الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

القصة القصيرة جداً.. الإيجاز الملغوم

القصة القصيرة جداً.. الإيجاز الملغوم
10 سبتمبر 2015 23:28
عصام أبو القاسم (الشارقة) اختتمت أمس وقائع ملتقى الشارقة الثاني عشر للسرد، الذي نظمته دائرة الثقافة والإعلام بقصر الثقافة، يومي الأربعاء والخميس، تحت شعار «القصة القصيرة سؤال الواقع والخيال»، مع مشاركة واسعة لكتّاب ونقاد من مختلف أنحاء العالم العربي. وجاءت الجلسة الأولى في اليوم الثاني تحت محور «القصة القصيرة جداً في مرآة النقد»، وأدارها القاص السوري إسلام أبو شكير، وقد استغرقت المداخلات الأربع التي قدمها المشاركون في التفريق بين القص الطويل والقصير، وفيما لو كانت القصة القصيرة جدا «جنساً أو نوعاً أدبياً»، وفيما لو كان ممكناً اعتبارها «ضرباً أدبياً مستقلاً» أم تحسب كتنويع لـ «القصة القصيرة». كما أسهبت المداخلات في استدعاء التلخيصات والاقتباسات النظرية، التي رسخت في المتن النقدي الغربي، والمتكلمة عن الخصائص التقنية المميز لـ «ق، ق،ج». في ورقته المعنونة «الهوية السردية للقصة القصيرة جداً»، طرح الناقد الفلسطيني يوسف حطيني أسئلة عن حجم القصة الصيرة جداً ليخلص إلى أنها «يمكن أن تحتمل واقعتين أو ثلاثا أو أربعاً أو عشراً، مع الاكتفاء بوحدة نصية واحدة قد تطول قليلاً، ولكنها تكوّن أصغر مساحة حكائية، تمكن فيها ملاحظة الدلالة». وتطرق حطيني إلى الخصائص الشكلية المميزة للقصة القصيرة جداً، مثل الشخصية والصراع والحكاية والتكثيف، إلخ، مؤكداً سمات مخصوصة للسرد القصير. وعلى النحو ذاته، جاءت مداخلة الروائية والناقدة المغربية زهور كرام الموسومة «القصة القصيرة جداً.. الإيجاز الملغوم»، ولكنها ركزت على علاقة النص السردي بالقارئ، لافتة إلى أهمية الأخذ في الاعتبار المتغيرات الاجتماعية للمرحلة الراهنة. أما الناقدة والقاصة المصرية اعتدال عثمان فجاءت ورقتها تحت عنوان «القصة القصيرة جداً: قراءة في تحولات السرد ورؤاه»، ولقد استعرضت في بدايتها ثلاثة مواقف من القصة القصيرة جداً؛ الأول يتبنى دعوة إلى اعتبار هذا الفن السردي جنساً أدبياً مستقلاً، والثاني يرفض استقلال القصة القصيرة جداً كنوع أدبي منفصل، والثالث يقف بين بين في انتظار أن تتبلور ملامح هذا الفن. وقرأت عثمان نقدياً، جملة من نصوص القصصية القصيرة جداً، الكلاسيكية والحديثة، لنجيب محفوظ ومحمود شقير، وفاء الحمري وحسن برطال والخطاب المزروعي ومنتصر الغضنفوري وسواهم، مبرزة خصائصها ومزاياها الفنية، ومختبرة للأدوات والآليات التي وفرتها ذاكرة النقد لمعاينة هذه النوعية من النصوص. وعاد الناقد العراقي صالح هويدي إلى طرح سؤال التجنيس، قارئاً ومستعرضاً لكتاب «دراسات في القصة القصيرة جدا» للناقد يوسف حطيني، متوقفاً في مواضع عدة، مختلفاً مع بعض المفاهيم التي أسبغها نقاد مثل حطيني على مصطلحات سردية ذات صلة بمجال القصة القصيرة جداً. وتحت محور «القصة القصيرة في الإمارات: الفن والمراكمة»، جاءت الجلسة الثانية، التي أدارها الكاتب والناقد اليمني عمر عبد العزيز، وتحدث فيها أولاً الناقد السوري عزت عمر، الذي خلص إلى أنه وبدءاً من عام 1971 قطعت دولة الإمارات العربية المتحدة مشواراً حضارياً مهماً على صعيدي الإنسان والمكان، وتبعاً لهذا التطور جاءت السرديات الإماراتية، منصة للتحولات الاجتماعية ومستجيبة لحركة التحديث والعمران. من جانبه، تحدث الناقد والمترجم المصري زكريا أحمد عيد عن القصة القصيرة في الإمارات في فضاء الترجمة، وقد انتهى إلى أن الجهود المحلية في ترجمة المنتوج السردي لا تعكس الزخم المتوافر، متوقفاً عند بعض الترجمات التي نقلت بعض النصوص الإماراتية إلى العالم. وتحت عنوان «السرد الإماراتي بين التجريب والمراكمة»، استدعت زينب عيسى الياسي، بعض النماذج القصصية، مبرزة جمالياتها وخياراتها التجريبية، مختتمة بالقول إن تجربة السرد الإماراتي حظيت بعناية لافتة من قبل مؤسسات الثقافة، عبر المسابقات وورش العمل، حتى راكمت نتاجات عديدة، وفرزت نوعيات سردية متطورة. واختتمت وقائع الملتقى بجلسة أخيرة تحت عنوان «شهادات» أدارتها القاصة أسماء الزرعوني، وشارك بها ناجي نوراني من السودان، ومنى العلي وفاطمة المزروعي من الإمارات، وهويدا صالح من مصر، وحسن بطران من السعودية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©