بيروت- جودت صبرا:
حشدت المعارضة اللبنانية في ساحات بيروت أمس ما وصفته وسائل الإعلام بطوفان من البشر، في المهرجان الذي طالب المتحدثون فيه باستقالة الحكومة وامهلوا الحكومة بضعة ايام لتشكيل حكومة وحدة وطنية مهددين بتصعيد المواجهات لتصل إلى اجتياح ''السراي الكبير'' حيث يحاصر المعتصمون منذ الأسبوع الماضي أعضاء حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة· ودعا نائب الأمين العام لـ ''حزب الله'' الشيخ نعيم قاسم في كلمته بمهرجان المعارضة أمس القابعين في القصور إلى الكف عن التمسك بالدعم الدولي والعربي الذي لا يفيد، وقال ''هذا الشعب يريد وطنه، فلا تتركوه إلى لصوص الوطن''·
وشدد الشيخ قاسم في كلمة خلال المهرجان على رفض المعارضة الانجرار إلى الفتنة الطائفية والمذهبية وقال: الجميع يرفعون علماً واحداً، وهو العلم اللبناني'' لافتاً إلى أنه لم يعدّ ثمة مكان لأميركا في لبنان·وتطرق إلى كلام رئيس ''تيار المستقبل'' النائب سعد الحريري الذي أشار فيه إلى أنه يتعاون مع أميركا ويأخذ منها العون للبنان · ودعا الشيخ قاسم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة للاستقالة حفظاً لشرفه ولشرف لبنان عندما تقول الحكومة الإسرائيلية إنها تجتمع لدعمه·
وأكد أن تحرك المعارضة لن يتوقف قبل تحقيق المشاركة الحقيقية· وخاطب فريق الأكثرية بالقول ''سنبقى نتحرك ونمارس حقنا كي تسقط هذه الحكومة بالكامل وتشكل حكومة وحدة وطنية، ولن نتعب من الشارع لأننا نحن الذين أتعبنا من لا يتعب في هذه المنطقة ،نحن لا نعاني من ضيق التنفس لأننا في الهواء الطلق وأنتم في السجون'' وحمل الأكثرية مسؤولية كل يوم يمر·
وأخيراً وجه النائب الجنرال ميشال عون كلمة إلى المعتصمين فأكد المضي في التحرك من أجل حكم جديد يفهم مقومات الحكم والديمقراطية وحاجات الشعب اللبناني· وشدد على رفض الطائفية والمذهبية والمال السياسي الذي عزز الفساد في بنية الدولة، مشيراً إلى أن فريق الأكثرية فشل في إثارة الفتنة الطائفية وفي التدخل الخارجي ·وقال مخاطباً المحتشدين ''ستكون لكم كل السلطة وأنتم تعطون الثلث الضامن للخائف ومن لديه هواجس''· وامهل الحكومة بضعة ايام لتنفيذ مطالب المعارضة قبل التحرك نحو مقر الحكومة· واتهم قوى 14 مارس بسرقة الأكثرية النيابية والوزارية وقال :عليهم أن يفهموا أن عهدهم انتهى وأن طلب المشاركة معهم كان آخر شيء نطلبه أو نقبل فيه، ولكن بعد اليوم من الصعب أن نقبل بالمشاركة ونحن في انتظار حكم جديد ، وأضاف: ننتظر خلال الأيام هذا القرار والانتقال من المراوحة الحالية، والمناسبة الكبيرة المقبلة إذا حصلت، فإن الشريط الشائك لن يحمي السرايا الحكومي لأن الناس ستتمدد بشكل طبيعي من دون تحريض من أحد· نحن نبحث عن الوسائل السلمية، ولكن حتى الوسائل الأخرى مشروعة في إشارة إلى استعداد المعتصمين لما اعتبر اجتياحاً لمقر الحكومة ، عندما احتل شعب صربيا البرلمان والقصر الحكومي لم يقل العالم إنها وسائل غير مشروعة، وكذلك الأمر في أوكرانيا، فالشعب له الحق في تغيير الحكومة التي لا تلبي أمنياته ومطالبه·
أما مهرجان فريق الأكثرية في طرابلس فقد استهله وزير الرياضة والشباب اللبناني أحمد فتفت بكلمة أشار فيها إلى أن الأكثرية تريد لبنان وطناً للبناء والتقدم، لا للقتال والقتل والخراب والدمار·
وتساءل فتفت: لماذا المعارضة تتهم قوى 14 مارس بالعمالة والخيانة، وأجاب على تساؤله قائلاً: يتهمون قوى الأكثرية بذلك لأنها تمتلك حكومة المقاومة السياسية والدبلوماسية والوفاق الوطني·واتهم فتفت المعارضة بـ''الانقلاب'' على الوطن وبالاستيلاء على قرار السلم والحرب ودفع البلاد نحو خراب شامل، وتساءل: هل الوطنية بدفع الناس إلى الشارع، هل الوطنية باتهام الشرفاء بالخيانة دون إثبات؟ وقال: إنها الفتنة بحد ذاتها، ولعن الله من أيقظها·
وأكد فتفت أن ما تقوم به المعارضة من محاصرة السرايا الحكومي، لا دخل له على الإطلاق بحكومة وحدة وطنية، بل إنهم (أي المعارضة) ينفذون أمر عمليات من الخارج لمنع المحكمة الدولية، ينفذون انقلاباً حقيقياً على الدولة والدستور، ولو كانت الشراكة هي المطلب لكنا اتفقنا، لكنهم يريدون الاستيلاء على الحكومة والسلطة، وتحويل لبنان إلى ساحة للفتنة والاقتتال، ويريدون إبعاد ساحة الحرب عن طهران والجولان ودفعها إلى لبنان·ثم ألقى منسق ''تيار المستقبل'' في الشمال النائب سمير الجسر كلمة في المهرجان ·
عدد اليوم
