، ويستعيد هيبته القارية بعد السيطرة على البطولة المحلية في إيطاليا؟ عن ذلك قال نجم الريال السابق واليوفي الحالي: «يوفنتوس لديه تاريخ كبير في دوري الأبطال، وعلى الساحة الأوروبية عموماً، والأندية التي تواجهنا في دوري الأبطال تستدعي تاريخ اليوفي الكبير، وهذا أمر منطقي مما يجعل مهمتنا صعبة، على أي حال فريقنا يقدم مستويات جيدة في الدوري المحلي، كما نجحنا في الفوز بالمباراة الأولى بدوري الأبطال، سوف نأتي إلى فيسينتي كالديرون بحثاً عن الفوز لتعزيز حظوظنا في الوصول إلى الدور المقبل، ومواصلة مشوار البطولة، يجب أن نتحرر من الضغوط ونتعامل مع المباريات خطوة تلو الأخرى».
قصتي مع الملكي
وفي أحد أكثر المحاور أهمية في حديث موراتا، أكد أنه كان يريد أن يشعر بأهميته كلاعب في صفوف الريال، ولكن كثرة اللاعبين الذين يملكون فرصة للتواجد في التشكيلة الأساسية قلص من حظوظه في سنتياجو برنابيو، وتابع: «هناك الكثير من الأمور التي تحيط بتجربتي مع الريال، لقد كنت أريد أن أشعر بأهميتي في صفوف الفريق، لقد كنت أبحث عن الثقة، ولكنني وجدت الريال لديه 5 أو 6 حلول ووجوه هجومية تسبقني من حيث أولوية المشاركة في المباريات، ولكنني وجدت نفسي مع اليوفي، يكفي أن المدير الفني يتحدث معي دائماً، ويؤكد لي أنني أملك الكثير من فرص التطور على المستويات كافة، سواء تكتيكياً أو بدنياً، أشعر بأنني أتعلم الكثير من تجربتي الحالية مع اليوفي».
وكشف موراتا عن أنه كان يملك فرصة البقاء في الدوري الإسباني عبر أندية أخرى كانت ترغب في خدماته، ولكنه فضل الرحيل وخوض تجربة احترافية خارجية يصقل بها نفسه على المستويين الكروي والشخصي، وفسر ذلك بقوله: «تلقيت بعض العروض من أندية الليجا، كان في مقدوري البقاء في إسبانيا، ولكنني لم أقاوم عرض اليوفي، ومنذ اليوم الأول الذي قرع فيه اليوفي باب منزلي لم أفكر في ناد آخر، ومع مشاركتي في المباريات، وتسجيلي هدفاً بدأت أشعر بأنني على الطريق الصحيح، وبأن اختياري كان صائباً».
وأكد النجم الإسباني الشاب البالغ 21 عاماً، أن الكرة الإسبانية تمر بحالة جيدة ليس فقط بسبب قوة الريال والبارسا وأتلتيكو مدريد، أو لأسباب تتعلق بقوة الليجا، ولكن أيضاً لكثرة العناصر الإسبانية الموجودة في الخارج، حيث يقترب عدد العناصر الإسبانية المحترفة في الخارج من 200 لاعب، وخاصة في دوريات القارة العجوز، وعن تجربته الشخصية قال موراتا: «أشعر بأنني محظوظ، فالأجواء في إيطاليا قريبة إلى حد كبير من إسبانيا، هناك تقارب في الميول الغذائية، والعادات والتقاليد، والثقافة، مما يجعلني أشعر بالارتياح، وهذا يدفعني إلى التكيف سريعاً مع إيطاليا، من المهم جداً أن الكرة الإسبانية أصبح لديها وجوه كثيرة في الخارج، وهذا أمر مفيد لهؤلاء اللاعبين وللمنتخب الإسباني أيضاً».
عدد اليوم
