الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رائحة جدتي».. وفاء وأصالة

30 سبتمبر 2014 23:34
بعد قراءتي لما جاء في زاوية «من الحياة» بالصفحة الثقافية بجريدة«الاتحاد» بعنوان« رائحة جدتي»، لا أقول سوى الله يرحم أجدادنا الذين انتقلوا إلى رحمة الله تعالى ويطول بأعمار الباقين منهم، ولا ننسى إنهم هم قدوتنا ومرجعنا في معاصرة الحياة الصعبة، وأقول للكاتبة مشكورة طويلة العمر مريم بنت هلال الساعدي الملقبة بالعيناوية على هذا المقال الأكثر من رائع لأنك رمز من رموز الأصالة وحثنا على بر الوالدين. ومما كتبت في ذلك المقال« أفتقد رائحة جدتي، عطرها الخاص، ثيابها الخضراء وتلك المزّهرة، كانت تحب الثياب ذات الزهور الصغيرة، والمنقطة، والحناء الدائمة على كفيها، أقدامها التي تعالجها دوماً بالحناء، ووجع عينيها الذي تقول إنه يحتاج أيضاً حناء، الحناء بالنسبة لها زينة وعلاج، ويدا امرأة تخلو منها هي يدا رجل. أفتقد وجودها في المناسبات العائلية، حيويتها الدائمة، وجودها الخاص العميق الحميم الدافئ المؤثر. أفتقد جدتي، أفتقد محبتها لي، محبتها الثابتة غير المشروطة والدائمة. سجادة صلاتها، مسبحتها التي لا تفارق يديها، والقرآن يصدح في أرجاء بيتها بصوت الشيخ السديس. أفتقد يوم الجمعة في بيت جدتي، أفتقد بيت جدتي بعد رحيل جدي أيضاً وفضاء المكان، وأفكر في كل الجدات اللاتي يرحلن كل يوم. كيف نقبض على رائحة الجدة قبل أن تغيب؟ هل تستطيع مصانع العطور تصميمه؟ لكن كيف لها بالعثور على تلك التركيبة الخاصة؟ . هل للمشاعر رائحة؟ أجدها كذلك، هي خلطة روائح مشاعر، جدتي في المكان، كنا نعرف، أن جدتي في المكان، وكانت الأماكن تعرف جدتي، أشعر بالجدران تتضاءل وتنحني وتقول أدخلي أنت يا ملكة الأماكن. وجدتي، كما جداتكم جميعاً، كانت ملكة الأماكن». حمدان بن زايد الفلاحي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©