الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المبدع والرقيب.. ومحاكم التفتيش

30 سبتمبر 2014 23:34
مقال رائع للكاتبة مريم الساعدي، ذلك الذي أطلت به علينا من خلال زاويتها الأسبوعية «من الحياة» في الصفحة الثقافية من جريدتنا «الاتحاد»، وقالت فيه إنها تضحك «أضحك كلما سمعت خبر اعتقال شاعر، أضحك لأنها حركة هزلية، لا تبدو حقيقية، لا يمكن أن تكون كذلك، فنحن في الألفية الثالثة بعد الميلاد، وليس قبله!». وتساءلت: «حقاً كيف يتوقف الزمن في بعض أجزاء هذه الكرة الأرضية على الرغم من الثورة التكنولوجية، كيف يتمكن البعض من أن يقفل بالمتاريس الثقيلة كل أبواب عقله؟!». ومن جهتي، أقول الشعر هواء تنفسه وأجنحة حرية، فلا تخنقونا ولا تكسروا أجنحتنا، فبموتنا تنتحر الألوان ويلبس الجمال السواد إلى الأبد. وكانت قد صورت في مقالها مشهد أخذ الشاعر وجلوسه أمام المحقق و«يحضرون ديوان شعره، يقلبون في صفحاته، ينبشون في كلماته، يسألونه «هل تعرف الله؟»، «هل تحب الله؟»، «ما هي علاقتك بالله؟»، «متى آخر مرة صليت فيها؟» و«كيف تصلي؟». يحضرون أداة قياس، يضعون بدايتها على قلب الشاعر، ويصعدون بنهايتها إلى السماء ويقيسون حجم المسافة بين السماء وقلب الشاعر، وإذا نبض قلب الشاعر فسقط المقياس قالوا «كافر»؛ في إعادة عصرية لمحاكم التفتيش الكنسية في عصور الظلام يخضع الشاعر والتشكيلي الفلسطيني أشرف فياض، منذ أسابيع لعملية تحقيق دقيقة حول ديوانه الشعري المعنون بـ«التعليمات بالداخل»، والصادر عن دار الفارابي عام 2007. بعد سبع سنين على نشر الديوان قرر الرقيب أن الوقت قد أزف لفك طلاسمه الشعرية وحماية البشرية من فجور محتمل ودمار متوقع وكفر قد يكون متخفياً بين السطور. عائشة محمد مبارك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©