السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحية إكبار للشهداء

10 سبتمبر 2015 22:49
«كان أحد أحبتي وشاءت إرادة الرحمن أن يذهب إلى اليمن للجهاد والذود عن الوطن، كان يتصل بي مرارا وتكرارا يخبرني أنه بخير، وبأن نصر الله قريب، لم يكن يعلم هذا الغالي أن الموت أقرب إليه من حبل الوريد، ليأتينا خبر استشهاده كالصاعقة على قلوبنا». «لبى نداء الوطن، فحماية الوطن وأداء رسالته النبيلة هي من سماته وحبه للشهادة والوطن مرسوم على محياه، ودع الأصحاب وفارق الإخوان وقبل الرحيل، سلم علي وودعني أنا وأبنائي، ومضى إلى دعوة الوطن للحرب ضد الغزاة، فما هي إلا أيام، حتى وصلني عبر هاتفي النقال خبر استشهاد العديد من الجنود، لم يكن عندي سوى البكاء تعبيراً عن حزني، لا أعلم هل هو جريح أم شهيد أم من المفقودين؟! حتى جاءني الاتصال ورأيته يوارى بعد أن حمل على الأكتاف، لأعرف وأتيقن أن الله اختاره شهيداً». *** «كان دائما يحملني على كتفه، ويلاعبني ويحضنني ذهابا وإيابا، جاءته دعوة للذهاب إلى اليمن، قلت له: بابا سأشتاق لك عدني أنك ستأتي وتضمني؟ فابتسم وقبلني بحرارة وحضنني وكأنه يعلم أنها آخر عناق وهمس في أذني: سأعود يا صغيرتي لأقبل جبينك الحاني، وإن لم أعد فتذكري أن أباك مات شهيدا وافخري به على مر الزمان، وفي يوم الجمعة وبينما تستعد أمي لوجبة الغداء ويستعد إخواني للصلاة، سمعت صرخة أمي، ونحيب جدتي، وبكاء إخوتي، فعلمت أن حضن أبي قد رحل إلى الأبد.. نعم في بيتي كان أبي هو الشهيد، ومع مشاعر الحزن فإن الفخر والاعتزاز بأبناء الوطن أكبر». ومع أن ألمنا كبير ومصابنا جلل لكننا على يقين بأن من رحل رحلوا بشرف ورفعة لدولة توعد قادتها بأن «ثأرنا ما يبات». تحية إكبار للشهداء، وكلنا فخر بكم وكلنا نأمل من المولى عز وجل بأن تكبيرات النصر ستسبق تكبيرات عيد الأضحى المبارك والقادم أجمل. ريا المحمودي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©