الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حول الطاولة لا على طرفيها

30 سبتمبر 2014 23:30
منذ أن خلق الله الكون، والإنسان في صراع مع الحياة، ويسعى للتفوق والتميز، ويسلك طريقهما بكل الوسائل المتاحة، يخفق تارة ويتفوق تارة أخرى، يتعثر أحياناً ويجمع ما تعثر عليها، ويبني منها سلماً يرقيه إلى النجاح. والشأن الرياضي مثل غيره من مناحي الحياة تتأثر سلباً وإيجاباً بمشاكلها وتحدياتها، والقائمون عليها يبذلون جهوداً مضنية للارتقاء بها بكل الوسائل وفي أحيان كثيرة تقف الإمكانات المادية حجر عثرة في سبيلهم، ولكن بالإرادة الحقيقية والخطط الطموحة والبرامج المدروسة نصل لأهدافنا المرسومة آجلاً أم عاجلاً. وما دعاني لكتابة هذه السطور هي انسحابات أندية الرمس والحمراء والعربي من مسابقات كرة القدم لأسباب مادية بحتة، وتبادل التهم بين أطراف العملية من أندية والهيئة العامة لرعاية الشباب واتحاد كرة القدم، وكأن الهيئة والاتحاد هما المقصران، وهما من عليهما تحمل وزر مجالس إدارات الأندية المنسحبة، وقلة مواردها المالية متناسين بأن هي من عليها تقييم الأمور ووضع الخطط الكفيلة باستمرارها في المسابقات وفق إمكاناتها. إلا أن تداعيات الانسحابات أوجدت جواً متوتراً ومشحوناً وتراشقاً إعلامياً بين الأطراف المختلفة دون الجلوس على طاولة الحوار لتدارس السبل الكفيلة لحلها، كما لم يبادر القائمين على تلك الأندية برفع الأمر لأولي الأمر وأصحاب القرار وشرح أسبابها والتي جلها مالية، في ظل الدعم المتواضع والصرف على اللاعبين الأجانب الذين يكلفون النادي مبالغ طائلة دون الحاجة اليهم، فلوائح اتحاد كرة القدم لا تحرم نادياً لا يضم في صفوفه لاعبين أجانب من المشاركة في مسابقاته، ولم يلزم الأندية بها، ولكن المعنيين في أندية الدرجة الأولى يسايرون الكبار في الوقت الذي لا تكفي مواردهم أنشطتهم. وفي خضم مشكلة الانسحابات تواصلت مع الصديق العزيز عبدالمحسن الدوسري، الخبير في الشأن الرياضي والوكيل المساعد لشؤون الرياضة في الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، أحد الكوادر الإدارية التي يلجأ إليه الكثيرون ممن تعصف بهم أمواج الرياضة المتلاطمة أسأله عن دور الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة فإذا به يفاجئني بجملة من الاقتراحات، وكان لتوه تباحث مع أقطاب النادي العربي حول المشكلة نفسها، ومحصلتها أنه أشار اليهم بضرورة دعم هذا النادي الوحيد في الإمارة وإن استعصى عليهم، فلينقلوا جل الأمر إلى الحكومة المحلية في مراحلها الأولى، وإلى الحكومة الاتحادية في مراحل لاحقة، إن لم تجد لمعاناتهم حلاً، وهدا ينطبق على الأندية الأخرى التي أعلنت انسحابها من مسابقات كرة القدم، وهي أندية لها بصماتها على الرياضات المختلفة، كما النادي العربي الذي كان متميزاً في رياضة الدراجات حتى وقت قريب وحقق فيها بطولات على كل مستوياتها. وخلاصة القول: إن مشاكلنا الرياضية لا تحل عبر وسائل الإعلام، وإنما بالجلوس على طاولة الحوار لا على طرفيها كل يرمي بسهامه على الطرف الآخر، فمواجهة المشاكل خير من القفز فوقها أو تجاهلها، لأنها قد تكبر وتتفاقم ويصعب حلها بعد ذلك، فأنسب الحلول لمواجهة مشاكلنا هو الحوار ولا شيء غيره، لأننا حتما سنجد الحلول التي ترضينا وتجنب أبناءنا التشتت واللجوء إلى الشارع لقضاء أوقات الفراغ أو التحسر على ما كان في الإمكان، فأبواب الهيئة العامة للشباب والرياضة مفتوحة وبالحوار نحقق الآمال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©